"الحياة شعلة إمّا أن نحترق بنارها، أو نطفئها ونعيش في ظلام"

Tuesday, 21 February 2017

قطيعة الرحم


الكبائر - الدرس ( 3 - 7 ) : قطيعة الرحم
الفقه الإسلامي - الأخلاق الإسلامية - الكبائر - الدرس ( 3 - 7 ) : قطيعة الرحم لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1996-10-06 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. لفت النظر إلى الكبائر التي يتوهمها الناس صغائر : أيها الأخوة الكرام، بدأنا من درسين سابقين بموضوع الكبائر، وذكرت لكم أن الكبائر المألوفة كالقتل والزنا والسرقة هذه يعرفها جميع المسلمين، لكن أردنا في هذا الدرس أن نلفت النظر إلى الكبائر التي يتوهمها الناس صغائر وهي كبائر، ماذا تنفعك صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك إن كنت ترتكب الكبائر وأنت لا تدري؟ الشيء الذي لا يصدق أن معظم المسلمين يرتكبون الكبائر وهم لا يشعرون، وبارتكابهم هذه الكبائر يقع حجاب كثيف بينهم وبين ربهم، فهل تصدقون مثلاً أن قطيعة الرحم مثلاً من الكبائر، الإنسان إذا امتنع عن زيارة أقربائه قد وقع في كبيرة وهو لا يدري، إلا أن هناك تحفظاً لابد من التنويه به، طبعاً دع خيراً عليه الشر يربو، درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، إذا كان في هذه الزيارة مفسدة، أو اختلاط، أو غيبة، أو نميمة، أو سخرية، أو استهزاء، هذا ليس من صلة الرحم في شيء، أما لك خالة أو عمة أو لك أخت أو بنت في طرف المدينة أنت بعيد عنها، ولست متفرغاً لزيارتها، إذا قطعت هذه المرأة - بنت، أخت، خالة، عمة - عن قصد ولو زرتها لم ينشأ أي مخالفة للشرع فقد وقعت في كبيرة، ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [ سورة النساء : 1 ] من صلة الرحم أن تأخذ بيد أقاربك إلى الله أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها، ولقد ذكرت لكم من قبل أن صلة الرحم لا كما يتوهم الناس قضية زيارة، هي تبدأ بزيارة وتمر بتفقد الأحوال، وقد تحتاج هذه الزيارة مع تفقد الأحوال إلى معونة ثم تصل إلى الدعوة إلى الله، ثم تنتهي بالهدى إلى الله، أي أعظم إنسان ذلك الذي لا ينسى أهله وأقاربه، إذا عرف الله عز وجل واتصل به وسعد بقربه لا ينسى الذين حوله، لا ينسى الذين ربوه، لا ينسى الذين تعبوا حتى أصبح بهذا الوضع، فلذلك صلة الرحم تبدأ بالزيارة وتمر بتفقد الأحوال، وقد يحتاج هذا التفقد إلى مساعدة، ثم ينتهي هذا بالدعوة إلى الله عز وجل، فإذا استطعت من خلال صلة الرحم أن تأخذ بيد أقاربك إلى الله عز وجل، وأن تدلهم عليه، وأن تحملهم على طاعته، فقد حققت من هذه العبادة أعلى غاياتك، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [ سورة محمد: 22-23 ] من الكبائر : 1 ـ قطيعة الرحم : قطيعة الرحم تستحق لعنة الله عز وجل، لذلك صنفها العلماء من الكبائر، أما الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ )) [أخرجه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم] استثنيت الصلة التي يبنى عليها فساد، أما إذا زال الفساد ولم تصل رحمك، وليس هناك عذر فقد وقعت في كبيرة، يبدو أن الإسلام نظم الحياة على أساس التكافل الاجتماعي الأسري، والمجتمع مجموعة أسر، فإذا كل أسرة تفقدت أقرباءها، رعت شؤونهم، تفقدت أحوالهم، مدت لهم يد المساعدة، أخذت بيدهم إلى الله. سمعت عن بعض الأبنية في الميسات، بناء من طوابق عديدة، سكان هذا البناء على تفاهم جيد فيما بينهم، لهم جلسة كل يوم معين في الأسبوع، فاتفقوا على أن يذهبوا جميعاً إلى مسجد واحد يوم الجمعة، واتفقوا أن يسهروا في كل أسبوع يوماً، وأن يدعو بعض الدعاة ليلقي عليهم بعض المواعظ، هذا تعاون، تعاون على أمر الدين، فإذا كان الجار الغريب يتعاون مع جاره على أمر صلاح الدنيا وصلاح الآخرة فكيف بالمؤمن؟ هؤلاء الذين حولك من لهم غيرك؟ الناس جميعاً أنت لهم وغيرك لهم، يوجد إنسان في الطريق أنت له وغيرك له وألف إنسان له، أما أقرباؤك فما لهم أحد إلا أنت، فكل أسرة إذا تفقدت أفرادها وعناصرها، التفقد يبدأ بالزيارة، ثم بالمساعدة، ثم بالدعوة إلى الله عز وجل، نكون قد حققنا من صلة الرحم الغاية التي أرادها الله عز وجل، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )) [ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ] اتفق على هذا الحديث الإمام البخاري ومسلم. لوازم الإيمان : من لوازم الإيمان صلة الرحم، من لوازم الإيمان الإحسان إلى الجار، من لوازم الإيمان الإحسان إلى الأهل، هذا هو الدين، قطيعة الرحم كبيرة، أحياناً الإنسان يهتدي إلى الله، له أصدقاء مؤمنون ينضم إليهم انضماماً كلياً وينسى أهله، قد لا يعجبه أهله، ولكن خذ بيدهم، انصحهم، فكر في طريقةٍ تهديهم إلى الله عز وجل، فكر في أسلوبٍ تلقي فيهم صحوةً دينية، أنت مكلف بهم، وفي حديث آخر: ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) )) [ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ] فضل الله أعمال صالحة أو كسب رزق : لذلك مرّ معنا في درس الجمعة، قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [ سورة الجمعة : 10] أي بعد صلاة الجمعة إذا الإنسان عنده قائمة أقرباء، أخته، بنت أخته، خالته، عمته، أقرباء زوجته، ليعمل لهم زيارات دورية، هذا يوم عطلة، هذا من لوازم صلاة الجمعة وابتغوا من فضل الله، وفضل الله إما أعمال صالحة، أو كسب الرزق في الدنيا وكلاهما من فضل الله عز وجل، وفي حديث آخر أخرجه الإمام البخاري: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )) [البخاري عَنِ ابْنِ شِهَابٍ] ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ خيركم من طال عمره وحسن عمله، من أراد أن يطول عمره وأن يحسن عمله فليصل رحمه. الحقيقة الإنسان يتوهم أن الصلة زيارة، كما قلت قبل قليل هناك هدف كبير من الزيارة، أحياناً نصيحة بإخلاص تفعل فعل السحر، أحياناً ملاحظة تبديها، أحياناً تبحث لابنة أختك عن زوج صالح يهديها إلى الله، فهذه الأسرة وما فيها من تقوى وصلاح في صحيفتك، وعندما الإنسان يقتطع من وقته وقتاً لزيارة أقربائه، يصلهم، يجبر بخاطرهم، يكون قد قام بعمل عظيم، أحياناً الأخت حينما يزورها أخوها تفتخر به أمام زوجها، ويشعر زوجها أن لهذه الزوجة أقرباء يحرصون على صلتها، ولها عندهم شأن كبير، أما إذا زوّج أخته ولم يفكر إطلاقاً في أن يزورها هذا وقع في كبيرة دون أن يشعر، قطيعة الرحم كبيرة، وفي حديثٍ آخر: ((الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ )) [متفق عليه عَنْ عَائِشَةَ] نستنبط من هذا أن قطيعة الرحم من الكبائر. كيفية تصنيف العلماء القطيعة من الكبائر : كيف صنف العلماء القطيعة من الكبائر؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [ سورة محمد : 23 ] طبعاً أي إنسان يصلي، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويحج البيت، فهو مسلم، كيف تقطعه؟ بأي دعوة؟ بأي حجة؟ ما الدليل على أن قطيعتك له مغطاة في الشرع؟ أما أن يقول لك أحد: لا تزر فلاناً فهذا كلام خلاف الشرع. وفي رواية أخرى لهذا الحديث: (( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ: اللَّهُ أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ )) [الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ] أنا مرة ذكرت قصة مؤثرة، إنسان زار أخته وجدها على خلاف مع زوجها شديد، والخلاف على مبلغ بسيط، تطالبه بمبلغٍ كل شهر من أجل لباس الأولاد وهو يمتنع لأن دخله محدود، هذا الأخ ليس غنياً لكن يستطيع أن يؤمن هذا المبلغ لأخته، فقال: دعوا هذه الخصومة، المبلغ خذيه مني كل شهر، يقول لي هذا الأخ: على ستة أشهر أول الشهر أقدم لها هذا المبلغ البسيط نيابة عن زوجها، أي توفيقاً بينهما، بعد ستة أشهر طلبت أخته أن يجري لهم درساً أسبوعياً، أخته وبناتها، بدأ يعطيهم درساً بسيطاً، آية وحديثاً وحكماً فقهياً وقصة من الصحابة، هذا الدرس استمر فترة وانتهى أن كل بنات أخته قد تحجبن، ثم استطاع أن يزوج ثلاثاً منهن من شباب مؤمنين، هذا المبلغ البسيط الذي حلّ فيه مشكلة انتهى إلى إحياء أسر، انتهى إلى هداية، أربع فتيات كن سافرات تحجبن وسرن في طريق الحق بسبب هذه الزيارة التي أعقبتها مساعدة ثم أعقبتها هداية، هذا الذي أريده، الشيء الذي يجب أن يبقى في ذهني أنني مكلف أن أرعى أهلي، أخوتي الذكور، أخواتي الإناث، خالاتي، عماتي، أقربائي، أزورهم زيارات دورية، أتفقد أحوالهم، إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة أساعدهم، ثم انصحهم وأدلهم على الله، ممكن الآن أن تعطيهم شريطاً يستمعون إليه، ممكن أن تدعوهم إلى المسجد، أن تعمل لهم درساً، هذا الذي أقوله ليكن في ذهن كل منا، أن قطيعة رحم كبيرة من الكبائر، من قوله تعالى: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [ سورة محمد : 23 ] ورأيتم الأحاديث الصحيحة، حديث الإمام البخاري، والحديث المتفق عليه، وكل الأحاديث التي تأمر بصلة الرحم أحاديث من أعلى مستويات الصحة. توعد الله قاطع الرحم باللعنة : بلوا أرحامكم ولو بالسلام في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [ سورة الرعد: 25 ] يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، أمر الله أن تصل رحمك فإذا قطعتها لك اللعنة، وفي الحديث القدسي: (( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ )) [الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ] وفي حديث آخر وأخير عن ابن عباس: (( بلوا أرحامكم ولو بالسلام )) [ البزار عن ابن عباس ] ولو اتصال هاتفي، لك خالة أو أخت ولا يوجد وقت تزورها اتصل بها، كيف الصحة بخير؟ نحن مشتاقون لكِ، السلام عليكم، خمس كلمات صلة رحم، أحياناً الرسالة أو الاتصال الهاتفي، أحياناً ينوب مناب الصلة، لكن أعلاها الصلة والتفقد والمساعدة والدعوة إلى الله، لكن أدناها: بلوا أرحامكم ولو بالسلام. 2 ـ النميمة : الشيء الثاني أيضاً من الكبائر قطيعة الرحم، والكبيرة الأخرى هي النميمة، قال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ*هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [ سورة القلم: 10-11 ] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [ سورة الحجرات: 10-11 ] يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: ((عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنُمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّام )) [متفق عليه عَنْ حُذَيْفَةَ] النميمة تفتت العلاقات و تدمرها : أنا قلت لكم أول الدرس: نتوهم أن السرقة، والخمر، والقتل، والشرك من الكبائر، والتولي يوم الزحف، لكن النميمة وقطيعة الرحم أيضاً هذه من الكبائر: (( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا )) [متفق عليه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ] النميمة تدمّر العلاقات يعذبان من النميمة، فلان قال عنك كذا وفلان قال عنك كذا، تفتتت العلاقات، وأصبح الشرخ قوياً، وأصبح المجتمع متفككاً، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاءِ بِوَجْهٍ )) [متفق عليه عَنِ أبي هريرة ] هذا شيء منتشر بشكل واسع جداً، الإنسان ذكي يعرف ما الذي يرضي هؤلاء، وما الذي يرضي هؤلاء، فإذا تكلم لهؤلاء لما يرضيهم وذم هؤلاء فلما التقى بالأوائل أرضاهم وذم الآخرين وقع في شر عمله، وهو أنه صار ذا وجهين وأنه يرتكب كبيرة هي النميمة. ((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ)) [الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ] أحياناً يكون هناك علاقة متينة بين شخصين، يوجد أشخاص مختصون بقطيعة هذه العلاقات، يقطعون هذه العلاقات الوشيجة، قال عنك كذا، كنا في مجلس فورد ذكرك فمط شفتيه، كنا في مجلس فجاء ذكرك فلم يثنِ عليك بل طعن بك، هذا كله ينتهي بالإنسان إلى الوقوع بالكبائر. وعن كعب قال: "اتقوا النميمة فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر"، وفي قوله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ*وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ*فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [ سورة المسد: 1-5 ] حمالة الحطب أي تمشي بالنميمة، النميمة وقطيعة الرحم من الكبائر. 