"الحياة شعلة إمّا أن نحترق بنارها، أو نطفئها ونعيش في ظلام"
!doctype>Tuesday, 21 February 2017
الفرق بين أخلاق الدعاة وأخلاق الجهاد ؟
الفتاوى - الدعوة - أساليب الدعوة - الفتوى 003 : الفرق بين أخلاق الدعاة وأخلاق الجهاد ؟ . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2006-04-24 بسم الله الرحمن الرحيم سؤال: فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي اين اجد بحثكم القيم عن الفرق بين اخلاق الدعاة و اخلاق الجهاد وجزاكم الله عنا كل خير الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: أثبت لك موضوعاً متعلقاً بأصول الدعوة إلى الله القاعدة الأولى: القدوة قبل الدعوة.. كان صلى الله عليه وسلم عابداً متحنثاً، وقائداً فذاً، شيَّد أمَّةً من الفُتات المتناثر، ورجل حرب يضع الخطط، ويقود الجيوش، وأباً عطوفاً، وزوجاً، تحققت فيه المودة، والرحمة، والسكن، وصديقاً حميماً، وقريباً كريماً، وجاراً تشغله هموم جيرانه، وحاكماً تملأ نفسه مشاعر محكوميه يمنحهم من مودته، وعطفه ما يجعلهم يفتدونه بأنفسهم، ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض، الدعوة التي حققت للإنسان وجوده الكامل، وتغلغلت في كيانه كله، ورأى الناس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتمثل فيه هذه الصفات الكريمة كلها، فصدقوا تلك المبادئ التي جاء بها كلها، ورأوها متمثلة فيه، ولم يقرؤوها في كتاب جامد، بل رأوها في بشر متحرك، فتحركت لها نفوسهم، وهفت لها مشاعرهم، وحاولوا أن يقتبسوا قبسات من الرسول الكريم، كلٍّ بقدر ما يُطيق فكان أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل، وكان هادياً ومربياً بسلوكه الشخصي، قبل أن يكون بالكلم الطيب الذي ينطق به. ولأن القدوة هي أعظم وسائل التربية ذلك، لأن دعوة المترف إلى التقشف دعوة ساقطة، ودعوة الكذوب إلى الصدق دعوة مضحكة ودعوة المنحرف إلى الاستقامة دعوة مخجلة، لذلك كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله، وفضائله، ومكارمه قدوةً صالحة، وأسوة حسنة، ومثلاً يُحتذى، وهي ليست للإعجاب السلبي، ولا للتأمل التجريدي، ولكنها وُجدت فيه لنحققها في ذوات أنفسنا، كل بقدر ما يستطيع. وقد ورد في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ أن ((يا معاذ أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، وبذل السلام، وحسن العمل، وقصر الأمل، ولزوم الإيمان، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة والجزع من الحساب، وخفض الجناح، وأنهاك أن تَسُبَّ حكيمــــاً، أو تكذب صادقاً، أو تُطيع آثماً، أو تعصي إماماً عادلاً، أو تُفسد أرضاً.. وأوصيك باتقــاء الله عند كل حجر، وشجر، ومدر، وأن تُحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية)) [أخرجه البيهقي في كتاب الزهد] يستطيع الإنسان أن يكون عالماً جهبذاً في الطب، أو العلوم، أو الهندسة من دون أن تتطلب هذه العلوم ممن يتعلمها قيداً سلوكياً، ولا يُفسد حقائقها أن يتبع النابغ فيها هوى نفسه، في حياته الخاصة، إلا علم الدين، فإنك إن كنت من المتدينين المخلصين، أو من علمائه أو الداعين إليه، فلا بد أن تكون قدوة حسنة لمن تدعوهم إليه، وإلا ما استمع إليك أحد، ولو كنت أكثر الناس اطلاعاً وعلماً في دين الله، ولن ينظر إليك أحد نظرة احترام جديرة بك، إلا إذا كان سلوكك وفقاً لقواعد الدين. قال ملك عمان، وقد التقى النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما دلني على هذا النبي الأمي، إلا أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد وينجز الوعد. قال أحد كُتاب السيرة الغربيين الذين أسلموا: " كان محمد ملكاً، وسياسياً، ومحارباً، وقائداً، ومشرِّعاً، وقاضياً، وفاتحاً، ومهاجراً، مارس بالفعل جميع المبادئ التي كان يلقنها للناس، ولن تجد في القرآن حُكماً أو أمراً لم يعمل به النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان يمارس بالفعل كل ما كان يدعو إليه بالقول، فالمرء مثلاً لن يكون عفواً، إلا أن يكون له عدو يلقى منه أشد الإساءة، ثم تدور الدائرة على هذا العدو فيقع في قبضته، ويصبح تحت رحمته، ثم يملك القدرة على الانتقام منه، ثم يعفو عنه.. ثم يقول الكاتب: " تأمل دخول النبـي صلى الله عليه وسلم مكة دخول الظافر المنتصر، وقد خرَّت جزيرة العرب صريعة تحت قدميه، وأصبحت مكة قلعة العدو تحت رحمته، فلو شاء لقطع رؤوس القوم، الذين كانوا بالأمس ألد أعدائه، الذين اتخذوه هزواً، وأمعنوا في اضطهاده والاستخفاف به، ولو أنه عاقبهم بذنبهم لكان مُحقاّ، ولم يكن ملوماً، ولم تظهر فضيلة العفو قط بصورتها الكاملة في تاريخ أي دين من الأديان حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ولولاه لظلت هذه الفضيلة معطلة إلى الأبد ". القاعدة الثانية: الإحسان قبل البيان.. لقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون رحماء قبل أن نكون أوصياء، فمن لا يرحم لا يُرحم.. ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ [سورة الأنبياء] فالنفوس جُبلـت على حُب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها فهو صلى الله عليه وسلم فتح أقفال القلوب برحمته ورفقه، حتى لانت له القلوب القاسية، واستقامت الجوارح العاصية، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعثت بمدارات الناس)) وحرف الجر (الباء) في كلمة المداراة، يفيد معنى الاستعانة، أي أن النبي الكريم يستعين على هداية الناس بمداراتهم، والمداراة شيء والمداهنة شيء آخر، المداراة بذل الدنيا من أجل الدين، والمداهنة بذل الدين من أجل الدنيا. بعث النبي الكريم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يُقال له " ثمامة بن آثال "، وكان ثمامة قد أوقع أشدَّ الأذى بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فربطوا ثمامة بسارية من سواري المسجد، فخرج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إليه فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعمْ تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت.. فتركه حتى كان الغد ثم قال له: ما عند يا ثمامة ؟ فقال: ما قلت لك، إن تنعم تنعمْ على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد فقال: ما عند يا ثمامة ؟ فقال: عندي ما قلته لك فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم ندخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله يا محمد ؛ والله ما كان على وجه الأرض أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدين إلي، والله ما كان بلدٌ أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قالوا له: صبوت ؟ قال: ((لا والله، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم )) [أخرجه الإمام البخاري 8/68-69 في المغازي] وهذا نوع من الحصار الاقتصادي. القاعدة الثالثة: الترغيب قبل الترهيب.. لقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدَّم للمدعو الترغيب قبل الترهيب، والتبشير قبل الإنذار، وأن نرغِّبه في الإخلاص، قبل أن نرهبه من الرياء، وأن نرغبه في طلب العلم ونشره، قبل أن نرهبه من الإعراض عنه وكتمانه، وأن نرغبه في الصلاة في وقتها، قبل أن نرهبه من تركها أو تأخيرها، لأن تقديم أسلوب الترغيب يكون أنفع وأجدى من تقديم أسلوب الترهيب، يتَّضح هذا من موقف النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه لعدي بن حاتم حينما أسلم. يروي عديُ بن حاتم الطائي عن نفسه فيقول: ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يُذكر مني، وكنت ملكاً في قومي فالتقيت به فقال لي: لعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، ( أي فقر المؤمنين)، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه، ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم تقول: إنما اتَّبعه ضعفة الناس، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها تزور هذا البيت لا تخاف أحداً إلا الله، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن المُلك والسلطان في غيرهم، وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض في أرض بابل قد فُتحت عليهم، قال عدي: فلما سمعت بذلك أسلمتُ ". القاعدة الرابعة: التيسير لا التعسير.. لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُيسر ولا نُعسر، وأن نُبشر ولا ننفِّر، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم عنه صلى الله عليه وسلم: قوله: ((يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا)) [رواه البخاري] قال الإمام النووي رحمه الله: لو اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله على " يسروا " لصدق على ن يسَّر مرة وعسَّر كثيراً فلما قال: ((ولا تعسِّروا)) ، فلكي نجتنب التعسير في كل الأحوال، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهة السآمة علينا ". أي كان يعظنا من حين لآخر، دون تتابع لئلا نسأم الموعظة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تكليف الناس ما لا يطيقون ليستمر سيرهم في طريق الإيمان، فالداعية المتبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ نفسه بالعزائم، ويسمح للمدعويين بالرخص، تخفيفاً عليهم وتيسيراً لهم، وعن أنس رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخاً يُهادي بين ابنيه، قال: ما بال هذا ؟ قالوا: نذر أن يمشي.. قال: إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني، وأمره أن يركب ". وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً قائماً في الشمس، فقال: ما بال هذا ؟ قالوا: نذر ألا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فأمره أن يستظل، ويتكلم، ويصوم ويفطر، وقال: عليكم بما تطيقون، فإن الله لا يملُّ حتى تملوا. وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه: ((" إن للقلوب إقبالاً وإدباراً فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإن أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض)) [راجع المائة المختارة للجاحظ، وغرر الحكم للآمدي ص113] القاعدة الخامسة: التربية لا التعرية.. لقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أقواله وأفعاله ومواقفه من أصحابه في شتى مستوياتهم، وأحوالهم أن الدعوة مهمة تربوية أساسها النفسي الحب الصادق، والرحمة الواعية، والشفقة الحانية على المدعو، وأساسها العقلي: المعرفة الدقيقة والعميقة والشاملة لطبيعة النفس الإنسانية، في قوتها وضعفها في تألقها وفتورها في إقبالها وإدبارها. لما تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكلة يخبرهم بذل، وقال لهم: إن رسول الله يريد أن يغزوكم فخذوا حذركم، ثم أرسل الكتاب مع امرأة مسافرة، فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً والزبير والمقداد وقال: انطلقوا حتى تأتوا موضع كذا، فإن به ظعينة معها كتاب، فخذوه منها فأتوني به، يقول الراوي: فخرجنا حتى أتينا الروضة، وهو المكان الذي حدده لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نحن بالظعينة فقلنا لها: أخرجي الكتاب فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لها: لتُخرِجنَّ الكتاب، أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها، أي من ضفائر شعرها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أُناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب: ما هذا يا حاطب ؟ وما حملك على ما صنعت؟.. فقال: يا رسول الله، لا تعجل عليَّ إني كنت امرأ ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بهم أهلهم، وأموالهم، بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك النسب منهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً، ولا ارتداداً عن ديني، فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه شهد بدراً ولعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم " ثم التفت إلى أصحابه، وقال: " صدقوه ولا تقولوا إلا خيراً ". إنه القلب الكبير، والصدر الواسع، والتفهُّم العميق للحظة ضعف طارئة ألمت بهذا الصحابي، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الموقف الرحيم، أن يعينه وينهضه من عثرته فلا يطارده بها، ولا يدع أحداً يطارده.. وسر التفاوت بين موقف النبي صلى الله عليه وسلم وموقف عمر رضي الله عنه، أن عمر نظر إلى الذنب نفسه فإذا هو خيانة عظمى لله ولرسوله ولدينه، بينما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى لحظة الضعف الطارئة التي ألمت بصاحب الذنب فتفهمه ورحمه. القاعدة السادسة: مخاطبة العقل والقلب معاً … علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال سنته وسيرته، أن الإنسان عقل يدرك وقلب يحب، وأن العقل غذاؤه العلم، وأن القلب غذاؤه الحب، وأن العقل أمير القلب، لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: ((أرجحكم عقلاً أشدُّكم لله حباً)) وإذا كان العقل للنفس كالعين تبصر به فإن الهدي الرباني نور لهذه العين، فأنى للعقل أن يرى الحقائق من دون نور يكشفها له ؟ وإذا كان القلب وما ينطوي عليه من حب محركاً للإنسان، ينتقل ويرقى به فإن العقل مقودٌ يوجه الحركة نحو الهدف، ويجنبها الانحراف والهلاك. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب العقل في الإنسان فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: يا نبي الله أتأذن لي في الزنا ؟ فصاح الناس به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربوه، فدنا حتى جلس بين يديه، فقل له الرسول صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك ؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: فكذلك الناس لا يُحبونه لأمهاتهم.. أتحبه لابنتك ؟ قال: لا جعلني الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، قال: أتحبه لأختك ؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، ثم ذكر له العمة والخالة، ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: ((اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصِّن فرجه)) فلم يكن شيء أبغض إليه من الزنا ". [راجع كنز العمال 13614 عن ابن جرير] وإذا كانت مخاطبة العقل تُحدث قناعة، فإن مخاطبة القلب تُحدث موقفاً، فلقد خاطب الأنصار الذين وجدوا عيه في أنفسهم، عقب غزوة حنين، وتوزيع الغنائم، فقال لهم: ((يا معشر الأنصار، ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟.. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليُسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، أما ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم ؟.. عندئذ بكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم)) القاعدة السابعة: الدليل والتعليل.. علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال ما أُوحي إليه، أن القرآن الكريم كلام خالق السماوات والأرض.. قال تعالى: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (6)﴾ [سورة الفرقان] إذاً لا بد من تطابق دقيق وتام بين مضامين القرآن الكريم، وقوانين الكون بسماواته وأرضه ومخلوقاته، ولا سيما الإنسان، كما أن العقل بمبادئه، مبدأ السببية والغائية وعدم التناقض، يتفق مع سنن الكون الثابتة، ودعوة القرآن الكريم إلى إعمال العقل في خلق السماوات والأرض، كأداة لمعرفة الله، وكمناط لمسؤولية الإنسان، يؤكد هذا التوافق، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الفطرة الإنسانية تتفق اتفاقاً تاماً مع الإيمان بالله واليوم الآخر وطاعة الله، واللجوء إليه والسعادة بقربه، قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)﴾ [سورة الروم] لهذا نستنتج أن كل دعوة إلى الله لا يتقاطع في دائرتها النقل الصحيح مع العقل الصريح مع الفطرة السليمة، مع الواقع الموضوعي هي دعوة غير مقبولة، ولا يمكن أن تحقق نجاحاً لذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الطاعة في معروف)) [رواه البخاري 8/47، وسلم 840] القاعدة الثامنة: الآمر قبل الأمر.. علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال ما أوحي إليه، أن العلم وحده هو الوسيلة والطريق إلى الله، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)﴾ [سورة فاطر] وإن المرء ما لم يتعرف إلى الله من خلال آياته الكونية، وآياته التكوينية، وآياته القرآنية، فإنه لا يملك الخشية الكافية التي تحمله على طاعته، واتباع سنة نبيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعـو ويقول: ((الله اقسم لن من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك)) [ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للترمذي والحاكم عن ابن عمر ] لذلك كان التفكُّر في خلق السماوات والأرض طريقاً إلى خشية الله التي هي طريق إلى طاعته، وطاعته طريق إلى سعادة الدارين، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً (17)﴾ [سورة الفتح] وأي دعوة إلى الله تقتصر على التعريف بأمره ونهيه، ولا تُقدم على التعريف بأمره التعريف به هي دعوة لا يُكتب لها النجاح، قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾ الدكتور محمد راتب النابلسي والحمد لله رب العالمين
ما حكم الزواج من نصرانية ؟
Friday, 17 February 2017
شبهات حول السلفية والرد عليها
فتاوي مختارة
Tuesday, 14 February 2017
أقوال علماء الإثني عشرية في شأن البهرة الإسماعيلية
تكفير الشيعة الرافضة
ملف تكفير الشيعة الاثنى عشرية الرافضة / اهل السنة / الزيدية / الاسماعيلية الشيعة و تكفير المسلمين اهل السنة و الجماعة من لا يؤمن في الولاية كافر / الائمة http://www.alsrdaab.com/vb/showthrea...C7%E1%D3%E4%C9 ========= الإمام زيد و الزيدية و تكفير الشيعة الرافضة http://www.alsrdaab.com/vb/showthrea...D2%ED%CF%ED%C9 الحافظ ابن الوزير اليماني بين الزيدية وأهل السنة والجماعة ! ( للنقاش العلمي ) http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37345 ========= كتاب زيدي للرد على الرافضة الجعفرية الاثنا عشرية/ الرد على الرافضة لنجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام كتاب زيدي للرد على الرافضة الرد على الرافضة لنجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على كل حال. زعمت الرافضة أنه لم يكن قرن من القرون خلا ولا أمة من الأمم الأولى إلاّ وفيها وصي نبي أو وصي وصي حجة لله قائمة عليهم عالم بأحكامه فيهم مفروضة عليهم طاعته ومعرفته ليس لأحد ممن معه في دهره حاله ولا صفته ، لا يهتدي إلى الله أبداً من ضله ، ولا يعرف سبحانه أبداً من جهله. فيسئلون – ولا قوة إلاّ بالله – عن فترات الرسل في الأيام الماضية وما لم يزل فيها لا ينكره منكر ولا يجهله من الأمم الخالية ، هل خلت منها كلها فترة ، وأمه منهم مستقله أم مستكثرة من أن يكون فيها إمام هادٍ حجة لله على من معه من العباد يعلم من حلال الله وحرامه وجميع ما حكم الله به في العباد من أحكامه ما يعلم من تقدمه وكان قبله من كل ما حكم الله به ونزله؟. فإن قالوا: لا تخلو فترة من الفترات مضت، ولا أمة من الأمم كلها التي خلت، من أن يكون فيها إمام هاد على العباد لله حجة، ليس لأحد معه إلى غيره من الخلق كلهم حاجة محوجه، في احتجاج بحق ولا تبيين، ولا في حكم من أحكام الدين، من نذارة لقى ولا رداً، ولا تبصرة لرشد ولا هدى كما قالت الرافضة: فلا حاجة إذن بعد آدم بأمة من الأمم، إلى أن يبعث الله فيهم نبيا، ولا يجدد لهم لرشده وحياً، يعلمهم في دين الله علماً ولا يحكم عليهم لله حكماً، ومن كان من ذلك وفيه، ففضل لافاقة بأحد إليه، لأنه لا يبعث نبي في فترة، ولا أمة مستقلة ولا مستكثرة إلاّ ووصيها فيها، كافٍ في الحجة عليها، مستغنىً به عن التبصرة والتعريف، وما حملها الله من فرض أو تكليف، تامة به النعمة في الهدى من الله عليهم، لعلمه بجميع أحكام الله سبحانه فيهم، وفيما قالوا به من هذا القول، الغني عن كل نبي أو رسول، جاء عن الله بنذارة لجاهلٍ من عباده أو تعليم، أو هداية لضال من خلقه أو تقويم. وفي هذا من إكذاب كتاب الله ووحيه، وخلاف خبره تبارك وتعالى على لسان نبيئه، مالا خفاء به ولا فيه عن موحد ولا ملحد، ولا خصمٍ لدّا أولم يلد، والله تبارك وتعالى يقول في إكذاب من قال بهذا القول عليه في كتابه، بما لا يأباه مكابر مرتاب وإن عظمت بليته في ارتيابه، قال الله سبحانه: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ))[الحجر: 10]، وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ))[النحل: 36]، وقال سبحانه: ((وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ))[فاطر: 25،24]، وقال سبحانه: ((وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ))[فاطر: 4]، مع ما ذكر لا شريك له مما يكثر عن أن نحصيه من تبعيثه في الماضين للرسل والنذر، وما لم يزل يحدده من نعمة من ذلك في البشر، لا يذكر في كله سبحانه وصياً، ومما ذكرت الروافض في ذلك كله شيئاً، ولو كان الهدى يصاب بغير كتب الله ورسله، لعرف الله في ذلك بمنته وفضله، ولذكر حجته به على عباده، وما دلهم عليه به من رشاده، كما قال سبحانه فيما أنعم به من وحيه، ومنَّ به فيه من أمره ونهيه: ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[يونس: 57]، قال سبحانه : ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا))[النساء: 174]، مع ما يكثر في هذا ومثله، من ذكر نعم الله فيه وفضله، وكما قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وعلى أهله: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[آل عمران: 164]، وكما قال سبحانه: ((يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا))[الأحزاب: 46،45]، فذكر سبحانه منته على عباده برسوله وكتابه. وما ذكر في ذلك مما تقول الرافضة – بحمد الله – قليلاً ولا كثيراً، ولا أنه جعل غير رسوله كما جعله سراجاً منيراً، فنحمد الله على ما أفرد به رسوله صلى الله عليه وعلى أهله من التقدمة