3 ـ التطفيف بالكيل والميزان : ومن الكبائر أيضاً - أنا أنتقي من الكبائر التي يظنها الناس صغائر- التطفيف بالكيل والميزان، قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ*أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ*لِيَوْمٍ عَظِيمٍ*يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ سورة المطففين: 1-6 ] التطفيف في الوزن من الخيانة قال بعض العلماء: التطفيف نوع من السرقة والخيانة، وأكل المال بالباطل، والتطفيف بتمرة تجرح عدالة الإنسان، إذا وزنتم فأرجحوا، فالبضائع التي تباع بالأطول إذا قاس الثوب ليبيعه شده، وإذا قاسه ليشتريه أرخى الثوب وجعله خط منحن، هذا مطفف، في الوزن يبيع شيئاً ثميناً جداً يوزن معه الكرتون، أحياناً الشاي والقهوة يضعها بكيس وزنه ثقيل، كيلو الأكياس هذا لا يساوي كيلو القهوة، سعر الأكياس خمسين ليرة، والقهوة بثلاثمئة وخمسين، عندما تزن هذه الأشياء الغالية بعبوات لها وزن بكون قد طففت، قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ*أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ*لِيَوْمٍ عَظِيمٍ*يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ سورة المطففين: 1-6 ] أحياناً يلقي البضاعة بالكفة إلقاءً شديداً ثم يحملها ويقول لك: تفضل أنت أعطيتها وزناً مع دفع، الكفة رجحت، ثم أمسك بقطعة اللحم وقدمها لك، هذا لا يجوز، أحياناً مروحة عندما يأتي هواءها إلى الكفة يضع لك الوزن، هواء المروحة الضاغط يرجح الوزن، أيضاً تطفيف بالأطوال، بالمكاييل، بالأوزان، بطريقة البيع، هذا كله يدخل في ذلك، العلماء قالوا: التطفيف ضرب من السرقة، والخيانة، وأكل المال بالباطل، والتطفيف بتمرة واحدة يجرح العدالة. 4 ـ الأمن من مكر الله : الآن يوجد شيء قد لا تصدقونه، الأمن من مكر الله من الكبائر، أي مقيم على معاص وهو مرتاح جداً، يأمن مكر الله، قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [ سورة الأعراف: 99] يوجد في الدخل شبهة، ترك للصلوات، إطلاق للبصر، جلسات مختلطة، كلام باطل، غيبة، نميمة، لعب نرد إلى الساعة الواحدة مساءً، تناول الدخان، لا يوجد عنده مشكلة مرتاح، هذه الراحة تعني أنه يأمن مكر الله، كأن الله عز وجل لن يعاقبه، أو لن يؤدبه، أو لن يسوق له بعض الشدائد، لا يخاف الله عز وجل، فرأس الحكمة مخافة الله، الأمن من مكر الله من الكبائر، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] قال له: يجب أن تصل إلى الشام بعد ساعتين وعشر دقائق، معه أرقى سيارة، بعد دقائق كان قطعتين، ترك ألفي مليون، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، على أي شيء مستند؟ من يضمن أن نعيش بعد ساعة؟ من يضمن ألا تنمو في جسمنا نمواً عشوائياً بعض الخلايا؟ من يضمن أن نصل إلى بيوتنا؟ من يضمن إذا نمنا أن نستيقظ وإذا استيقظنا أن ننام؟ فكل إنسان يأمن مكر الله يرتكب كبيرة، معنى هذا أنه لا يتوب، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ*أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [ سورة يونس:7-8] الأمن من مكر الله من الكبائر، أن تكون مطمئناً ولست مستقيماً، أن تكون مطمئناً ولست على حق، وفي رقبتك حقوق لم تؤدها، وأنت قاطع رحم، وتارك صلاة، وتلعب بالنرد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ )) [مسلم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ ] أن تقيم على المعاصي وأن تأمن عقاب الله عز وجل هذا اسمه في كتاب الكبائر الأمن من مكر الله. 5 ـ القنوط من روح الله : لا تياسوا من روح الله يوجد عندنا من هذه الكبائر أن تقنط من روح الله، أن تقنط من نصر الله، يوجد شخص تضعف معنوياته إلى درجة أنه يقع، لا يوجد عنده أمل أن ينصره الله، الإله لا يوجد عنده مصلحة أن يعذبك، يوجد مشكلة ابحث عنها، إذا إنسان ركب سيارة فتوقفت، يجلس ويضرب نفسه، يفتح غطاء المحرك ويبحث عن الخطأ، ابحث عن الخطأ، عن المعصية، النقطة الدقيقة إذا الإنسان رأى الأمور ضده، كلما فتح باب يغلق، معنى هذا أنه يوجد عنده علة كبيرة، ابحث عنها عوضاً من أن تبرك، وتضعف همتك، وتيأس من روح الله، يجب أن تعمل على أن تصلح ما اختل من سلوكك، يقول الله عز وجل: ﴿يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ﴾ [ سورة يوسف: 87] ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [ سورة الشورى: 28] مرة التقيت مع أخ هو عضو في حوض دمشق، ذكر كلاماً لم يستطع أحد من الحاضرين الوقوف منه، بأن مستوى المياه الجوفية انخفض إلى درجة أن الشام مهددة بالجفاف، ولابد أن يرحل عنها أهلها، ومعه أدلة، هو طبيب، ومثقف ثقافة عالية جداً، وعضو في لجنة حوض دمشق، مستوى المياه الجوفية هبط هبوطاً مخيفاً، ويبدو أن الأمر استقر هكذا ونحن انتقل خط الجفاف إلينا، ولا يوجد أمل، في العام الذي يليه كانت نسب الأمطار ثلاثمئة وخمسين مليمتراً في دمشق، أما المعدل السنوي فمئتان واثنا عشر، هبط ثلاثمئة وخمسين مليمتراً، أكثر من أربعين نبعاً تفجرت كانت قد جفت من ثلاثين عاماً، مياه منين وصلت إلى برزة، عين الصاحب عاد وانفجر، شيء مخيف هذا لم يكن في حسبانه، وجاءت سنوات والحمد لله خير، على كلٍّ أين هذا اليأس؟ انتهى قال تعالى: ﴿يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ﴾ [ سورة يوسف: 87] الله عز وجل يخلق الفرج من بعد الشدة، يخلق الفرج بعد الضيق، من الضعف قوة، من الفقر غنىً، قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [ سورة الزمر: 53 ] يوجد نهي، قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )) [مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنْصَارِيِّ ] أي اجتهد في معرفة الله إلى أن تصل إلى الإيمان الصحيح الذي قوامه حسن الظن بالله، فصار القنوط من رحمة الله من الكبائر، والأمن من مكر الله من الكبائر، وقطيعة الرحم من الكبائر، والنميمة من الكبائر. 6 ـ كفران النعمة : أما الآن يوجد كبيرة من الصعب جداً أن تخطر في بال أحدكم، إنسان خدمك ولم تحسن إليه، ولم تعرف قيمة خدمته، ولم تشكره على عمله، هذه كبيرة؟ نعم كبيرة، قال تعالى: ﴿ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [ سورة لقمان: 14] ((مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللَّهَ )) [الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ] إنسان أسدى له معروفاً فلم يشكره، تنكر له. أعلمه الرمـاية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته نظم القوافي فلمـا قال قافيةً هجـاني *** هنا يوجد إساءة، رجل أسدى لك معروفاً يجب ألا تنسى هذا المعروف، يجب أن ترد عليه بمعروف مثله، يجب أن تصمت أما أن تسيء فهذا من الكبائر، كفران النعمة من الكبائر، لذلك العلماء بمقاييس الكبائر عدوا سبعين كبيرة، إذا جمعنا الآيات التي فيها لعن، أولئك لعنهم الله، أولئك غضب الله عليهم، التي فيها غضب، التي فيها ليس منا، هذا لا ينتمي إلى المسلمين، التي فيها عقاب شديد، توعد بعقاب شديد، التي فيها دخول النار. ((عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ قَالَ فَقَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ )) [متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا ] هذه كبيرة تستوجب النار، أنت اعرف القواعد، كل سلوك توعد الله صاحبه بالنار فهو كبيرة، كل عمل توعد الله صاحبه باللعن هو كبيرة، بالغضب هو كبيرة. شكر النعمة يكون يالمجازاة أو الدعاء : قال بعض السلف: كفران النعمة من الكبائر، وشكرها بالمجازاة أو بالدعاء، قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ )) [النسائي عَنِ ابْنِ عُمَرَ ] تهادوا تحابوا إما أن ترد على العمل الصالح بعمل صالح، إما أن ترد على الهدية بهدية مثلها وإما أن تدعو له حتى تعلم أنك كافأته، أما إنسان قدم لك خدمة، فيجب أن تقدم له خدمة، مرة كنت أصلي الفجر في جامع العفيف كان يوجد درس كما هو في النابلسي، دخلت إلى البيت بعد الدرس وأداء الصلاة ما إن استلقيت إلا قرع الجرس، قلت: من هذا الذي جاء بهذا الوقت؟ وقت غير مألوف فخرجت لأتفقد الذي طرق الباب فإذا طفل صغير قال: نسيت المفاتيح على الباب، وجدت لفتة لطيفة أنه وجد المفاتيح وأخبرني، فأنا قلت له: شكراً ودخلت إلى البيت ما إن أضجعت مرةً أخرى قلت ما معنى كلمة شكراً لهذا الطفل الصغير؟ هذا كلام لا معنى له، فبحثت عن بعض الأشياء اللطيفة في البيت وتبعته وكان قد وصل إلى نهاية الشارع وقدمت له هديةً أعبر بها عن أنه لفت نظر إنسان يوجد مفاتيح على الباب. (( ... وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ )) [النسائي عَنِ ابْنِ عُمَرَ ] أقل شيء أشكره عليه، أقل شيء قل له: شكراً أكرمتنا، والأبلغ أن ترد عليه الهدية بمثلها، خدمك خدمة اخدمه خدمة، قدم لك هدية قدم له هدية، النبي قال: ((تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ وَلا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ شِقَّ فِرْسِنِ شَاةٍ )) [متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ] التهادي فعل فيه مشاركة، تقدم له ويقدم لك، تعينه ويعينك، هذا فعل فيه مشاركة، فلذلك الإنسان إذا شكرنا بعضنا دائماً المعروف ينمو، أما إذا ما شكرنا بعضنا فالمعروف يموت، رجل يركب حصاناً في الصحراء رأى شخصاً فقيراً بلا حذاء بلا نعل، ورمال الصحراء محرقة، دعاه إلى ركوب الخيل، ما إن اعتلى ظهر الخيل- كان أحد لصوص الخيل- حتى دفع صاحبها نحو الأرض، وعدا بها لا يلوي على شيء، قال له صاحب الفرس: يا هذا لقد تنازلت لك عن الفرس ولن أسأل عنها بعد اليوم، ولكن إياك أن يشيع هذا الخبر في الصحراء فتذهب المروءة، وبذهابها يذهب أجمل ما فيها. نحن إذا كل واحد خدم الثاني خدمة وشكره شكر حقيقي، وإذا كان قادراً ردّ هذه الخدمة بخدمة مشابهة، وردّ الهدية بهدية تتنامى العلاقات وتمتن العلاقات، أما إذا قدمت لك خدمة ولم تتنازل أن تشكر صاحبها عليها عددتها فرضاً يؤدى إليك فبعد حين تتقطع الصلات، ويتفتت المجتمع، منع الماعون هو الذي تقدم له خدمة فلا يرد عليها، والآن الناس تنكروا للخير بسبب الجحود عند بعضهم، يريد أن يدهن بيته استعار بيت جاره وقال له: عشرة أيام، هذه السنة رقم خمس عشرة وهم بالمحاكم، استعار البيت عشرة أيام، فتملكه واعتبر نفسه مستأجراً وقال له: هذه المحاكم، يوجد سبعمئة ألف بيت في الشام مغلقين، لا يوجد عندنا أزمة سكن ولكن أزمة إسكان، سبعمئة ألف بيت، إحصاء دقيق كلها على المفتاح مغلقة، ولو قدمت بيتاً إلى إنسان تملكه وانتهى الأمر لا يوجد عهد، أحياناً تجد شخصاً في الطريق لا تركبه معك تخاف، قد يكون معه حشيش، قد يكون مسيئاً، هذه الإساءة ترى السيارات فارغة، فلذلك منع الماعون، وعندما الإنسان يتنكر لصانعي الخير يكون قد قطع الخير في المجتمع، والحقيقة نحن يجب أن نعود إلى هذه السنة، أما أن يكون كفران النعمة من الكبائر، إنسان خدمك، رعاك، قدم لك شيئاً، نصحك تسيء إليه، والله أسمع قصصاً عما يجري في المجتمع من الجحود وتنكر الجميل شيء لا يصدق، أن الإنسان وصل إلى هذا المستوى، باعك بضاعة وخفض لك بثمنها وديّنك إياها وخبرت عنه هل هذا معقول؟ أحياناً ترى موظفاً بمحل رعاه رعاية طويلة وقدم له أشياء كثيرة، اشتكى عليه وأوقعه بمتاهة لا تنتهي، الإنسان إذا انقطع عن الله عز وجل يصبح وحشاً، حسه متلبد لا يوجد عنده إحساس بالعمل الصالح أبداً، مع أن المؤمن مأمور، اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله، إن أصبت أهله أصبت أهله وإن لم تصب أهله فأنت أهله. 7 ـ ترك صلاة الجمعة : آخر كبيرة هو الذي يترك صلاة الجمعة من الكبائر: (( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ )) [مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ] أكبر شيء أن تحرق له بيته، أو تهدم له بيته، هناك أناس يهدمون البيوت، أما هنا فالنبي قال: هممت أن أحرق بيوت المتخلفين عن صلاة الجمعة لأن هذه عبادة تعلمية، وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام: ((عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ )) [مسلم عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَي هُرَيْرَةَ ] (( عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ )) [النسائي عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ ] والأحاديث المتعلقة بصلاة الجمعة تزيد عن مئتي حديث وكلها في الصحاح، وذكرت هذا يوم الجمعة في درس الجمعة. تلخيص لما سبق : نمر سريعاً على هذه الكبائر، ترك صلاة الجمعة من الكبائر، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [ سورة الجمعة: 9 ] وذكر الله هنا هو الخطبة كما قال معظم المفسرين، التطفيف من الكبائر، الوزن، الكيل، المساحة، العدد من الكبائر، اليأس من روح الله من الكبائر، كفر النعمة، عدم شكر الناس من الكبائر، أشياء دقيقة جداً، النميمة من الكبائر، قطيعة الرحم من الكبائر، يوجد في الأسواق كتاب الكبائر فيه سبعين كبيرة، وكلها بالأدلة الصحيحة بالآيات، والأحاديث، فالإنسان إذا اجتنب الكبائر فهو في بحبوحة من أمر دينه، والله عز وجل يقول: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [ سورة النساء: 31] والحمد لله رب العالمين
@ViewBag.Title