والتبيين إلى الدلالة به لعباده على كل رشدٍ أو دين، فهدا به في أيام حياته، وقبل نزول حمامه ووفاته، خلقاً كثيراً من خلقه، ودلهم سبحانه على سبيل حقه، وهو بينهم سوي حي، ينزل عليه – وهم معه أحياء – الوحي، ببيان ما التبس عليهم، وبما مَنَّ الله به من بعث رسوله فيهم، وقد أكمل لهم سبحانه قبل وفاته الدين، وأبان لهم به صلى الله عليه وعلى أهله التبيين، بأنور دليل، وأقوم سبيلٍ، وأبلغ حجة في هدي وتبصير، وأهدى هداية تكون بنذارة أو تذكير. وفيهم ما يقول سبحانه: ((وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))[آل عمران: 101]، وكما قال سبحانه: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا))[المائدة: 3]،خبراً منه سبحانه عن أنه قد بين لهم دينهم كله جميعا وتبيينا، ومن ذلك ما يقول سبحانه: ((فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ))[الأنعام: 149]، وقوله سبحانه: ((وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ))[الأنعام: 119]، ويقول: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ))[الحج: 78،77]، فجعلهم جميعاً برحمته وفضله وإكرامه لآبائهم من أوليائه ورسله، شهداء علي خلقه وعباده، وأمناءه في أرضه وبلاده. وجعلهم سبحانه أئمةً شهداء كما جعلهم، وفضلهم من ولده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بما فضلهم، فبفعلهم للخيرات وعملهم للصالحات، في كل ما حكم به عليهم من فرضه وعدهم ما وعدتهم من الاستخلاف لهم في أرضه، وما وعدهم في ذلك من مواعيده، وتكفل لهم به في الشكر عليه من مزيده. وأخبر سبحانه بأصدق الخبر عن فسق من كفر منهم نعمة فيه، ولم يؤد من شكره به ما يجب الله عليه، فقال سبحانه: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ))[النور: 55]. فمن لم يفعل من الإيمان ما فعلوا، ويعمل من الصالحات كما علموا، فلم يجعل الله له إيماناً ولا إسلاماً، فكيف يجعله في الهدى إماما ؟ً وإنما جعل الله الإمام من هدى بأمره، وعرف بالجهاد في الله مكان صبره، كما قال الله لرسوله صلى الله عليه وعلى آله: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))[السجدة: 24،23]. فكيف يكون بالله موقناً أو معتصماً، أو عند الله مؤمناً أو مسلماً، من يشبه الله بصورة آدم، وبما فيه من صور الشعر واللحم والدم؟ وأولئك فأصحاب هشام بن سالم. أو كيف يكون كذلك من قال بقول ابن الحكم، وهو يقول: إن الله نور من الأنوار، وأنه سبحانه حبه مسدسه المقدار، وأنه يعلم بالحركات ويعقل، وتحف به الأماكن وينتقل، وتبدو له البدوات، وتخلو منه السماوات، لأنهم يزعمون أنه على العرش دون ما سواه، وأنه لا يبصر ما حجبته عنه الحجب ولا يراه، ويدنوا لما يدنوا له من الأشياء المشاهدة، وينأ عما نأى عنه بالمباعدة، فما نأى عيه فليس له شهيد وما قرب منها إليه فهو منه غير بعيد. والله سبحانه يقول فيما وصف نفسه لعباده، وما تعرف إليهم به من الصفات في كتابه: ((يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))[المجادلة: 6]، وقال سبحانه: ((إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))[الحج: 17]، وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ))[ق: 16]، وقال سبحانه: ((وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ))[الأنعام: 3]، أفما في هذا بيانٌ قاتلهم الله أنى يؤفكون أنى. مع ما بين في غير هذا من بعده عن شبه الأشياء، من النور وغيره من كل ظلمة وضياء، من ذلك قوله سبحانه: ((لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))[الأنعام: 103]، وقوله سبحانه: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[الشورى: 11]، وقوله جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله: ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ))[الإخلاص: 4]، الكفؤ: فهو المثل والند، فلو كان كما قال هشام وأصحابه نوراً وجسماً، أو كان كما قال ابن الحكم لحماً ودماً، لكانت أكفاؤه عدداً، وأمثاله سبحانه أشتاتاً بدداً، لأن الأنوار في نورها متكافئة، والأجسام في جسميها متساوية، وكذلك تكافؤ اللحم والدم، كتكافؤ الجسمية كلها في الجسم، ولو كان كما قال أصحاب النور نوراً محسوساً، لكانت الظلمة له ضداً ملموساً، ولو كان بينهما كذلك لوقع بينهما ما يقع من الأضداد، من التغالب والتنافي والفساد، فسبحان من ليس له ند يكافيه، ولا ضد من الأضداد ينافيه، ((خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ))[الزمر: 62]. وما قالت به الرافضة من هذا فقد تعلم أن كثيراً منها لم يقصد فيه لما قصد، أويعتقد من الشرك بالله في قوله به ما اعتقد، ألاّ وإن ما قالوا به في الله، أشرك الشرك بالله، فنعوذ بالله من الشرك بربوبيته، والجهل لما تفرد به من وحدانيته. هذا إلى ما أتوا به من الضلال بقولهم في الوصية، وما عظموا على الله وعلى رسوله في ذلك من الدعوى والفرية، التي ليست لهم بها في العقول حجة ولا برهان، ولم ينزل بها من الله وحي ولا فرقان . وما قالت به الرافضة في الأوصياء من هذه المقالة فهو قول فرقة كافرة من أهل الهند يقال لهم البرهمية، تزعم أنها بإمامة آدم من كل رسول وهدى مكتفية، وأن من ادعى بعده نبوة أو رسالةً فقد ادعى دعوة كاذبة ضالة، وأنه أوصى بنبوته إلى شيث، وأن شيثاً أوصى إلى وصي من لده، ثم يقودون وصيته بالأوصياء إليهم، ولا أدري لعلهم يزعمون أن وصيته اليوم فيهم. ولو كان الهدى في كل فترة كاملاً موجوداً، ولم يكن إمام الهدى في كل أمة مفقوداً، لما جاز أن يقال الفترة من الفترات فترة، ولا كانت للجاهلية في أمة من الأمم قهرة، وقد ذكر الله لا شريك له أنه لم يرسل محمداً عليه السلام إذ أرسله، ولم يرسل من أرسل من الرسل قبله، إلاّ في أمة ضالة غير مهتدية في دينها لحظها، ولا مستحقة على ما الله بإصابة رشدٍ لحفظها، ولكن رحمة منه سبحانه لها وإن ضلت، وإحساناً منه إليها في تعليمها إذ جهلت، كما قال الله سبحانه: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))[البقرة: 213]، فأخبر أنهم كلهم كانوا ضالين غير مهتدين، ولو كان فيهم حينئذ وصي وأوصياء، لكان فيهم يومئذ لله ولي وأولياء، ولما جاز مع ذلك لو كان كذلك، أن يقال لهم: أمة واحدة، لأنهم فرق متضادة، لا يجمعهم في الهدى كلمة، ولكنهم في الضلال أمة. وكما قال سبحانه في بعثته لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ))[القصص: 46]، فما ذكر سبحانه أنه كان فيهم يوم بعثته له إليهم ومنته بالهدى فيه عليهم، مهتدٍ واحدٍ منهم بهداه، ولا قائم بما هو الهدى من تقواه، لا رسول ولا نبي، ولا إمام ولا وصي، حتى مَنَّ تبارك وتعالى عليهم، ببعثته لمحمد عليه السلام إليهم، فأقام لهم به منار الهدى وأعلامها، ونهج لهم سبل الحجج بأنوار أحكامها، فبين به من ذلك كله ما كان درس وهلك خفاتاً، وأحيا به صلى الله عليه وعلى آله ما كان مواتاً، توحداً منه سبحانه بالمنة فيه على خلقه، وإفراداً لرسوله صلى الله عليه وعلى آله بالدلالة على حقه، فلم يبق من هدى المحجوجين من العباد، باقية بها إليهم حاجة في رشاد،ٍ يكون بها لهم في دنياهم صلاح، ولا لهم فيها عند الله فلاح، إلاّ وقد جاء بها كتاب الله سبحانه منيرةً مستقرة، وكررّ – لا إله إلاّ هو – بها فيه بعد تذكرة تذكرة، إحساناً إليهم ورحمةً، وتذكرة لهم وعصمة، ومظاهرةً للنعمة فيهم وإسباغاً، واحتجاجاً بكتابه عليهم وإبلاغاً، كما قال سبحانه: ((هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ))[آل عمران: 138]، وقال سبحانه: ((هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))[الأعراف: 203]. فأين ذكر الرافضة في هذا وأمرها من ذكر الله وأمره، وما بيّن سبحانه من إكذابهم فيما قالوا بخبره؟ فالله سبحانه يخبر أن كلهم كان ضالاً فهداه، وجاهلاً بالهدى حتى علمه الله بمنه إياه، كما قال سبحانه لبني آدم: ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))[النحل: 78]، وقال سبحانه لرسوله: ((وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا))[النساء: 113]، وقال سبحانه: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[الجمعة: 2]، وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ))[النحل: 36]. ولا يهدى أحد أبداً إلاّ من ضلال، ولا يهتدي من تركه الله في جهالته من الجهال، والله سبحانه يخبر أنهم كلهم كانوا في ضلال وعمى، وقد كانوا جميعاً جهلةً بدينه لا علماء . والرافضة تزعم أن قد كانت فيهم يومئذ الأوصياء، وأنها قد كانت تعلم من الدين حينئذ ما كانت تعلمه الأنبياء، ومن كان لبعض علم الهدى وارثاً، وكان هدى الأنبياء عليهم السلام له تراثاً، كان برياً من الضلال، وغير معدود في الجهال، وإذا كان ذلك في الأوصياء كذلك، وكانوا يزعمون أنهم إنما أخذوا هذا عن الكتاب وقبلوه، وادّعوا فيما قالوا به منه حكم الكتاب وتنحلوه، كان فيه من الكتاب من التهجين ما يلحد فيه كل لعين، شأنه تعطيل كل دين وتلبيس كل برهان مبين، لأن ما قالوا به من هذا فمن القول المتناقض المستحيل، إذ وصفوا بعضهم بالهدى مع وصفهم لكلهم بالتضليل، لأن في أن يكون كلهم عميا، دليل على أن لا يكون أحد منهم مهتدياً ولا وصيا، وفي أن لا يكون منهم وصيٌ ولا مهتدٍ خبر عن أن كلهم ضالٌ رديٌ، وهذا فهو التناقض بعينه، وما لا يحتاج كثير إلى تبينه، ولله الحمد في ذلك كله قبل غيره، وبالله نستعين على ما أوجب بالهدى من إجلاله وتكبيره. وممَّا يسأل عنه الرافضة إن شاء الله فيما يقولون به من الأوصياء، أن يقال: لهم حدثونا عن النبي صلى الله عليه أكان وصياً لمن كان قبله من الأنبياء ؟. فإن قالوا: نعم، قد كان لمن قبله وصياً كان أمرهم في المكابرة أمراً جلياً، ولم يخرجهم ذلك من كَرِّ المسألة إليهم، وتوكيد الحجة بما في المكابرة عليهم. فيقال لهم: حدثونا عن الوصي الذي أوصى إلى النبي عليه السلام بالوصية أمن أهل اللسان العربي كان أم من أهل اللسان العجمي؟. فإن قالوا: أن من أوصى إليه صلوات الله ورضوانه كان يومئذ وصياً عربياً، زعموا أن الوصي حينئذ كان أميا،ً لأن كل عربي كان حينئذ بغير شك أمياً، لأن الله لم ينزل عليهم يومئذ قرآناً، ولم يفصل لهم حينئذ بوحي فرقاناً، ولم يكن يومئذ أحد من العرب رسولاً نبياً، يجوز أن يكون له أحد وصياً، لأنه معلوم عند كل أحدٍ من الأمم غير مجهول، أنه لم يكن في العرب بعد عيسى صلى الله عليه رسول، ولا مدع يومئذ وإن أبطل، يدعى أن يكون نبياً قد أرسل. فإن قالوا: فإن الوصي الذي أوصى إلي النبي صلى الله عليه كان أعجمياً. قيل: أوليس قد كان يعلمه علمه وكان عليه السلام به في علمه مقتدياً؟. فإذا قالوا: بلى. قيل: فإن الله تعالى يقول في ذلك بخلاف ما يقولونه، ويخبر أنه لم يعلمه يومئذ بشر عربي ولا عجمي يعلمونه ولا يجهلونه، قال الله سبحانه: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ))[النحل: 103]، فأخبر أن معلمه صلى الله عليه وآله غير أمي بأنه علمه بلسان عربي مبين، ولو كان الأمر كما تقول الرافضة في الإمامة والوصية، لما خلا النبي عليه السلام فيما نسبت إلى عربية أو عجمية، من أن يكون قبل