الفرق بين أخلاق الدعاة وأخلاق الجهاد ؟


الفتاوى - الدعوة - أساليب الدعوة - الفتوى 003 : الفرق بين أخلاق الدعاة وأخلاق الجهاد ؟ . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2006-04-24 بسم الله الرحمن الرحيم سؤال: فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي اين اجد بحثكم القيم عن الفرق بين اخلاق الدعاة و اخلاق الجهاد وجزاكم الله عنا كل خير الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: أثبت لك موضوعاً متعلقاً بأصول الدعوة إلى الله القاعدة الأولى: القدوة قبل الدعوة.. كان صلى الله عليه وسلم عابداً متحنثاً، وقائداً فذاً، شيَّد أمَّةً من الفُتات المتناثر، ورجل حرب يضع الخطط، ويقود الجيوش، وأباً عطوفاً، وزوجاً، تحققت فيه المودة، والرحمة، والسكن، وصديقاً حميماً، وقريباً كريماً، وجاراً تشغله هموم جيرانه، وحاكماً تملأ نفسه مشاعر محكوميه يمنحهم من مودته، وعطفه ما يجعلهم يفتدونه بأنفسهم، ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض، الدعوة التي حققت للإنسان وجوده الكامل، وتغلغلت في كيانه كله، ورأى الناس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتمثل فيه هذه الصفات الكريمة كلها، فصدقوا تلك المبادئ التي جاء بها كلها، ورأوها متمثلة فيه، ولم يقرؤوها في كتاب جامد، بل رأوها في بشر متحرك، فتحركت لها نفوسهم، وهفت لها مشاعرهم، وحاولوا أن يقتبسوا قبسات من الرسول الكريم، كلٍّ بقدر ما يُطيق فكان أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل، وكان هادياً ومربياً بسلوكه الشخصي، قبل أن يكون بالكلم الطيب الذي ينطق به. ولأن القدوة هي أعظم وسائل التربية ذلك، لأن دعوة المترف إلى التقشف دعوة ساقطة، ودعوة الكذوب إلى الصدق دعوة مضحكة ودعوة المنحرف إلى الاستقامة دعوة مخجلة، لذلك كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله، وفضائله، ومكارمه قدوةً صالحة، وأسوة حسنة، ومثلاً يُحتذى، وهي ليست للإعجاب السلبي، ولا للتأمل التجريدي، ولكنها وُجدت فيه لنحققها في ذوات أنفسنا، كل بقدر ما يستطيع. وقد ورد في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ أن ((يا معاذ أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، وبذل السلام، وحسن العمل، وقصر الأمل، ولزوم الإيمان، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة والجزع من الحساب، وخفض الجناح، وأنهاك أن تَسُبَّ حكيمــــاً، أو تكذب صادقاً، أو تُطيع آثماً، أو تعصي إماماً عادلاً، أو تُفسد أرضاً.. وأوصيك باتقــاء الله عند كل حجر، وشجر، ومدر، وأن تُحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية)) [أخرجه البيهقي في كتاب الزهد] يستطيع الإنسان أن يكون عالماً جهبذاً في الطب، أو العلوم، أو الهندسة من دون أن تتطلب هذه العلوم ممن يتعلمها قيداً سلوكياً، ولا يُفسد حقائقها أن يتبع النابغ فيها هوى نفسه، في حياته الخاصة، إلا علم الدين، فإنك إن كنت من المتدينين المخلصين، أو من علمائه أو الداعين إليه، فلا بد أن تكون قدوة حسنة لمن تدعوهم إليه، وإلا ما استمع إليك أحد، ولو كنت أكثر الناس اطلاعاً وعلماً في دين الله، ولن ينظر إليك أحد نظرة احترام جديرة بك، إلا إذا كان سلوكك وفقاً لقواعد الدين. قال ملك عمان، وقد التقى النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما دلني على هذا النبي الأمي، إلا أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد وينجز الوعد. قال أحد كُتاب السيرة الغربيين الذين أسلموا: " كان محمد ملكاً، وسياسياً، ومحارباً، وقائداً، ومشرِّعاً، وقاضياً، وفاتحاً، ومهاجراً، مارس بالفعل جميع المبادئ التي كان يلقنها للناس، ولن تجد في القرآن حُكماً أو أمراً لم يعمل به النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان يمارس بالفعل كل ما كان يدعو إليه بالقول، فالمرء مثلاً لن يكون عفواً، إلا أن يكون له عدو يلقى منه أشد الإساءة، ثم تدور الدائرة على هذا العدو فيقع في قبضته، ويصبح تحت رحمته، ثم يملك القدرة على الانتقام منه، ثم يعفو عنه.. ثم يقول الكاتب: " تأمل دخول النبـي صلى الله عليه وسلم مكة دخول الظافر المنتصر، وقد خرَّت جزيرة العرب صريعة تحت قدميه، وأصبحت مكة قلعة العدو تحت رحمته، فلو شاء لقطع رؤوس القوم، الذين كانوا بالأمس ألد أعدائه، الذين اتخذوه هزواً، وأمعنوا في اضطهاده والاستخفاف به، ولو أنه عاقبهم بذنبهم لكان مُحقاّ، ولم يكن ملوماً، ولم تظهر فضيلة العفو قط بصورتها الكاملة في تاريخ أي دين من الأديان حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ولولاه لظلت هذه الفضيلة معطلة إلى الأبد ". القاعدة الثانية: الإحسان قبل البيان.. لقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون رحماء قبل أن نكون أوصياء، فمن لا يرحم لا يُرحم.. ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ [سورة الأنبياء] فالنفوس جُبلـت على حُب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها فهو صلى الله عليه وسلم فتح أقفال القلوب برحمته ورفقه، حتى لانت له القلوب القاسية، واستقامت الجوارح العاصية، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعثت بمدارات الناس)) وحرف الجر (الباء) في كلمة المداراة، يفيد معنى الاستعانة، أي أن النبي الكريم يستعين على هداية الناس بمداراتهم، والمداراة شيء والمداهنة شيء آخر، المداراة بذل الدنيا من أجل الدين، والمداهنة بذل الدين من أجل الدنيا. بعث النبي الكريم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يُقال له " ثمامة بن آثال "، وكان ثمامة قد أوقع أشدَّ الأذى بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فربطوا ثمامة بسارية من سواري المسجد، فخرج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إليه فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعمْ تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت.. فتركه حتى كان الغد ثم قال له: ما عند يا ثمامة ؟ فقال: ما قلت لك، إن تنعم تنعمْ على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد فقال: ما عند يا ثمامة ؟ فقال: عندي ما قلته لك فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم ندخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله يا محمد ؛ والله ما كان على وجه الأرض أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدين إلي، والله ما كان بلدٌ أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قالوا له: صبوت ؟ قال: ((لا والله، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم )) [أخرجه الإمام البخاري 8/68-69 في المغازي] وهذا نوع من الحصار الاقتصادي. القاعدة الثالثة: الترغيب قبل الترهيب.. لقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدَّم للمدعو الترغيب قبل الترهيب، والتبشير قبل الإنذار، وأن نرغِّبه في الإخلاص، قبل أن نرهبه من الرياء، وأن نرغبه في طلب العلم ونشره، قبل أن نرهبه من الإعراض عنه وكتمانه، وأن نرغبه في الصلاة في وقتها، قبل أن نرهبه من تركها أو تأخيرها، لأن تقديم أسلوب الترغيب يكون أنفع وأجدى من تقديم أسلوب الترهيب، يتَّضح هذا من موقف النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه لعدي بن حاتم حينما أسلم. يروي عديُ بن حاتم الطائي عن نفسه فيقول: ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يُذكر مني، وكنت ملكاً في قومي فالتقيت به فقال لي: لعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، ( أي فقر المؤمنين)، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه، ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم تقول: إنما اتَّبعه ضعفة الناس، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها تزور هذا البيت لا تخاف أحداً إلا الله، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن المُلك والسلطان في غيرهم، وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض في أرض بابل قد فُتحت عليهم، قال عدي: فلما سمعت بذلك أسلمتُ ". القاعدة الرابعة: التيسير لا التعسير.. لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُيسر ولا نُعسر، وأن نُبشر ولا ننفِّر، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم عنه صلى الله عليه وسلم: قوله: ((يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا)) [رواه البخاري] قال الإمام النووي رحمه الله: لو اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله على " يسروا " لصدق على ن يسَّر مرة وعسَّر كثيراً فلما قال: ((ولا تعسِّروا)) ، فلكي نجتنب التعسير في كل الأحوال، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهة السآمة علينا ". أي كان يعظنا من حين لآخر، دون تتابع لئلا نسأم الموعظة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تكليف الناس ما لا يطيقون ليستمر سيرهم في طريق الإيمان، فالداعية المتبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ نفسه بالعزائم، ويسمح للمدعويين بالرخص، تخفيفاً عليهم وتيسيراً لهم، وعن أنس رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخاً يُهادي بين ابنيه، قال: ما بال هذا ؟ قالوا: نذر أن يمشي.. قال: إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني، وأمره أن يركب ". وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً قائماً في الشمس، فقال: ما بال هذا ؟ قالوا: نذر ألا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فأمره أن يستظل، ويتكلم، ويصوم ويفطر، وقال: عليكم بما تطيقون، فإن الله لا يملُّ حتى تملوا. وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه: ((" إن للقلوب إقبالاً وإدباراً فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإن أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض)) [راجع المائة المختارة للجاحظ، وغرر الحكم للآمدي ص113] القاعدة الخامسة: التربية لا التعرية.. لقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أقواله وأفعاله ومواقفه من أصحابه في شتى مستوياتهم، وأحوالهم أن الدعوة مهمة تربوية أساسها النفسي الحب الصادق، والرحمة الواعية، والشفقة الحانية على المدعو، وأساسها العقلي: المعرفة الدقيقة والعميقة والشاملة لطبيعة النفس الإنسانية، في قوتها وضعفها في تألقها وفتورها في إقبالها وإدبارها. لما تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكلة يخبرهم بذل، وقال لهم: إن رسول الله يريد أن يغزوكم فخذوا حذركم، ثم أرسل الكتاب مع امرأة مسافرة، فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً والزبير والمقداد وقال: انطلقوا حتى تأتوا موضع كذا، فإن به ظعينة معها كتاب، فخذوه منها فأتوني به، يقول الراوي: فخرجنا حتى أتينا الروضة، وهو المكان الذي حدده لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نحن بالظعينة فقلنا لها: أخرجي الكتاب فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لها: لتُخرِجنَّ الكتاب، أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها، أي من ضفائر شعرها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أُناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب: ما هذا يا حاطب ؟ وما حملك على ما صنعت؟.. فقال: يا رسول الله، لا تعجل عليَّ إني كنت امرأ ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بهم أهلهم، وأموالهم، بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك النسب منهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً، ولا ارتداداً عن ديني، فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه شهد بدراً ولعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم " ثم التفت إلى أصحابه، وقال: " صدقوه ولا تقولوا إلا خيراً ". إنه القلب الكبير، والصدر الواسع، والتفهُّم العميق للحظة ضعف طارئة ألمت بهذا الصحابي، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الموقف الرحيم، أن يعينه وينهضه من عثرته فلا يطارده بها، ولا يدع أحداً يطارده.. وسر التفاوت بين موقف النبي صلى الله عليه وسلم وموقف عمر رضي الله عنه، أن عمر نظر إلى الذنب نفسه فإذا هو خيانة عظمى لله ولرسوله ولدينه، بينما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى لحظة الضعف الطارئة التي ألمت بصاحب الذنب فتفهمه ورحمه. القاعدة السادسة: مخاطبة العقل والقلب معاً … علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال سنته وسيرته، أن الإنسان عقل يدرك وقلب يحب، وأن العقل غذاؤه العلم، وأن القلب غذاؤه الحب، وأن العقل أمير القلب، لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: ((أرجحكم عقلاً أشدُّكم لله حباً)) وإذا كان العقل للنفس كالعين تبصر به فإن الهدي الرباني نور لهذه العين، فأنى للعقل أن يرى الحقائق من دون نور يكشفها له ؟ وإذا كان القلب وما ينطوي عليه من حب محركاً للإنسان، ينتقل ويرقى به فإن العقل مقودٌ يوجه الحركة نحو الهدف، ويجنبها الانحراف والهلاك. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب العقل في الإنسان فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: يا نبي الله أتأذن لي في الزنا ؟ فصاح الناس به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربوه، فدنا حتى جلس بين يديه، فقل له الرسول صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك ؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: فكذلك الناس لا يُحبونه لأمهاتهم.. أتحبه لابنتك ؟ قال: لا جعلني الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، قال: أتحبه لأختك ؟ قال: لا، جعلني الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، ثم ذكر له العمة والخالة، ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: ((اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصِّن فرجه)) فلم يكن شيء أبغض إليه من الزنا ". [راجع كنز العمال 13614 عن ابن جرير] وإذا كانت مخاطبة العقل تُحدث قناعة، فإن مخاطبة القلب تُحدث موقفاً، فلقد خاطب الأنصار الذين وجدوا عيه في أنفسهم، عقب غزوة حنين، وتوزيع الغنائم، فقال لهم: ((يا معشر الأنصار، ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟.. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليُسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، أما ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم ؟.. عندئذ بكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم)) القاعدة السابعة: الدليل والتعليل.. علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال ما أُوحي إليه، أن القرآن الكريم كلام خالق السماوات والأرض.. قال تعالى: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (6)﴾ [سورة الفرقان] إذاً لا بد من تطابق دقيق وتام بين مضامين القرآن الكريم، وقوانين الكون بسماواته وأرضه ومخلوقاته، ولا سيما الإنسان، كما أن العقل بمبادئه، مبدأ السببية والغائية وعدم التناقض، يتفق مع سنن الكون الثابتة، ودعوة القرآن الكريم إلى إعمال العقل في خلق السماوات والأرض، كأداة لمعرفة الله، وكمناط لمسؤولية الإنسان، يؤكد هذا التوافق، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الفطرة الإنسانية تتفق اتفاقاً تاماً مع الإيمان بالله واليوم الآخر وطاعة الله، واللجوء إليه والسعادة بقربه، قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)﴾ [سورة الروم] لهذا نستنتج أن كل دعوة إلى الله لا يتقاطع في دائرتها النقل الصحيح مع العقل الصريح مع الفطرة السليمة، مع الواقع الموضوعي هي دعوة غير مقبولة، ولا يمكن أن تحقق نجاحاً لذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الطاعة في معروف)) [رواه البخاري 8/47، وسلم 840] القاعدة الثامنة: الآمر قبل الأمر.. علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال ما أوحي إليه، أن العلم وحده هو الوسيلة والطريق إلى الله، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)﴾ [سورة فاطر] وإن المرء ما لم يتعرف إلى الله من خلال آياته الكونية، وآياته التكوينية، وآياته القرآنية، فإنه لا يملك الخشية الكافية التي تحمله على طاعته، واتباع سنة نبيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعـو ويقول: ((الله اقسم لن من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك)) [ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للترمذي والحاكم عن ابن عمر ] لذلك كان التفكُّر في خلق السماوات والأرض طريقاً إلى خشية الله التي هي طريق إلى طاعته، وطاعته طريق إلى سعادة الدارين، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً (17)﴾ [سورة الفتح] وأي دعوة إلى الله تقتصر على التعريف بأمره ونهيه، ولا تُقدم على التعريف بأمره التعريف به هي دعوة لا يُكتب لها النجاح، قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾ الدكتور محمد راتب النابلسي والحمد لله رب العالمين

ما حكم الزواج من نصرانية ؟


الفتاوى - المعاملات – الخطبة والنكاح - الفتوى 055 : ما حكم الزواج من نصرانية ؟
الفتاوى - المعاملات – الخطبة والنكاح - الفتوى 055 : ما حكم الزواج من نصرانية ؟ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2015-01-12 بسم الله الرحمن الرحيم سؤال: فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حكم الزواج من نصرانية وهي تؤمن بان عيسى بن الله _ تعالى الله عُلُوّاً كَبِيراً ـ وربنا في كتابه العزيز قال : ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ وقال الله عز وجل : ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾ صدق الله العظيم هي بحكم الكافرة والله اعلم فهل الزواج باطل بهذه الحالة . وجزاكم الله عنا كل خير الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم ، نفيدكم بما يلي: الراجح في المسألة أن الزواج بالنصرانية أو بالكتابية جائز من حيث المبدأ رغم كفرهم ، وهذا قول معظم أهل العلم لورود الدليل على ذلك ، ولكن من حيث مقاصد الشريعة لا بد من نظر لا في أصل الحكم فهو ثابت ولكن في تفصيلاته ، فالله تعالى حينما أحل الزواج بالكتابية له من ذلك مقصد وهو أن الرجل المسلم هو الأقوى ودينه هو الممكن والغالب في دولة الإسلام أن يلزم زوجه بتعاليم الدين العامة ويكون مسؤولاً عنها وموجهاً لها كيف لا وهو مسؤول عن رعيته ، ثم إن أولاده في دولة الإسلام على دينه دين الإسلام . والذي نجده اليوم أن المسلم حين يتزوج الكتابية لا يحقق شيئاً من مقاصد الشرع فدينها هو الأقوى في نظر الناس والأولاد ستربيهم كما تشاء ، وأين دولة الإسلام التي تلزم أفرادها بالعفة والحشمة إلى غير ذلك وهل سيرعى الرجل رعيته أم سيضيعها ، وهنا المشكلة !! والحمد لله رب العالمين
الفتاوى - المعاملات –