نبوته وبعثته، وما وهبه الله بالرسالة من نعمته، لم يرى وصياً ولم يصل إليه ولم يعرفه ولم يستدل عليه، فيكونوا هم اليوم أهدى منه يومئذ في معرفة وصيهم سبيلاً، أو يكون الله أقام لهم في معرفة الأوصياء ولم يقم له دليلاً، أو يزعمون أن قد لقي وصي وصي عيسى صلى الله عليه ورآه، وكان مهتدياً يومئذ بهداه، من قبل مجيء رسالة الله إليه، وقبل تنزيله لوحيه عليه، فيزعمون أن قد كان يومئذ مهتدياً غير ضال، وبرياً قبل نبوته من جهل الجهال، وعالماً بجميع الإمان فيكذبوا بذلك آياً من الفرقان، منها قوله سبحانه ((وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى))[الضحى: 7]. وقال سبحانه في آية أخرى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))[الشورى: 52]. وقوله سبحانه ((قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ))[يونس: 16]. فهو صلى الله عليه وعلى آله لم يكن يدري ما الإيمان حتى أُدْرِّي، ولا يعلم عليه السلام ما الهدى حتى عُلِم وهُدِي، وبعض أئمتهم عندهم فقد علم ما الهدى والإيمان وهو وليدٌ طفل، ورسول الله صلى الله عليه لم يكن يعلمه حتى علمه الله إياه وهو رجل كهل. فأي شنعة أشنع، أو وحشة أفظع من هذا ومثله، وما يلحق فيه بأهله من مزايلة كل حق ومخالفة كل صدقٍ؟!، فإن هم أبوا ما وصفنا لتفاحشه، ولما يدخله من شنائع أو وحشة، فزعموا أنه لم يكن في الأمم لا في العرب منها ولا في العجم قبل بعثة النبي محمد عليه السلام وصي يعلم يومئذ ولا إمام، ضل رسول الله صلى الله عليه بجهله ولا أصاب الهدى يومئذ من قبله، حتى أتاه الله هداه وأرشده وبصره سبيل الهدى وقصده، كما فعل بأبيه إبراهيم صلى الله عليه فيما أتاه الله قبله من رشده ودّله عليه من الهدى وقصده، إذ يقول ((وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ))[الأنبياء: 51]. ويقول فيه عند تلمسه ليقين المعرفة لرب العالمين ((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ))[الأنعام: 79،78،77،76]. فقر به صلوات الله عليه قرار اليقين في معرفة رب العالمين، حين برئ عنده سبحانه من مذموم الأفول والزوال، وتصرف اختلاف التغيير والأحوال، وما لا يكون من ذلك إلاّ في الأمثال المتعادلة وأشباه الصنع المتماثلة، التي جل الله سبحانه أن يكون لشيء منها مثيلاً، أو يكون جل جلاله لشيء منها عديلا،ً وفي مثل ذلك ما يقول سبحانه لمحمد صلى الله عليه مع إفضائه من يقين المعرفة إلى ما أفضى إليه ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))[الأنعام: 163،16]. فهو عليه السلام يخبر أنه أول -أمته وقرنه ومن كان معه من أهل أيامه وزمنه بالله لا شريك له – إسلاماً وإيماناً(ومعلافة بالله وإيقانا). والله يخبر أنه قد إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين، ولو كان معهما صلى الله عليهما يومئذ وصي للمرسلين، لكان إسلام الوصي وإيمانه قبل إسلام إبراهيم ومحمد وإيمانهما ويقين الوصي بالله وعلمه قبل علمهما بالله وإيقانهما، ولما جاز أن يقول محمد صلى الله عليه ((وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)) فيما قد سبقه غيره ممن معه إليه، وإبراهيم صلى الله عليه يطلب يومئذ المؤمنين ويلتمس حينئذ بالله جاهداً اليقين بحيلة كل محتال بفكره، ويخاف الضلال عن الله مع نظره، ويقول ((لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)) ويقول للكواكب ((هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)) ومعه وصي أيامه ودهره لا يخطر على باله ولا نظره، فلا يقع على شيء مما يحيل بفكره . والرافضة اليوم تزعم أنها قد تعلم أنه قد كان معه وصي يلزمه أن يعرفه بعينه ويعلمه ما يلزمها اليوم من معرفة الوصي، وما تدعي فيه من باطل الدعاوى، فهي عند أنفسها تعلم من الأوصياء في دين الله ما لم يكن يعلمه منهم خليل الله، وتهدي من الرشد فيه ما لم يهد الله خليله إليه، إلاّ أن تزعم أنه لم يكن مع إبراهيم في أمته وصي يهديها، فيكون في ذلك بطلان ما في أيديها، وما يلزمها من هذا في إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما فقد يلزمها في كثير من رسل الله معهما صلى الله على رسله وأنبيائه وزادهم الله فيما خصهم من كرامته واصطفائه. وإمامهم اليوم _فيما يزعمون وكما في إفكهم يقولون_ يدري ما كان رسول الله دارياً ويدعوا إلى ما كان إليه داعياً، ودعوته صلى الله عليه وآله كانت إلى الخير والهدى وتبين ما كان يبين عليه السلام من الغي والردى، وإنذار من أدبر عن الله يومئذٍ وأعرض، وإعلام العباد بما حكم الله يومئذٍ وفرض. فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه وفعله ونعته، وقد يزعمون أن للإمام أحواله كلها لا رسالته، فأين صفة أئمتهم وأحوالهم من النبي صلى الله عليه وعلى آله وأحواله؟، وأين ما نرى من أفعال أئمتهم قديماً وحديثاً فيما وصفنا كله من أفعاله!؟، لا أين ، وإن كابروا!!! وأقروا بخلاف ذلك أو لم يقروا، أولا يعلم أنه إذا كان وصيهم غير نذير ولا مذكر بما أمر الله به من التذكير، ولم يكن إلى ما دعاء إليه الرسول عليه السلام داعياً، كان عند من يؤمن بالله واليوم الآخر من الهدى برياً قاصياً، وإذا لم يكن بما كان به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله على من خالفه محتجاً، ولم يكن منهجه عند من يؤمن بالله واليوم الآخر لرسول الله عليه السلام منهجاً. تمَّ كتاب الرد على الرافضة ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد والنبي وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً .
رد: ملف تكفير الشيعة الاثنى عشرية الرافضة / اهل السنة / الزيدية / الاسماعيلية مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51244 تكفير الشيعة الإمامية للبهرة الإسماعيلية من كتبهم http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51243 البهرة... وبراءة الإمام علي! الإسماعيلية http://alsrdaab.com/vb/showthread.ph...614#post366614 البهرة: تذاكر لصلاة العيد... وصكوك الغفران! / الإسماعيلية http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51245
رد: ملف تكفير الشيعة الاثنى عشرية الرافضة / اهل السنة / الزيدية / الاسماعيلية الشيعة الاثنا عشرية و اتهام الامام إسماعيل بشرب النبيذ http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51294 ولاية الفقيه يجوز الكذب و البهتان و قتل الأبرياء و الاضرار http://alsrdaab.com/vb/showthread.ph...E1%D4%ED%DA%C9 تكفير الشيعة لمحمد بن الحنفية http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51278 اخر تعديل العباس بتاريخ 20/03/2010 في 05:34 PM. رد مع اقتباس.
مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون خواطر قلم أنا وأنت... السيستاني والبهرة! محمد العوضي في موقع شبكة السراج في الطريق الى الله وفي صفحة كنز الفتاوى، تتصدر الصفحة من أعلى على اليسار صورة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني، وبجوار الصورة حكمة للإمام جعفر الصادق تقول «ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين». وتحت عنوان مسائل منوعة جاء السؤال التالي: «من هم البهرة أو البهارية الذين يقولون انهم شيعة؟ وهل يجوز السماح لعامل يعمل لدي في المتجر أو الشريك فيه، ان يضع صورة سلطان البهرة أو زعيمهم؟ وتحت عنوان الفتوى، يجيب السيد السيستاني بالتالي نصاً: «البهرة طائفة من الاسماعيلية، يعتقدون بإمامة اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام، مع أنه مات في حياة أبيه، فيقولون: انه لم يمت، ثم اعتقدوا بأئمة بعده الى زماننا هذا، وهم طائفتان: الأغاخانية والبهرة، ولكل منهم إمام في هذا العصر، وهناك منهم من يظهر العداء لسائر الإئمة عليهم السلام، فإن أظهروا فهم نصّاب نجسون، والا فلا يحكم بنجاستهم، ولا تسمح له بوضع صورة امامه، فهذا دعاية للضلال»... هذا نص الفتوى. وعندما نتأمل اجابة السيد السيستاني على السائل، نجدها مركزه رغم اقتضابها الشديد، فالسيد بدأ فتواه بذكر المذهب العام الذي تنحدر منه هذه الطائفة وهي الاسماعيلية، وهو ما أكدناه في المقالين السابقين اذ ان «هذا التوضيح يعين على الفهم واستيعاب الطائفة، وقسمهم قسمين البهرة والأغاخانية وهو التقسيم نفسه في الكتاب الذي أحلتُ عليه في مقالي الأخير وهو دراسة في الفرق في تاريخ المسلمين للدكتور أحمد محمد جلي، وذكر السيد ارتباط هذه الطائفة بأئمة خاصين، ثم ألمح لقضية خطيرة وهي أن منهم من يظهر العداء لسائر الأئمة عليهم السلام أي ابتداءً بعلي بن أبي طالب ثم ابنيه الحسن والحسين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد الجواد ثم علي الهادي ثم الحسن العسكري ثم محمد المهدي، أي ان البهرة أعداء هذه السلسلة المباركة بمن فيهم محمد المهدي الذي له خصوصية عند الاثنى عشرية لا يتفق معهم فيها السنة. وكلمة السيستاني منهم من يظهر العداء للأئمة دليل أن المسألة متأصلة عندهم لدرجة قفزها من الباطن الى الظاهر، وما خفي كان أعظم، ثم حكم عليهم بأنهم (نواصب) اي اعداء لآل البيت، ووصفهم بالنجاسة ورتب على نجاستهم حرمة تعليق صورة إمامهم في المحلات التجارية، ثم علل هذه الحرمة بأن تعليقها دعاية للضلال. وأظن، بل اعتقد جازماً ان جميع العقلاء انا وانت وهو وهي والسيستاني نتبرأ من الضلال، ويكفي عداء آل البيت الأطهار ضلالاً... واذا طبقنا قياس الأولى على فتوى السيستاني فيمكننا القول والاستنتاج بأن من يعتبر تعليق صورة في دكان دعاية لضلال مبين، فإن بناء معبد مملوء بذات الصورة أشد دعاية للضلال، فكيف اذا علمت أن بعض الصور فيها سجود البهرة لائمتهم المقدسين؟! وللحديث بقية. محمد العوضي الاربعاء 24 اكتوبر 2007 http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?Id=3961 .