Friday, 17 February 2017

شبهات حول السلفية والرد عليها

فتاوي مختارة

شبهات حول السلفية والرد عليها الخميس 20 جمادى الأولى 1438 - 16-2-2017 رقم الفتوى: 346336 التصنيف: أهل السنة والجماعة [ قراءة: 400 | طباعة: 1 | إرسال لصديق: 0 ] السؤال أصبحت أقرب إلى الإلحاد من الإسلام بسبب ما نراه اليوم، فوالله الذي لا إله غيره لقد كرهت الإسلام بسبب المسلمين متبعي الفكر السلفي وشيوخهم، فلم أسمع ولم أر يوما أشعريا أو إباضيا أو صوفيا يقطع الرؤوس ويكسر القبور ويحطم الآثار ويضطهد كل من يخالفه، بل ويكفره ويستبيح دمه وعرضه ويصف غير المسلمين بأنهم أحفاد القردة والخنازير، وهذا سؤال يحتاج إلى جواب مفصل، فالمسلم اليوم حينما يرى المشاهد البشعة التي تنشرها الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي وتستشهد بكتب السلفية وأقوالها لابد أن يدخل الشك في قلبه، حتى قال أحدهم: داعش نبتة سلفية ـ فنرجو أن نجد جوابا مقنعا عن العلاقة بين السلفية والتطرف، ولماذا السلفية هي الفرقة الوحيدة من بين فرق المسلمين التي تنتسب إليها الجماعات المتطرفة حتى أصبحت هناك حركة تسمى السلفية الجهادية، ولو كانت هناك كتب يمكن أن ترشدني وتزيل هذه الشبهات من قلبي فأرجو أن ترشدوني إليها. وشكرا. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك، وأن يوفقك لما يرضيه عنك، وأما ما ذكرته من القرب من الإلحاد وكراهية الإسلام، فهذا وإن كان لا يضر إلا صاحبه، ولا يضر دين الله شيئا، إلا إنه أمر يطول منه العجب، فإن إساءة فهم الدين والغلو في تطبيقه من المتطرفين لا يطعن في الدين ذاته، ولا يحسب على أهل الحق، وإنما يطعن في الفهم السيئ والتطبيق الأسوأ! هذا أولا. وثانيا: الخطأ الشنيع لبعض منتسبي الإسلام أو السلفية، يزداد حجما بالتسليط الإعلامي والتركيز عليه، في حين أن أفعال مخالفيهم ـ واقعا وتاريخا ـ أفظع وأشنع، ولكن يغفل الإعلام عنها بقصد أو بغير قصد، فيُنسَى ويُهمَل، ومن ذلك أفعال الدول الملحدة بسبب فكر الشيوعية! ويكفي أن نعلم أن الشيوعية مسؤولة عن مقتل حوالي 100 مليون إنسان في القرن العشرين، قتل منهم الملايين بطرق لا يتصور أبشع منها، ولا يمكن مقارنتها بجرائم المنحرفين المنتسبين للسلفية زورا، ونظرة سريعة على التاريخ الدموي للشيوعية تكفي في ذلك وتزيد، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 5894. ولا يفوتنا التنبيه هنا دور أعداء الإسلام وخصومه ـ في الداخل والخارج ـ في تغذية وتوجيه الفكر المنحرف، وإنشاء تنظيماته وأحزابه، لتشويه الصورة، وإيجاد الذريعة لكثير من الأعمال الإجرامية، والمقام هنا لا يحتمل التفصيل، وبإمكان الباحث عن الحق أن يتعرف على ذلك بجلاء، وهذا الأسلوب التآمري الخبيث ليس بجديد على جند الشيطان وحزبه الغاوين، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 296452. ثالثا: انتساب بعض المنحرفين فكريا وسلوكيا للسلفية أو للإسلام نفسه، لا يغني عنهم شيئا، ولكنه يشوش على الناس ويحيرهم، بسبب انتشار الجهل والاعتماد على مصادر إعلامية مُوَجَّهة وغير موثوقة، والأمر ببساطة يظهر بالسؤال عن رأي علماء السلفيين في هذه الفئات المنحرفة ممن ينتحل اسم الجهاد أو غيره، فلا تجد عالما معروفا إلا وهو ينكر علنا وجهرا هذه الأفعال الشنيعة والأفكار المنحرفة ويتبرأ منها، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 325108. رابعا: فكر الخوارج الذي يتمثل في بعض جماعات الغلو والتشدد، لم يذمه ويحذر منه أحد كالسلفيين وسائر أهل السنة، سواء علماء أو طلاب علم أو دعاة، ولا يخفى أن هؤلاء المنحرفين يكفرون السلفيين ويصفونهم بأبشع الأوصاف، بل ويقتلون من يقدرون عليه منهم، وقد كَفَّروا وقتلوا قديما خير أهل زمانه ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ وجماعة أخرى من الصحابة رضي الله عنهم جميعا، وراجعي الفتويين رقم: 130372، ورقم: 216640. خامسا: السلفية منهج علمي شريف أصيل، وليست دولة أو جماعة أو تنظيما، له مؤسس معين، ولذلك يسهل انتحالها والانتساب إليها من كل أحد، ولاسيما وهذه النسبة فيها تشريف يدعيه غير أهله، وتزييف يحاول أهل الباطل إلحاقه بغير محله، وقد سبق لنا في فتاوى كثيرة بيان حقيقة السلفية ومنهجها، ومنها الفتاوى التالية أرقامها: 39218، 77988، 130715، 31293. سادسا: ينبغي للأخت السائلة إن أرادت أن تعرف حقيقة دين الإسلام ومعالم ملته الحنيفية، أن تتوجه للقرآن المجيد: تدبرا وتفهما ومدارسةً، فإنه كتاب الله تعالى الذي أنزله لبيان معالم هذا الدين وأصوله، وسبيل الوصول إليه وتعظيمه، وهو ـ بحمد الله ـ ميسر للذكر، ومهيأ للدرس والفكر، وهو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، الذي لا يهتدي من ابتغى الهدى في غيره، ولا يصل إلى الحق إلا من تمسك بهديه، ودعي عنك الحكم على الواقع حتى تتعرفي على معالم الإسلام ومقاصده من خلال كتابه الكريم ووحيه المعصوم. والله أعلم.
دراسة منهج السلف الصالح ليست منحصرة في دراسة تراجمهم الإثنين 11 ربيع الآخر 1438 - 9-1-2017 رقم الفتوى: 343822 التصنيف: أهل السنة والجماعة [ قراءة: 444 | طباعة: 4 | إرسال لصديق: 0 ] السؤال من المعلوم أن السلفية تطلق على المنهج الذي سار عليه السلف الصالح من عقيدة، وسلوك، وعبادة، وغيرها من اتباع الكتاب والسنة، وبفهم السلف الصالح، والسلف هم القرون المفضلة، التي وردت في الحديث، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فهو سلفي، وعندي سؤلان متعلقان بهذا السؤال: الأول: أنا طالب علم، فكيف ندرس منهج السلف الصالح؟ وعندما أقرأ كتب علماء الحديث، والعقيدة، والفقه، والتفسير، وغيرها، فهل هذا يعني أني أدرس منهج السلف، أم إن دراسة منهج السلف لا تكون إلا بقراءة سيرتهم -من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم-، وقراءة كتب التراجم الخاصة بهم فقط؟ والشق الثاني: هناك علماء -مثل النووي، والمناوي، والقرطبي، وابن الجوزي، وابن حزم، وغيرهم من العلماء- لم يتبعوا منهج السلف في العقيدة فقط، فهل يطلق عليهم سلفيون؟ وهل قراءة كتبهم الخاصة بهم، عندما أقرؤها كطالب علم، يعتبر قراءة لمنهج السلف الصالح؛ لأن منهج السلف ليس في العقيدة فقط، بل في السلوك، والعبادة، والأخلاق، وغيرها، أم إن قراءة كتبهم لا تعتبر قراءة لمنهج السلف الصالح -هذا إذا قلنا وأجبتم عن الشق الأول من السؤال، بأن منهج السلف الصالح يؤخذ، ويفهم من كتب العلماء-؟ وهل اتباعهم في سلوكهم وأخلاقهم، وعبادتهم، وشؤونهم لا يعتبر اتباعًا لمنهج السلف؟ أرجو الإجابة سريعًا -جزاكم الله خيرًا-. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد: فقد سبق أن بينا حقيقة السلفية في عدة فتاوى بما يغني عن الإعادة هنا، كالفتاوى التالية أرقامها: 287992، 117313، 97237. فدراسة منهج السلف الصالح ليست منحصرة في دراسة تراجمهم، بل تكون بدراسة كتب العقيدة، وكتب الفقه التي اشتملت على بيان عقائدهم، وأقوالهم، واجتهاداتهم، وباتباعهم في أخلاقهم، وعبادتهم وسلوكهم، حال اختلافهم، وسائر ما كانوا عليه من الهدى، والتقوى. والعلماء الذين ذكرتهم، لا شك أنهم على منهج السلف الصالح -رضي الله عنهم- وكونهم أخطؤوا في بعض مسائل العقيدة عن حسن قصد، مع تحري الحق، فلا يقتضي ذلك تبديعهم، وإخراجهم من منهج السلف بإطلاق - حاشا لله- فما خالفوا فيه مذهب السلف لا يقبل منهم، ولا يُتَّبعون فيه، بل هو من الزلات المغمورة في بحور صوابهم المغفورة لهم -إن شاء الله تعالى-، وانظر الفتوى رقم: 340216 عن الموقف الصحيح من العلماء الثقات الذين أوَّلوا صفات الله. والله تعالى أعلم. .

Tuesday, 14 February 2017

أقوال علماء الإثني عشرية في شأن البهرة الإسماعيلية


jQuery UI Effects - switchClass Demo
رد: مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون رأي الإثني عشرية وأما عن أقوال علماء الإثني عشرية في شأن البهرة الإسماعيلية مايلي نصه: الكتب هي: ـ1 موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج 9 - ص 40 فكانت النتيجة تكوين مذهب جديد متشعب عن مذهب اهل البيت الشيعة الامامية، ومنفصل عنه، وهو مذهب الاسماعيلية، وقد انقسم هذا المذهب الى قسمين: ظاهرية: وهم المعروفون اليوم بالبهرة، وباطنية وهم معروفون بالآغاخانية، وهم منتشرون في العالم، وخاصة في بلاد الهند، وباكستان، وشرقي افريقيا، ويعترفون في مذهبهم بستة من ائمة اهل البيت (عليهم السلام) الاثنى عشر - حيث يقفون عند الامام الصادق (عليه السلام) - ولا يعترفون بامامة الستة الباقين (عليهم السلام) ولهم تاريخ منفصل، واحكام فقهية تختلف عن فقه شيعة اهل البيت الامامية اختلافا كثيرا، ولو اردنا الدخول في التفصيل، لطال بنا المقال وخرجنا عن الاختزال. ـ2 مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 5 - ص 10 الاسماعيلية: هم الذين اثبتوا الامامة لاسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) ومن مذهبهم انهم يقولون: ان الله تعالى لا موجود ولا معدوم، ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز، وكذلك جميع الصفات، وذلك لان الاثبات والحقيقة يقتضي المشاركة بينه وبين الموجودات وهو تشبيه، والنفي المطلق يقتضي المشاركة في المعدومات وهو تعطيل، بل هو واهب هذه الصفات، وبطلانه واضح. ولما مات اسماعيل في حياة الصادق (عليه السلام) واعلن الامام موته بكيفيات مختلفة اتمام للحجة، رجع عن امامته اكثرهم واعتقدوا الى امامة الكاظم (عليه السلام)، وافترق الباقون: ففرقة رجعوا عن حياته، واثبتوا الامامة لابنه محمد بن اسماعيل، وفرقة قليلة شاذة قالوا بحياة اسماعيل. ـ3 الاسماعيليون والمغول ونصيرالدين الطوسي - حسن الامين - ص 173 - 174 فرقة البهرة وهي من المجتمعات الاسلامية في غرب الهند (وأصلهم من الهنود المختلطين بالعرب اليمانيين)، وتعتبر من فرق المذهب الاسماعيلي، وترتبط بالذين كانوا يدافعون عن دعاوى المستعلي (495 - 478هـ/ 1101 - 1904م) في مطالبته بالخلافة الفاطمية بعد ابيه المستنصر، حيث خرج المستعلي بوجه اخيه نزار الذي يسمى اتباعه في الهند (الخوجا)، ويشير اصطلاح البهرة الى كلمة «تاجر» المشتقة من كلمة الكجرانية التي تعني التجارة، وتزعم بعض الاسر الاسماعيلية انها تنتمي الى المهاجرين الحجازين الي مصر. واقامة الدليل على ذلك صعبة، لكن قد حصلت بعض الزيجات الداخلية خصوصا مع العرب اليمانيين من قسم المستعليين في اكثر الاوقات. وحصل اخيرا الزواج بين السليمانيين والسنة، والشيعة، والهندوس وحتى الاوروبيين. ولكن اكثر افراد المجتمع البهري لا يتزوجون من خارج مجتمعهم. لاشك في ان اجداد اكثر فرقة البهرة في الهند قد ا نضموا الى هذه الفرقة بفعل الدعاة الاسماعيليين. ـ4 ارشاد السائل - السيد الكلبايكاني - ص 15 (س - 34) ما هو حكم الفرقة الاسماعيلية بالنسبة الى النجاسة والطهارة والكفر؟ باسمه تعالى: لو ثبت ما نسب اليهم من كونهم منكرين لبعض ضروريات الدين فحكمهم واضح، ومن لم يثبت عنده ذلك فطريق الاحتياط سبيل النجاة، والله العالم. ـ5 خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج 1 - ص 139-140 ثم ان الظاهر من كتب المقالات ان الاسماعيلية كلهم منكرون للشرائع، تاركون للفرائض، مستبيحون للمحارم، ولذا يذكرون - اذا بلغوا الى شرح حالهم - انهم لقبوا بسبعة القاب، منها الباطنية بالمعنى الذي اشرنا اليه، صرح بذلك السيد المرتضى الرازي في تبصرة العوام، وغيره. ووافقنا على ذلك السيد الفاضل المعاصر رحمه الله في الروضات، في ترجمة جلال الرومي حيث قال: الاسماعيلية وان كانوا في ظاهر دعاويهم الكاذبة، من جملة فرق الشيعة المنكرين لخلافة غير امير المؤمنين عليه السلام، الا ان الغالب عليهم الالحاد، والزندقة، والمروق عن الدين، والخروج عن دائرة الموحدين، والمليين، واتباع النبيين، انتهى. ولعله لذلك لم يتعرض شيخ الطائفة رحمه الله في كتاب الغيبة لابطال مذهبهم، كما تعرض لابطال مذهب الكيسانية، والناووسية، والواقفية، والفطحية، وغيرها، لظهور فساد مذهبهم عند جميع فرق المسلمين، ومن ذلك كله ظهر ان نسبة هذا العالم الجليل، صاحب هذا المؤلف الشريف الى هذا المذهب السخيف، افتراء عظيم. ـ6 خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج 1 - ص 133 - 135 اما اولا: فلأن الاسماعيلية الخالصة - كما صرح به الشيخ الجليل الحسن بن موسى النوبختي في كتاب الفرق - هم الذين انكروا موت اسماعيل في حياة ابيه، وقالوا: كان ذلك على جهة التلبيس من ابيه على الناس، لانه خاف فغيبه عنهم، وزعموا ان اسماعيل لا يموت حتى يملك الارض ويقوم بامر الناس، وانه هو القائم، واما الباطنية منهم فلهم ألقاب كثيرة، ومقالات شنيعة، وزعموا كما في الكتاب المذكور ان الله عز وجل بدالة في امامة جعفر عليه السلام واسماعيل، فصيرها في محمد بن اسماعيل. وزعموا انه حي لم يمت، وانه يبعث بالرسالة، وبشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمد النبي صلى الله عليه وآله، وانه من اولى العزم. واولوا العزم عندهم سبعة. نوح، وابراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وعلي - صلوات الله عليهم وآلهم - ومحمد بن اسماعيل، على ان السموات سبع، وان الارضين سبع، وان الانسان بدنه سبع: يداه، ورجلاه، وظهره، وبطنه، وقلبه، وان رأسه سبع: عيناه، واذناه، ومنخراه، وفمه، وفيه لسانه - كصدره الذي فيه قلبه - وان الائمة كذلك، وقلبهم محمد بن اسماعيل، وان الله تبارك وتعالى جعل له جنة آدم، ومعناها عندهم الاباحة للمحارم، وجميع ما خلق في الدنيا، وهو قول الله عزوجلوكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة)أي) موسى بن جعفر بن محمد، وولده عليهم السلام من بعده من ادعى الامامة منهم. وزعموا انه خاتم النبيين الذي حكاه الله عز وجل في كتابه. وزعموا ان جميع الاشياء التي فرضها الله عز وجل على عباده، وسنها نبيه وامر بها، لها ظاهر وباطن، وان جميع ما استعبد الله به العباد في الظاهر من الكتاب والسنة، فأمثال مضروبة، وتحتها معاني هي بطونها، وعليها العمل، وفيها النجاة، وان ما ظهر منها ففي استعمالها الهلاك والشقاء، وهي جزء من العذاب الادنى، عذب الله به قوما اذ لم يعرفوا الحق، ولم يقولوا به. الى غير ذلك من مقالاتهم الشنيعة، التي نسبها اليهم في الكتاب المذكور، وغيره في تصانيفهم في هذا الباب. -7 الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج2 - ص273-272 إن قلت: فذا لا يتم في الاسماعيلية، قلت: سنبين أنهم خارجون عن الملة الحنيفة بالاعتقادات الرديئة، وذلك أنهم قالوا: كل ظاهر فله باطن، وأن الله بتوسط كلمة «كن» «أوجد» عالمي الخلق والأمر، فجعلوه محتاجا في فعله الى الواسطة والآلة. وقالوا: إن العالمين ينزلان من الكمال الى النقصان، ويعودان من النقصان الى الكمال، وهكذا دائما، وهذا يقتضي قدم «كن» ويلزمه قدم العالم وأبديته، لان «كن» إن كانت حادثة فقد سبقها مثلها، ويتسلسل أو يدور، ولأن المخاطب بها إما موجود فعبث، أو معدوم فقبيح، وقالوا: العلم بالله لا يحصل بدون الإمام، وفي هذا دور ظاهر، وقد اعتذر لهم عن هذا بأنهم يقولون بمساعدته لكمال عقله. وقالوا: الإمام مظهر العقل، وهو الحاكم في العالم الباطن، والنبي مظهر النفس، وهو الحاكم في العالم الظاهر ففضلوا الإمامة على النبوة حيث جعلوا الامامة مظهراً للاشرف وهو العقل، وحاكمه في الباطن، فظهر من هذا الكلام خروجهم عن الاسلام.. احتجوا بأن اسماعيل هو الأكبر ويجب النص على الاكبر، قلنا: الاكبرية لا توجب الإمامة كما لا توجب النبوة ولو سلم فإنما ذلك لو بقي الاكبر بعد ابيه، واسماعيل مات في حياة ابيه، فالنص عليه من الله أو من أبيه عبث وسفه وكذب، ولم يرو -أحد عن أبيه نصا فيه، وأما ما ادعوه منه فكذب عليه. -8 كتاب الأربعين - محمد طاهر القمي الشيرازي- ص 393-932 وأما الاسماعيلية، فمذهبهم واضح البطلان، لسوء عقائدهم وقبح مذاهبهم، وهؤلاء سموا بالاسماعيلية لانتسابهم الى اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام، وبالباطنية فلقولهم: كل ظاهر له باطن يكون ذلك الباطن مصدرا، وذلك الظاهر مظهرا له، ولا يكون ظاهر لا باطن له، إلا هو مثل السراب، ولا باطن لا ظاهر له إلا خيال لا اصل له، ولقبوا بالملاحدة لعدولهم عن ظاهر الشريعة الى بواطنها في بعض الاحوال، ومذهبهم ان الله تعالى أبدع بتوسط معنى يعبر بكلمة «كن» أو غيرها عالمين: عالم الباطن وهو عالم الأمر، وعالم الغيب وهو يشتمل على العقول والنفوس والارواح والحقائق كلها، وأقرب ما فيها الى الله هو العقل الأول ثم ما بعده على الترتيب، وعالم الظاهر، وهو عالم الخلق وعالم الشهادة، ويشتمل على الاجرام العلوية والسفلية، والاجسام الفلكية والعنصرية وأعظمها العرش، ثم الكرسي، ثم سائر الاجسام على الترتيب، والعالمان ينزلان من الكمال الى النقصان، ويعودان من النقصان الى الكمال، حتى ينتهى الى الامر، وهو المعبر عنه «بكن» وتنتظم بذلك سلسلة الوجود الذي مبدأه من الله ومعاده اليه، ثم يقولون: الامام مظهر الامر، وحجته مظهر العقل الذي يقال له: العقل الأول وعقل الكل، والنبي مظهر النفس التي يقال لها: نفس الكل، والإمام هو الحاكم في عالم الباطن، ولا يصير غيره عالما بالله إلا بتعليمه اياه، ولذلك يسمونهم بالتعليمية، والنبي هو الحاكم في عالم الظاهر، ولا تتم الشريعة التي يحتاج الناس اليها إلا به، ولا يخلو زمان عن إمام: إما ظاهر وإما مستور، وطريقتهم التأليف بين اقوال الحكماء وأقوال أهل الشرع. -9 الشيعة في الاسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - ص 59-52 لدى الاسماعيلية فلسفة تشبه فلسفة عبدة النجوم، وفيها شيء من التصوف الهندي، ويذهبون الى أن المعارف والاحكام الاسلامية، لها ظاهر وباطن، فلكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل، وتعتقد أن الأرض لا تخلو من حجة، وحجة الله على نوعين: ناطق وصامت فالناطق هو النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم والصامت هو الولي أو الامام، وهو وصي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أية حال فإن الحجة هي المظهر الكامل للربوبية، أساس الحجة عندهم يدور دائما على العدد، بهذا الترتيب، ان كل نبي عندما يبعث يختص بالنبوة الشريعية والولاية، ويأتي بعده سبعة أوصياء، لكل منهم الوصاية، ويعتبر جميعهم في نفس المنزلة والشأن، سوى الوصي السابع الذي يختص بالنبوة أيضا، ويتصف بثلاثة مناصب، النبوة والوصاية والولاية، وبعده سبعة أوصياء، وللسابع منهم ثلاثة مناصب وهكذا. فهم يقولون ان آدم عليه السلام بعث بالنبوة والولاية، والنبي ابراهيم هو الوصي السابع لنوح والنبي موسى سابع الأوصياء لابراهيم، والنبي عيسى سابع الاوصياء لموسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم سابع الأوصياء لعيسى ومحمد بن اسماعيل الوصي السابع لمحمد صلى الله عليه وسلم بهذا الترتيب: محمد صلى الله عليه وسلم وعلي والحسين وعلي بن الحسين والسجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق واسماعيل ومحمد بن اسماعيل «الإمام الثاني الحسن بن علي لا يعدونه من الأئمة» وبعد محمد بن اسماعيل سبعة من نسله وولده، اسماؤهم مخفية مستورة وبعدهم سبعة من ملوك الفاطميين لمصر، أولهم عبيد الله المهدي مؤسس حكومة الفاطميين في مصر. .

تكفير الشيعة الرافضة


jQuery UI Tabs - Default functionality

ملف تكفير الشيعة الاثنى عشرية الرافضة / اهل السنة / الزيدية / الاسماعيلية الشيعة و تكفير المسلمين اهل السنة و الجماعة من لا يؤمن في الولاية كافر / الائمة http://www.alsrdaab.com/vb/showthrea...C7%E1%D3%E4%C9 ========= الإمام زيد و الزيدية و تكفير الشيعة الرافضة http://www.alsrdaab.com/vb/showthrea...D2%ED%CF%ED%C9 الحافظ ابن الوزير اليماني بين الزيدية وأهل السنة والجماعة ! ( للنقاش العلمي ) http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37345 ========= كتاب زيدي للرد على الرافضة الجعفرية الاثنا عشرية/ الرد على الرافضة لنجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام كتاب زيدي للرد على الرافضة الرد على الرافضة لنجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على كل حال. زعمت الرافضة أنه لم يكن قرن من القرون خلا ولا أمة من الأمم الأولى إلاّ وفيها وصي نبي أو وصي وصي حجة لله قائمة عليهم عالم بأحكامه فيهم مفروضة عليهم طاعته ومعرفته ليس لأحد ممن معه في دهره حاله ولا صفته ، لا يهتدي إلى الله أبداً من ضله ، ولا يعرف سبحانه أبداً من جهله. فيسئلون – ولا قوة إلاّ بالله – عن فترات الرسل في الأيام الماضية وما لم يزل فيها لا ينكره منكر ولا يجهله من الأمم الخالية ، هل خلت منها كلها فترة ، وأمه منهم مستقله أم مستكثرة من أن يكون فيها إمام هادٍ حجة لله على من معه من العباد يعلم من حلال الله وحرامه وجميع ما حكم الله به في العباد من أحكامه ما يعلم من تقدمه وكان قبله من كل ما حكم الله به ونزله؟. فإن قالوا: لا تخلو فترة من الفترات مضت، ولا أمة من الأمم كلها التي خلت، من أن يكون فيها إمام هاد على العباد لله حجة، ليس لأحد معه إلى غيره من الخلق كلهم حاجة محوجه، في احتجاج بحق ولا تبيين، ولا في حكم من أحكام الدين، من نذارة لقى ولا رداً، ولا تبصرة لرشد ولا هدى كما قالت الرافضة: فلا حاجة إذن بعد آدم بأمة من الأمم، إلى أن يبعث الله فيهم نبيا، ولا يجدد لهم لرشده وحياً، يعلمهم في دين الله علماً ولا يحكم عليهم لله حكماً، ومن كان من ذلك وفيه، ففضل لافاقة بأحد إليه، لأنه لا يبعث نبي في فترة، ولا أمة مستقلة ولا مستكثرة إلاّ ووصيها فيها، كافٍ في الحجة عليها، مستغنىً به عن التبصرة والتعريف، وما حملها الله من فرض أو تكليف، تامة به النعمة في الهدى من الله عليهم، لعلمه بجميع أحكام الله سبحانه فيهم، وفيما قالوا به من هذا القول، الغني عن كل نبي أو رسول، جاء عن الله بنذارة لجاهلٍ من عباده أو تعليم، أو هداية لضال من خلقه أو تقويم. وفي هذا من إكذاب كتاب الله ووحيه، وخلاف خبره تبارك وتعالى على لسان نبيئه، مالا خفاء به ولا فيه عن موحد ولا ملحد، ولا خصمٍ لدّا أولم يلد، والله تبارك وتعالى يقول في إكذاب من قال بهذا القول عليه في كتابه، بما لا يأباه مكابر مرتاب وإن عظمت بليته في ارتيابه، قال الله سبحانه: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ))[الحجر: 10]، وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ))[النحل: 36]، وقال سبحانه: ((وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ))[فاطر: 25،24]، وقال سبحانه: ((وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ))[فاطر: 4]، مع ما ذكر لا شريك له مما يكثر عن أن نحصيه من تبعيثه في الماضين للرسل والنذر، وما لم يزل يحدده من نعمة من ذلك في البشر، لا يذكر في كله سبحانه وصياً، ومما ذكرت الروافض في ذلك كله شيئاً، ولو كان الهدى يصاب بغير كتب الله ورسله، لعرف الله في ذلك بمنته وفضله، ولذكر حجته به على عباده، وما دلهم عليه به من رشاده، كما قال سبحانه فيما أنعم به من وحيه، ومنَّ به فيه من أمره ونهيه: ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[يونس: 57]، قال سبحانه : ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا))[النساء: 174]، مع ما يكثر في هذا ومثله، من ذكر نعم الله فيه وفضله، وكما قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وعلى أهله: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[آل عمران: 164]، وكما قال سبحانه: ((يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا))[الأحزاب: 46،45]، فذكر سبحانه منته على عباده برسوله وكتابه. وما ذكر في ذلك مما تقول الرافضة – بحمد الله – قليلاً ولا كثيراً، ولا أنه جعل غير رسوله كما جعله سراجاً منيراً، فنحمد الله على ما أفرد به رسوله صلى الله عليه وعلى أهله من التقدمة والتبيين إلى الدلالة به لعباده على كل رشدٍ أو دين، فهدا به في أيام حياته، وقبل نزول حمامه ووفاته، خلقاً كثيراً من خلقه، ودلهم سبحانه على سبيل حقه، وهو بينهم سوي حي، ينزل عليه – وهم معه أحياء – الوحي، ببيان ما التبس عليهم، وبما مَنَّ الله به من بعث رسوله فيهم، وقد أكمل لهم سبحانه قبل وفاته الدين، وأبان لهم به صلى الله عليه وعلى أهله التبيين، بأنور دليل، وأقوم سبيلٍ، وأبلغ حجة في هدي وتبصير، وأهدى هداية تكون بنذارة أو تذكير. وفيهم ما يقول سبحانه: ((وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))[آل عمران: 101]، وكما قال سبحانه: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا))[المائدة: 3]،خبراً منه سبحانه عن أنه قد بين لهم دينهم كله جميعا وتبيينا، ومن ذلك ما يقول سبحانه: ((فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ))[الأنعام: 149]، وقوله سبحانه: ((وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ))[الأنعام: 119]، ويقول: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ))[الحج: 78،77]، فجعلهم جميعاً برحمته وفضله وإكرامه لآبائهم من أوليائه ورسله، شهداء علي خلقه وعباده، وأمناءه في أرضه وبلاده. وجعلهم سبحانه أئمةً شهداء كما جعلهم، وفضلهم من ولده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بما فضلهم، فبفعلهم للخيرات وعملهم للصالحات، في كل ما حكم به عليهم من فرضه وعدهم ما وعدتهم من الاستخلاف لهم في أرضه، وما وعدهم في ذلك من مواعيده، وتكفل لهم به في الشكر عليه من مزيده. وأخبر سبحانه بأصدق الخبر عن فسق من كفر منهم نعمة فيه، ولم يؤد من شكره به ما يجب الله عليه، فقال سبحانه: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ))[النور: 55]. فمن لم يفعل من الإيمان ما فعلوا، ويعمل من الصالحات كما علموا، فلم يجعل الله له إيماناً ولا إسلاماً، فكيف يجعله في الهدى إماما ؟‍ً وإنما جعل الله الإمام من هدى بأمره، وعرف بالجهاد في الله مكان صبره، كما قال الله لرسوله صلى الله عليه وعلى آله: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))[السجدة: 24،23]. فكيف يكون بالله موقناً أو معتصماً، أو عند الله مؤمناً أو مسلماً، من يشبه الله بصورة آدم، وبما فيه من صور الشعر واللحم والدم؟ وأولئك فأصحاب هشام بن سالم. أو كيف يكون كذلك من قال بقول ابن الحكم، وهو يقول: إن الله نور من الأنوار، وأنه سبحانه حبه مسدسه المقدار، وأنه يعلم بالحركات ويعقل، وتحف به الأماكن وينتقل، وتبدو له البدوات، وتخلو منه السماوات، لأنهم يزعمون أنه على العرش دون ما سواه، وأنه لا يبصر ما حجبته عنه الحجب ولا يراه، ويدنوا لما يدنوا له من الأشياء المشاهدة، وينأ عما نأى عنه بالمباعدة، فما نأى عيه فليس له شهيد وما قرب منها إليه فهو منه غير بعيد. والله سبحانه يقول فيما وصف نفسه لعباده، وما تعرف إليهم به من الصفات في كتابه: ((يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))[المجادلة: 6]، وقال سبحانه: ((إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))[الحج: 17]، وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ))[ق: 16]، وقال سبحانه: ((وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ))[الأنعام: 3]، أفما في هذا بيانٌ قاتلهم الله أنى يؤفكون أنى‍‍. مع ما بين في غير هذا من بعده عن شبه الأشياء، من النور وغيره من كل ظلمة وضياء، من ذلك قوله سبحانه: ((لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))[الأنعام: 103]، وقوله سبحانه: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[الشورى: 11]، وقوله جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله: ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ))[الإخلاص: 4]، الكفؤ: فهو المثل والند، فلو كان كما قال هشام وأصحابه نوراً وجسماً، أو كان كما قال ابن الحكم لحماً ودماً، لكانت أكفاؤه عدداً، وأمثاله سبحانه أشتاتاً بدداً، لأن الأنوار في نورها متكافئة، والأجسام في جسميها متساوية، وكذلك تكافؤ اللحم والدم، كتكافؤ الجسمية كلها في الجسم، ولو كان كما قال أصحاب النور نوراً محسوساً، لكانت الظلمة له ضداً ملموساً، ولو كان بينهما كذلك لوقع بينهما ما يقع من الأضداد، من التغالب والتنافي والفساد، فسبحان من ليس له ند يكافيه، ولا ضد من الأضداد ينافيه، ((خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ))[الزمر: 62]. وما قالت به الرافضة من هذا فقد تعلم أن كثيراً منها لم يقصد فيه لما قصد، أويعتقد من الشرك بالله في قوله به ما اعتقد، ألاّ وإن ما قالوا به في الله، أشرك الشرك بالله، فنعوذ بالله من الشرك بربوبيته، والجهل لما تفرد به من وحدانيته. هذا إلى ما أتوا به من الضلال بقولهم في الوصية، وما عظموا على الله وعلى رسوله في ذلك من الدعوى والفرية، التي ليست لهم بها في العقول حجة ولا برهان، ولم ينزل بها من الله وحي ولا فرقان . وما قالت به الرافضة في الأوصياء من هذه المقالة فهو قول فرقة كافرة من أهل الهند يقال لهم البرهمية، تزعم أنها بإمامة آدم من كل رسول وهدى مكتفية، وأن من ادعى بعده نبوة أو رسالةً فقد ادعى دعوة كاذبة ضالة، وأنه أوصى بنبوته إلى شيث، وأن شيثاً أوصى إلى وصي من لده، ثم يقودون وصيته بالأوصياء إليهم، ولا أدري لعلهم يزعمون أن وصيته اليوم فيهم. ولو كان الهدى في كل فترة كاملاً موجوداً، ولم يكن إمام الهدى في كل أمة مفقوداً، لما جاز أن يقال الفترة من الفترات فترة، ولا كانت للجاهلية في أمة من الأمم قهرة، وقد ذكر الله لا شريك له أنه لم يرسل محمداً عليه السلام إذ أرسله، ولم يرسل من أرسل من الرسل قبله، إلاّ في أمة ضالة غير مهتدية في دينها لحظها، ولا مستحقة على ما الله بإصابة رشدٍ لحفظها، ولكن رحمة منه سبحانه لها وإن ضلت، وإحساناً منه إليها في تعليمها إذ جهلت، كما قال الله سبحانه: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))[البقرة: 213]، فأخبر أنهم كلهم كانوا ضالين غير مهتدين، ولو كان فيهم حينئذ وصي وأوصياء، لكان فيهم يومئذ لله ولي وأولياء، ولما جاز مع ذلك لو كان كذلك، أن يقال لهم: أمة واحدة، لأنهم فرق متضادة، لا يجمعهم في الهدى كلمة، ولكنهم في الضلال أمة. وكما قال سبحانه في بعثته لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ))[القصص: 46]، فما ذكر سبحانه أنه كان فيهم يوم بعثته له إليهم ومنته بالهدى فيه عليهم، مهتدٍ واحدٍ منهم بهداه، ولا قائم بما هو الهدى من تقواه، لا رسول ولا نبي، ولا إمام ولا وصي، حتى مَنَّ تبارك وتعالى عليهم، ببعثته لمحمد عليه السلام إليهم، فأقام لهم به منار الهدى وأعلامها، ونهج لهم سبل الحجج بأنوار أحكامها، فبين به من ذلك كله ما كان درس وهلك خفاتاً، وأحيا به صلى الله عليه وعلى آله ما كان مواتاً، توحداً منه سبحانه بالمنة فيه على خلقه، وإفراداً لرسوله صلى الله عليه وعلى آله بالدلالة على حقه، فلم يبق من هدى المحجوجين من العباد، باقية بها إليهم حاجة في رشاد،ٍ يكون بها لهم في دنياهم صلاح، ولا لهم فيها عند الله فلاح، إلاّ وقد جاء بها كتاب الله سبحانه منيرةً مستقرة، وكررّ – لا إله إلاّ هو – بها فيه بعد تذكرة تذكرة، إحساناً إليهم ورحمةً، وتذكرة لهم وعصمة، ومظاهرةً للنعمة فيهم وإسباغاً، واحتجاجاً بكتابه عليهم وإبلاغاً، كما قال سبحانه: ((هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ))[آل عمران: 138]، وقال سبحانه: ((هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))[الأعراف: 203]. فأين ذكر الرافضة في هذا وأمرها من ذكر الله وأمره، وما بيّن سبحانه من إكذابهم فيما قالوا بخبره؟‍ فالله سبحانه يخبر أن كلهم كان ضالاً فهداه، وجاهلاً بالهدى حتى علمه الله بمنه إياه، كما قال سبحانه لبني آدم: ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))[النحل: 78]، وقال سبحانه لرسوله: ((وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا))[النساء: 113]، وقال سبحانه: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[الجمعة: 2]، وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ))[النحل: 36]. ولا يهدى أحد أبداً إلاّ من ضلال، ولا يهتدي من تركه الله في جهالته من الجهال، والله سبحانه يخبر أنهم كلهم كانوا في ضلال وعمى، وقد كانوا جميعاً جهلةً بدينه لا علماء . والرافضة تزعم أن قد كانت فيهم يومئذ الأوصياء، وأنها قد كانت تعلم من الدين حينئذ ما كانت تعلمه الأنبياء، ومن كان لبعض علم الهدى وارثاً، وكان هدى الأنبياء عليهم السلام له تراثاً، كان برياً من الضلال، وغير معدود في الجهال، وإذا كان ذلك في الأوصياء كذلك، وكانوا يزعمون أنهم إنما أخذوا هذا عن الكتاب وقبلوه، وادّعوا فيما قالوا به منه حكم الكتاب وتنحلوه، كان فيه من الكتاب من التهجين ما يلحد فيه كل لعين، شأنه تعطيل كل دين وتلبيس كل برهان مبين، لأن ما قالوا به من هذا فمن القول المتناقض المستحيل، إذ وصفوا بعضهم بالهدى مع وصفهم لكلهم بالتضليل، لأن في أن يكون كلهم عميا، دليل على أن لا يكون أحد منهم مهتدياً ولا وصيا، وفي أن لا يكون منهم وصيٌ ولا مهتدٍ خبر عن أن كلهم ضالٌ رديٌ، وهذا فهو التناقض بعينه، وما لا يحتاج كثير إلى تبينه، ولله الحمد في ذلك كله قبل غيره، وبالله نستعين على ما أوجب بالهدى من إجلاله وتكبيره. وممَّا يسأل عنه الرافضة إن شاء الله فيما يقولون به من الأوصياء، أن يقال: لهم حدثونا عن النبي صلى الله عليه أكان وصياً لمن كان قبله من الأنبياء ؟. فإن قالوا: نعم، قد كان لمن قبله وصياً كان أمرهم في المكابرة أمراً جلياً، ولم يخرجهم ذلك من كَرِّ المسألة إليهم، وتوكيد الحجة بما في المكابرة عليهم. فيقال لهم: حدثونا عن الوصي الذي أوصى إلى النبي عليه السلام بالوصية أمن أهل اللسان العربي كان أم من أهل اللسان العجمي؟. فإن قالوا: أن من أوصى إليه صلوات الله ورضوانه كان يومئذ وصياً عربياً، زعموا أن الوصي حينئذ كان أميا،ً لأن كل عربي كان حينئذ بغير شك أمياً، لأن الله لم ينزل عليهم يومئذ قرآناً، ولم يفصل لهم حينئذ بوحي فرقاناً، ولم يكن يومئذ أحد من العرب رسولاً نبياً، يجوز أن يكون له أحد وصياً، لأنه معلوم عند كل أحدٍ من الأمم غير مجهول، أنه لم يكن في العرب بعد عيسى صلى الله عليه رسول، ولا مدع يومئذ وإن أبطل، يدعى أن يكون نبياً قد أرسل. فإن قالوا: فإن الوصي الذي أوصى إلي النبي صلى الله عليه كان أعجمياً. قيل: أوليس قد كان يعلمه علمه وكان عليه السلام به في علمه مقتدياً؟‍. فإذا قالوا: بلى. قيل: فإن الله تعالى يقول في ذلك بخلاف ما يقولونه، ويخبر أنه لم يعلمه يومئذ بشر عربي ولا عجمي يعلمونه ولا يجهلونه، قال الله سبحانه: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ))[النحل: 103]، فأخبر أن معلمه صلى الله عليه وآله غير أمي بأنه علمه بلسان عربي مبين، ولو كان الأمر كما تقول الرافضة في الإمامة والوصية، لما خلا النبي عليه السلام فيما نسبت إلى عربية أو عجمية، من أن يكون قبل نبوته وبعثته، وما وهبه الله بالرسالة من نعمته، لم يرى وصياً ولم يصل إليه ولم يعرفه ولم يستدل عليه، فيكونوا هم اليوم أهدى منه يومئذ في معرفة وصيهم سبيلاً، أو يكون الله أقام لهم في معرفة الأوصياء ولم يقم له دليلاً، أو يزعمون أن قد لقي وصي وصي عيسى صلى الله عليه ورآه، وكان مهتدياً يومئذ بهداه، من قبل مجيء رسالة الله إليه، وقبل تنزيله لوحيه عليه، فيزعمون أن قد كان يومئذ مهتدياً غير ضال، وبرياً قبل نبوته من جهل الجهال، وعالماً بجميع الإمان فيكذبوا بذلك آياً من الفرقان، منها قوله سبحانه ((وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى))[الضحى: 7]. وقال سبحانه في آية أخرى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))[الشورى: 52]. وقوله سبحانه ((قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ))[يونس: 16]. فهو صلى الله عليه وعلى آله لم يكن يدري ما الإيمان حتى أُدْرِّي، ولا يعلم عليه السلام ما الهدى حتى عُلِم وهُدِي، وبعض أئمتهم عندهم فقد علم ما الهدى والإيمان وهو وليدٌ طفل، ورسول الله صلى الله عليه لم يكن يعلمه حتى علمه الله إياه وهو رجل كهل. فأي شنعة أشنع، أو وحشة أفظع من هذا ومثله، وما يلحق فيه بأهله من مزايلة كل حق ومخالفة كل صدقٍ؟!، فإن هم أبوا ما وصفنا لتفاحشه، ولما يدخله من شنائع أو وحشة، فزعموا أنه لم يكن في الأمم لا في العرب منها ولا في العجم قبل بعثة النبي محمد عليه السلام وصي يعلم يومئذ ولا إمام، ضل رسول الله صلى الله عليه بجهله ولا أصاب الهدى يومئذ من قبله، حتى أتاه الله هداه وأرشده وبصره سبيل الهدى وقصده، كما فعل بأبيه إبراهيم صلى الله عليه فيما أتاه الله قبله من رشده ودّله عليه من الهدى وقصده، إذ يقول ((وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ))[الأنبياء: 51]. ويقول فيه عند تلمسه ليقين المعرفة لرب العالمين ((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ))[الأنعام: 79،78،77،76]. فقر به صلوات الله عليه قرار اليقين في معرفة رب العالمين، حين برئ عنده سبحانه من مذموم الأفول والزوال، وتصرف اختلاف التغيير والأحوال، وما لا يكون من ذلك إلاّ في الأمثال المتعادلة وأشباه الصنع المتماثلة، التي جل الله سبحانه أن يكون لشيء منها مثيلاً، أو يكون جل جلاله لشيء منها عديلا،ً وفي مثل ذلك ما يقول سبحانه لمحمد صلى الله عليه مع إفضائه من يقين المعرفة إلى ما أفضى إليه ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))[الأنعام: 163،16]. فهو عليه السلام يخبر أنه أول -أمته وقرنه ومن كان معه من أهل أيامه وزمنه بالله لا شريك له – إسلاماً وإيماناً(ومعلافة بالله وإيقانا). والله يخبر أنه قد إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين، ولو كان معهما صلى الله عليهما يومئذ وصي للمرسلين، لكان إسلام الوصي وإيمانه قبل إسلام إبراهيم ومحمد وإيمانهما ويقين الوصي بالله وعلمه قبل علمهما بالله وإيقانهما، ولما جاز أن يقول محمد صلى الله عليه ((وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)) فيما قد سبقه غيره ممن معه إليه، وإبراهيم صلى الله عليه يطلب يومئذ المؤمنين ويلتمس حينئذ بالله جاهداً اليقين بحيلة كل محتال بفكره، ويخاف الضلال عن الله مع نظره، ويقول ((لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)) ويقول للكواكب ((هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)) ومعه وصي أيامه ودهره لا يخطر على باله ولا نظره، فلا يقع على شيء مما يحيل بفكره . والرافضة اليوم تزعم أنها قد تعلم أنه قد كان معه وصي يلزمه أن يعرفه بعينه ويعلمه ما يلزمها اليوم من معرفة الوصي، وما تدعي فيه من باطل الدعاوى، فهي عند أنفسها تعلم من الأوصياء في دين الله ما لم يكن يعلمه منهم خليل الله، وتهدي من الرشد فيه ما لم يهد الله خليله إليه، إلاّ أن تزعم أنه لم يكن مع إبراهيم في أمته وصي يهديها، فيكون في ذلك بطلان ما في أيديها، وما يلزمها من هذا في إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما فقد يلزمها في كثير من رسل الله معهما صلى الله على رسله وأنبيائه وزادهم الله فيما خصهم من كرامته واصطفائه. وإمامهم اليوم _فيما يزعمون وكما في إفكهم يقولون_ يدري ما كان رسول الله دارياً ويدعوا إلى ما كان إليه داعياً، ودعوته صلى الله عليه وآله كانت إلى الخير والهدى وتبين ما كان يبين عليه السلام من الغي والردى، وإنذار من أدبر عن الله يومئذٍ وأعرض، وإعلام العباد بما حكم الله يومئذٍ وفرض. فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه وفعله ونعته، وقد يزعمون أن للإمام أحواله كلها لا رسالته، فأين صفة أئمتهم وأحوالهم من النبي صلى الله عليه وعلى آله وأحواله؟، وأين ما نرى من أفعال أئمتهم قديماً وحديثاً فيما وصفنا كله من أفعاله!؟، لا أين ، وإن كابروا!!! وأقروا بخلاف ذلك أو لم يقروا، أولا يعلم أنه إذا كان وصيهم غير نذير ولا مذكر بما أمر الله به من التذكير، ولم يكن إلى ما دعاء إليه الرسول عليه السلام داعياً، كان عند من يؤمن بالله واليوم الآخر من الهدى برياً قاصياً، وإذا لم يكن بما كان به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله على من خالفه محتجاً، ولم يكن منهجه عند من يؤمن بالله واليوم الآخر لرسول الله عليه السلام منهجاً. تمَّ كتاب الرد على الرافضة ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد والنبي وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً .

رد: ملف تكفير الشيعة الاثنى عشرية الرافضة / اهل السنة / الزيدية / الاسماعيلية مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51244 تكفير الشيعة الإمامية للبهرة الإسماعيلية من كتبهم http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51243 البهرة... وبراءة الإمام علي! الإسماعيلية http://alsrdaab.com/vb/showthread.ph...614#post366614 البهرة: تذاكر لصلاة العيد... وصكوك الغفران! / الإسماعيلية http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51245

رد: ملف تكفير الشيعة الاثنى عشرية الرافضة / اهل السنة / الزيدية / الاسماعيلية الشيعة الاثنا عشرية و اتهام الامام إسماعيل بشرب النبيذ http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51294 ولاية الفقيه يجوز الكذب و البهتان و قتل الأبرياء و الاضرار http://alsrdaab.com/vb/showthread.ph...E1%D4%ED%DA%C9 تكفير الشيعة لمحمد بن الحنفية http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51278 اخر تعديل العباس بتاريخ 20/03/2010 في 05:34 PM. رد مع اقتباس.

مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون مرجع الشيعة السيستاني عن البهرة الإسماعيلية نصاب نجسون خواطر قلم أنا وأنت... السيستاني والبهرة! محمد العوضي في موقع شبكة السراج في الطريق الى الله وفي صفحة كنز الفتاوى، تتصدر الصفحة من أعلى على اليسار صورة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني، وبجوار الصورة حكمة للإمام جعفر الصادق تقول «ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين». وتحت عنوان مسائل منوعة جاء السؤال التالي: «من هم البهرة أو البهارية الذين يقولون انهم شيعة؟ وهل يجوز السماح لعامل يعمل لدي في المتجر أو الشريك فيه، ان يضع صورة سلطان البهرة أو زعيمهم؟ وتحت عنوان الفتوى، يجيب السيد السيستاني بالتالي نصاً: «البهرة طائفة من الاسماعيلية، يعتقدون بإمامة اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام، مع أنه مات في حياة أبيه، فيقولون: انه لم يمت، ثم اعتقدوا بأئمة بعده الى زماننا هذا، وهم طائفتان: الأغاخانية والبهرة، ولكل منهم إمام في هذا العصر، وهناك منهم من يظهر العداء لسائر الإئمة عليهم السلام، فإن أظهروا فهم نصّاب نجسون، والا فلا يحكم بنجاستهم، ولا تسمح له بوضع صورة امامه، فهذا دعاية للضلال»... هذا نص الفتوى. وعندما نتأمل اجابة السيد السيستاني على السائل، نجدها مركزه رغم اقتضابها الشديد، فالسيد بدأ فتواه بذكر المذهب العام الذي تنحدر منه هذه الطائفة وهي الاسماعيلية، وهو ما أكدناه في المقالين السابقين اذ ان «هذا التوضيح يعين على الفهم واستيعاب الطائفة، وقسمهم قسمين البهرة والأغاخانية وهو التقسيم نفسه في الكتاب الذي أحلتُ عليه في مقالي الأخير وهو دراسة في الفرق في تاريخ المسلمين للدكتور أحمد محمد جلي، وذكر السيد ارتباط هذه الطائفة بأئمة خاصين، ثم ألمح لقضية خطيرة وهي أن منهم من يظهر العداء لسائر الأئمة عليهم السلام أي ابتداءً بعلي بن أبي طالب ثم ابنيه الحسن والحسين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد الجواد ثم علي الهادي ثم الحسن العسكري ثم محمد المهدي، أي ان البهرة أعداء هذه السلسلة المباركة بمن فيهم محمد المهدي الذي له خصوصية عند الاثنى عشرية لا يتفق معهم فيها السنة. وكلمة السيستاني منهم من يظهر العداء للأئمة دليل أن المسألة متأصلة عندهم لدرجة قفزها من الباطن الى الظاهر، وما خفي كان أعظم، ثم حكم عليهم بأنهم (نواصب) اي اعداء لآل البيت، ووصفهم بالنجاسة ورتب على نجاستهم حرمة تعليق صورة إمامهم في المحلات التجارية، ثم علل هذه الحرمة بأن تعليقها دعاية للضلال. وأظن، بل اعتقد جازماً ان جميع العقلاء انا وانت وهو وهي والسيستاني نتبرأ من الضلال، ويكفي عداء آل البيت الأطهار ضلالاً... واذا طبقنا قياس الأولى على فتوى السيستاني فيمكننا القول والاستنتاج بأن من يعتبر تعليق صورة في دكان دعاية لضلال مبين، فإن بناء معبد مملوء بذات الصورة أشد دعاية للضلال، فكيف اذا علمت أن بعض الصور فيها سجود البهرة لائمتهم المقدسين؟! وللحديث بقية. محمد العوضي الاربعاء 24 اكتوبر 2007 http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?Id=3961 .

رد: ما هو رأيكم في شيخ الاسلام (ابن تيميه الحراني) وموققه من أهل بيت النبي ص

رد: ما هو رأيكم في شيخ الاسلام (ابن تيميه الحراني) وموققه من أهل بيت النبي ص

[ فضيحة ] رواية معتبرة : وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا ! الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه : قبل قرأءة الرواية أرجوا ان تحضر كوبا من الشاي مع النعناع الحساوي ثم تأخذ نفس عميق بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 - ص 157 - 16129 - رجال الكشي : حمدويه عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود عن محمد بن نصير محمد بن عيسى عن صفوان عن أبي الحسن عليه السلام قال صفوان : أدخلت عليه إبراهيم و إسماعيل ابني أبي سمال فسلما عليه وأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر وسألاه عن أبي الحسن فخبرهما أنه قد توفي ، قالا : فأوصى ؟ قال : نعم ، قالا : إليك ؟ قال : نعم ، قالا : وصية مفردة ؟ قال نعم ، قالا : فان الناس قد اختلفوا علينا ، فنحن ندين الله بطاعة أبي الحسن عليه السلام إن كان حيا فإنه كان إمامنا وإن كان مات فوصيه الذي أوصى إليه إمامنا ، فما حال من كان هذا حاله ؟ مؤمن هو ؟ قال : نعم ، قد جاءكم أنه " من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية " قال : وهو كافر قالا : فلم تكفره قالا : فما حاله ؟ قال : أتريدون أن أضللكم ؟ قالا : فبأي شئ نستدل على أهل الأرض ؟ قال : كان جعفر عليه السلام يقول : تأتي المدينة فتقول : إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون : إلى فلان ، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار دار الامر ، قالا : فالسلاح من يعرفه ؟ ثم قالا : جعلنا الله فداك ، فأخبرنا بشئ نستدل به ، فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن عليه السلام يريد أن يسأله عن الشئ فيبتدي به ، ويأتي أبا عبد الله عليه السلام فيبتدي به قبل إن يسأله ، قال : فهكذا كنتم تطلبون من جعفر وأبي الحسن عليه السلام . قال له إبراهيم : جعفر عليه السلام لم ندركه وقد مات والشيعة مجتمعون عليه وعلى أبي الحسن عليه السلام وهم اليوم مختلفون ، قال : ما كانوا مجتمعين عليه ، كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا فيقولون : هو أجود . قالوا إسماعيل لم يكن أدخله في الوصية ، فقال : قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان إماما ، فقال له إسماعيل بن أبي سمال هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا - واستقصى يمينه - ما سرني أني زعمت أنك لست هكذا ولي ما طلعت عليه الشمس - أو قال : الدنيا بما فيها - وقد أخبرناك بحالنا ، فقال له إبراهيم : قد أخبرناك بحالنا فما كان حال من كان هكذا ؟ مسلم هو ؟ قال : أمسك ، فسكت . بيان : لا يخفى تشويش الخبر واضطرابه والنسخ فيه مختلفة ، ففي بعضها هكذا : " قال : نعم قد جاءكم أنه من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، قال : وهو كافر ، قالا : فلم تكفره قالا : فما حاله ؟ قال : أتريدون أن أضل لكم " وفي بعضها : قال : نعم ، قالا : قد جاء منكم - إلى قوله : قال : وكافر هو ؟ قالا : فلم لم نكفره ؟ قال : فما حاله ؟ قالا : أتريدون أن أضللكم " وفي بعضها : قال : نعم قد جاءكم إلى قوله : - قالا إنه كافر هو ، قال : فلم نكفره ، قالا : فما حاله ؟ قال : أتريدون أن أضللكم " . فعلى الأول يمكن حمله على أن المراد بقوله : نعم اني أجيبك ، ثم أجاب بما يدل على عدم إيمانه ، ثم سألا عن سبب التكفير فلما لم يجبهما استأنفا السؤال فقال عليه السلام : أتريدون أن أضللكم وأجيبكم بخلاف ما أعلم . وعلى الثانية فالمعنى أنه أجاب بأنه مؤمن ، فاعترضا عليه بأن الحديث المشهور يدل على كفر من هذا حاله . فأجاب عليه السلام على الاستفهام الانكاري وأنه كافر هو ؟ أي ميتة الجاهلية أعم من الكفر ببعض معانيه ، فاعترضا بأنا لم لم نكفره مع موته على الجاهلية ؟ ثم أعاد السؤال عن حاله فأجاب بقوله : أتريدون أن أضللكم ، أي أنسبكم إلى الكفر والضلال فإن هذا حالكم . وعلى الثالثة أجاب عليه السلام بالاجمال لمصلحة الحال فحكم أولا بايمانهم يبعض المعاني للايمان ، ثم روى ما يدل على كفرهم فأراد أن يصرح بالكفر ، فأجاب عليه السلام بأنا لم نكفره بل روينا خبرا . ثم قالا : فما حاله ؟ فأجاب عليه السلام بأنكم مع إصراركم على مذهبكم إن حكمت بكفركم يصير سببا لزيادة ضلالكم وإنكاركم لي رأسا فلا أريد أن أضلكم ، ومع تشبيك النسخ وضم بعضها مع بعض يحصل احتمالات أخرى لا يخفى توجيهها على من تأمل فيما ذكرنا . ثم قالا : فبأي علامة نستدل على أهل الأرض أنك إمام أو على أحد منهم أنه إمام ؟ فلما أجاب عليه السلام بالوصية والسلاح قالا : لا نعرف السلاح اليوم عند من هو ، ثم سألا عن الدلالة واعترفا بأن العلم أو الاخبار بالضمير دليل الامام ، فلما اعترفا بذلك ألزمهما عليه السلام بأنكم كنتم تأتون الامامين وتسألون عنهما كما تأتونني وتسألون عني فلم لا تقبلون مني مع أنكم تشهدون العلامة ؟ . أو كنتما تنازعانهما مع وضوح الكفر أو المعنى انكم كنتم تسألون منه العلامة وتجادلونه مثل ذلك ثم بعد المعرفة رأيتم العلامة . أو هو على الاستفهام الانكاري أي أكنتم تطلبون العلامة منهما على وجه المجادلة و الانكار ، أي لم يكن كذلك بل أتاهما الناس على وجه القبول والاذعان وطلب الحق فرأوا العلامة ، فرجعا عن قولهما وتمسكا بالاجماع على الامامين عليهما السلام والاختلاف فيه عليه السلام . فأجاب عليه السلام بأن مشايخكم وكبراءكم كانوا مختلفين في الكاظم عليه السلام كما اختلفوا في ، إذ جماعة منهم قالوا بامامة إسماعيل مع أنه كان يشرب النبيذ ، وكانوا يقولون : إن إسماعيل أجود من موسى عليه السلام أو القول به أجود من القول بموسى عليه السلام ( ) فقالا : الامر في إسماعيل كان واضحا لأنه لم يكن داخلا في الوصية ، وإنما لم يتمسكوا بظهور موته لان هذا كان يبطل مذهبهم ، لان موت الكاظم عليه السلام أيضا كان ظاهرا ، ولعله عليه السلام لهذا تعرض لإسماعيل للرد عليهم دون عبد الله ، لان قصته كانت شبيهة بهذه القصة إذ جماعة منهم كانوا يقولون بغيبة إسماعيل وعدم موته . فأجاب عليه السلام بأن الشبهة كانت فيه أيضا قائمة وإن لم يكن داخلا في الوصية لأنه كان داخلا في كتاب الصدقات التي أوقفها الصادق عليه السلام ، أو كتاب الصدقات جمع كاتب . وكان إماما ، أي وكان الناس يأتمون به في الصلاة ، أو كان الناس يزعمون أنه إمام قبل موته لأنه كان أكبر وقد اشتهر فيه البداء ، ويحتمل أن يكون حالا عن فاعل أدخله لكنه بعيد . قوله : الكذا والكذا ، أي غلظ في اليمين بغير ما ذكر من الأسماء العظام كالضار النافع المهلك المدرك ، وحاصل يمينه اني لا يسرني أن تكون لي الدنيا و ما فيها ولا تكون إماما ، أي اني أحب بالطبع إمامتك لكني متحير في الامر ثم أخبره أخوه بمثله وأعاد السؤال الأول فأمره عليه السلام بالسكوت ، ويحتمل أن يكون أمسك فعلا . والمشيخة بفتح الميم والياء وسكون الشين وبكسر الشين وسكون الياء جمع الشيخ . أهــ إذا : نص الرواية : [ وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا فيقولون : هو أجود ] تعليق المجلسي : [ فأجاب عليه السلام بأن مشايخكم وكبراءكم كانوا مختلفين في الكاظم عليه السلام كما اختلفوا في ، إذ جماعة منهم قالوا بامامة إسماعيل مع أنه كان يشرب النبيذ ، وكانوا يقولون : إن إسماعيل أجود من موسى عليه السلام أو القول به أجود من القول بموسى عليه السلام ] 1- مشـــــــــــــــــــــــــــايخكم 2- كبـــــــــــــــــــــــــــراؤكم !! تأمل لم يقل ( العوام ) أو ( طلبة علم ) بل ذكر أقصى المراتب العلمية التي قد يحصل عليها ! ( كبراؤكم ) أقول : سبق أن وضعنا موضوعا بعنوان : [ إعتراف خطير ومحرج ] جـل ( رواة ) الأئمة و ( شيعـــتهم ) لم يكونوا يعتقدوا بعصمتهم ! تكلمنا فيه عن ( جــــــــــــــــــل ) رواة الأئمة وشيعتهم , واليوم نقرأ وإياكم قوله ( مشايخكم ) و ( كبراؤكم ) ! مشيخة وكبرأء من ؟! الواقفة ؟! أو غيرهم لا يهم . . قبل ان يكونوا كذلك على الفرض ماذا كانوا ؟! المطلب الذي نريد تقريره هنا , أن هذا الكم الهائل من رواة الأئمة وشيعتهم بعد ان لم يكونوا يعتقدوا العصمة فيهم , ها نحن الآن نرى داخل الوسط الشيعي الإمامي وأيضا من داخل كبرائهم ومشائخهم الإعتقاد في إسماعيل !! هذا يجعلنا نتأمل أكثر وأكثر ونستخلص عدة ملاحظات : 1- تهافت فرضية النص على الأئمة بأسمائهم ! لهذا الدليل وغيره من الأدلة الكثيرة كالحيرة وتصريح المحقق الرجالي بهبودي مما لا نريد ان نطيل على القارئ الكريم . 2- كيف وقع الشيعة الإمامية من ( الكبراء ) و ( المشائخ ) بهذا المأزق وغيره من المآزق كميل فقهاء العصابة وعامتهم إلى الفطحية !! ثم يأتي من يتخرص ويقول ( تواتر الروايات على الأئمة ) ( تواتر الروايات على العصمة ) ( تواتر وتواتر ) ويستخف قومه ويطيعوه !! وهذا قطعا مصادمة للواقع عند كل شيعي عاقل منصف متحرر من التعصب والتقليد . 3- طوق النجاة المسمى بـ ( البداء ) المنقذ والمخلص الوحيد للقوم في قضية الإمامة !! وهناك رواية خطيرة جدا في البداء عن اسماعيل وغيره سنأتي بها في وقتها ! 4- تصريح المجلسي وتفسيره الرواية بشرب ( النبيذ ) ! ويظهر هنا أنه من النوع المسكر بدليل تهكم الإمام وتشنيعه ! وبهذا تخرس الألسن التي كانت تتطاول على أسيادها وتاج رأسها من أهل السنة – أدام الله في معارج العز ارتقاؤهم – وسياتي موضوع يفصله , مع العلم أنهم يقولون عنه وهم يرونه يشرب , ( دقق ) وهم يرونه , بمعنى أنه لم يكن يتستر بل كان الامر امام القوم !! ومع هذا يقولون هو : أجود ! ياللحسرة . وهناك فوائد كثيرة جدا يمكن ان يستنتجها القارئ فلا يبخل علينا ويدونها حتى تضاف إلى الفوائد الواثقية ! ملاحظة : وأما من يريد التمسك بالقشة راميا بكلام المجلسي في تعليقه على الرواية محاولة التعلق بكلام الخوئي على الرواية فهاكم الموضوع الخاص به : [ تناقض الخوئي او كذبه في تضعيف روايه ذامه في العادل التقي الذي تصدر منه المعاصي ] http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=89988 رد: ما هو رأيكم في شيخ الاسلام (ابن تيميه الحراني) وموققه من أهل بيت النبي ص موقف ابن تيمية رحمه الله مثل موقف اي مسلم وكما يجب ان يكون موقف كل مسلم محب لهم ومتقرب الى الله بذلك وهو من علماء اهل السنة والجماعة وعلماء اهل السنة مجتمعون على حب اهل البيت ولو كان غير ذلك لما استحق ان يكون من اهل السنة فضلا عن ان يكون من علمائهم ولو انك طعنت في هذا الولاء لما اجبتك بل طالبتك بالاثبات لكن بما انك تسأل فاليك الاجابة من كتب الشيخ رحمه الله تعالى بس يرحم لي والديك ركز وفتح مخك قال رحمه الله: [ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا انك رءوف رحيم) الحشر (10). وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ). ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل - وهو صلح الحديبية - على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر - وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر -: ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة -.ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة. ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع على تقديم عثمان في البيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي - رضي الله عنهما - بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما - أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، و ربعوا بعلي، وقدم قوم علياً، وتوقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد هؤلاء فهو أضل من حمار أهله ((العقيدة الواسطية )) ويقول فضل عليّ وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ، ولله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يُعلم صدقه ].(3) ومن ذلك قوله رحمه الله : [ وأما كون عليّ وغيره مولى كل مؤمن ، فهو وصف ثابت لعليّ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مماته، وبعد ممات عليّ، فعلي اليوم مولى كل مؤمن ، وليس اليوم متولياً على الناس، وكذلك سائر المؤمنين بعضهم أولياء بعض أحياءً وأمواتاً ].(4) ومن ذلك قوله رحمه الله : [ وأما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله ويحبه الله ].(5) ومن ذلك قوله رحمه الله ـ : [لا ريب أن موالاة علي واجبة على كل مؤمن، كما يجب على كل مؤمن موالاة أمثاله من المؤمنين ]. (6) ومن ذلك قوله ـ رحمه الله ـ : وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله ومناقبه، وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، وهم ينكرون على من سبَّه، وكارهون لذلك، وما جرى من التسابّ والتلاعن بين العسكرين، من جنس ما جرى من القتال، وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهة لأن يُتعرض له بقتال أو سب . بل هم كلهم متفقون على أنه أجلّ قدراً، وأحق بالإمامة، وأفضل عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من معاوية وأبيه وأخيه الذي كان خيراً منه، وعليّ أفضل من الذين اسلموا عام الفتح وفي هؤلاء خلق كثير افضل من معاوية أهل الشجرة افضل من هؤلاء كلهم ، وعليّ أفضل جمهور الذين بايعوا تحت الشجرة، بل هو أفضل منهم كلهم إلا ثلاثة، فليس في أهل السنة من يقدم عليه أحداً غير الثلاثة، بل يفضلونه على جمهور أهل بدر وأهل بيعة الرضوان، وعلى السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار ].(7) ويقول - رحمه الله - مبيناً شجاعة علي - رضي الله عنه - : [لا ريب أن علياً رضي الله عنه كان من شجعان الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده، ومن كبار السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وممن قاتل بسيفه عدداً من الكفار ].(8) ومن ذلك قوله: [ وأما زهد عليّ رضي الله عنه في المال فلا ريب فيه، لكن الشأن أنه كان أزهد من أبي بكر وعمر ].(9) ومن ذلك قوله: [ نحن نعلم أن علياً كان أتقى لله من أن يتعمد الكذب، كما أن أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم كانوا أتقى لله من أن يتعمدوا للكذب ].(10) … ومن ذلك أنه - رحمه الله - يرى أن الذين لم يقاتلوا علياً - رضي الله عنه - هم أحب إلى أهل السنة ممن قاتله، وأن أهل السنة يدافعون عنه بقوة أمام اتهامات النواصب والخوارج، يقول: [ وأيضاً فأهل السنة يحبون الذين لم يقاتلوا علياً أعظم مما يحبون من قاتله، ويفضلون من لم يقاتله على من قاتله كسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم. فهؤلاء أفضل من الذين قاتلوا علياً عند أهل السنة. والحب لعليّ وترك قتاله خير بإجماع أهل السنة من بغضه وقتاله، وهم متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب، ولكن لكل مقام مقال ].(11) ومن ذلك أنه يُفَضِّل الصحابة الذين كانوا مع علي على الصحابة الذين كانوا مع معاوية - رضي الله عنهم أجمعين - يقول: [ معلوم أن الذين كانوا مع علي من الصحابة مثل: عمار وسهل بن حنيف ونحوهما كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية ].(12) أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في قتلة الحسين عليه السلام قال - رحمه الله -: [ وأما جواز الدعاء للرجل وعليه فبسط هذه المسألة في الجنائز، فإن موتى المسلمين يُصلى عليهم بَرهم وفاجرهم، وإن لُعِنَ الفاجر مع ذلك بعينه أو بنوعه، لكن الحال الأولى أوسط واعدل، وبذلك أحببت مُقدم المغل بولاي؛ لما قدموا دمشق في الفتة الكبيرة، وجرت بيني وبينه وبين غيره مخاطبات؛ فسألني فيما سألني: ما تقولون في يزيد؟ فقلت: لا نسبه ولا نحبه، فإنه لم يكن رجلاً صالحاً فنحبه، ونحن لا نسب أحداً من المسلمين بعينه. فقال: أفلا تلعنونه؟ أما كان ظالماً؟ أما قتل الحسين؟ فقلت له: نحن إذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله: نقول كما قال الله في القرآن: ( ألا لعنة الله على الظالمين ) هود ( 18) . ولا نحب أن نلعن أحداً بعينه؛ وقد لعنه قوم من العلماء؛ وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد، لكن ذلك القول أحب إلينا وأحسن. وأما من قَتَلَ ( الحسين ) أو أعان على قتله، أو رضي بذلك: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. قال: فما تحبون أهل البيت؟ قلت: محبتهم عندنا فرضٌ واجب، يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يُدعى خمّاً، بين مكة والمدينة فقال: ( أيها الناس! إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله ) فذكر كتاب الله وحض عليه، ثم قال: ( وعترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ) . قلت لمقدم: ونحن نقول في صلاتنا كل يوم: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ). قال مقدم: فمن يُبغض أهل البيت؟ قلت: من أبغضهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. ثم قلت: للوزير المغولي: لأي شيء قال عن يزيد، وهذا تترىٌ؟ قال: قد قالوا له إن أهل دمشق نواصب. قلت بصوتٍ عالٍ: يكذب الذي قال هذا، ومن قال هذا: فعليه لعنة الله، والله ما في أهل دمشق نواصب، وما علمت فيهم ناصبياً، ولو تنقص أحداً علياً بدمشق لقام المسلمون عليه؛ لكن كان قديماً - لما كان بنو أمية ولاة البلاد - بعضُ بني أمية ينصب العداوة لعلي ويسبه، وأما اليوم فما بقي من أولئك أحداً ].(14) مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والجماعة قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية : ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: ( أذكركم الله في أهل بيتي ).(15) وقال أيضاً للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ).(16) وقال: ( إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ).(17) قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - في شرح كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - الشرح : بين الشيخ - رحمه الله - في هذا مكانة اهل البيت عند اهل السنة والجماعة وانهم يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنوا الحارث بن عبدالمطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من اهل بيته كما قال تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ) الأحزاب : 33 ) فأهل السنة يحبونهم ويحترمونهم ويكرمونهم لان ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولان الله ورسوله قد أمرا بذلك قال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) الشورى : 23 ) وجاءت نصوص السنة بذلك - منها ما ذكره الشيخ - وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وبنيه - أما من خالف السنة ولم يستقم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من اهل البيت . الخ .............. جمعها الاخ علي القضيبي شيعي سابقا http://www.uqu.edu.sa/page/ar/97536 لأنعمنك عينا كنت انتظر الاشارة : يقول ابن تيميه في منهاجه : (..أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون و لم يكن كذلك علي (يعني الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب) فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه ..) يقول ابن تيميه ولم يذكر المصادر بهذا القول بأن (كثير من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه) التناقض الذي وقع فيه ابن تيميه :- - يقول أن عامة الصحابة والتابعين يودون أبو بكر وعمر وهذا يعني بأن كثير من الصحابة فكلمة (عامة) تعني الكثرة - وفي السطر الثاني يقول في الخليفة الرابع عند أهل السنة وهو علي عليه السلام بأن (كثير) من الصحابة والتابعين (يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه) التناقض الاول :- كيف أن عامة الصحابة (يعني الكثرة) يودون أبو بكر وعمر وفي نفس الوقت كثير من الصحابة وهذا يعني (عامة) فلا فرق بين الاكثريه والعامة منهم الا إذا صنف الصحابة التابعين الى فرقتين فرقة تود ابي بكر وعمر وفرقة تبغض وتكره وتقاتل علي وكلا الفرقتين تختلف عن الأخرى . أو أنه يقصد بأن نفس الصحابة التي تود ابي بكر وعمر هم أنفسهم يكرهون ويسبون ويقاتلون علي ع الخليفة الرابع لأنهم هم الاكثريه والعامة من الصحابة والتابعين التناقض الثاني :- يوجد حديث شهير عندكم ترددونه وقد حسنه الالباني على ما أضن ما نصه :- (من سب أصحابي لعنه الله والملائكة والناس أجمعون ) و (من سب أحدا من أصحابي فعليه لعنة الله) السؤال :- ما هو مصير عامة الصحابة والتابعين الذي ذكر نصه ابن تيميه في من يصب الصحابي والخليفة الرابع علي ابن ابي طالب !! إذا ما طبقنا الحديث على قول ابن تيميه المطب الكبير الذي وقع فيه ابن تيميه بأن حكم على عامة الصحابة والتابعين الذي سبوا علي وكانوا يبغضونه ويقاتلونه فهل تشملهم اللعنه حسب نص الحديث وبما صرح به ابن تيميه ؟؟؟ هذا الا اذا كان ابن تيميه لا يعتبر علي ابن ابي طالب من الصحابة فهذا قول آخر والحمد لله يقول في تلك الفقرة وانا اركز عليها بأن حب الخليفة الرابع عندكم خير بالاجماع من بغضه وقتاله ولكن هذا يناقض قوله الذي وضعته في منهاج السنةاعيدها : يقول ابن تيميه في منهاج السنة : (..أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون و لم يكن كذلك علي (يعني الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب) فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه ..) أرجوا أن تحلي هذه المعضلة وهذا التناقض من اقوال ابن تيمية رد: ما هو رأيكم في شيخ الاسلام (ابن تيميه الحراني) وموققه من أهل بيت النبي ص هذا جواب الشيخ كاملا بنص كلام علامتكم فصل البرهان الثاني عشر فصل. قال الرافضي: البرهان الثاني عشر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} روى الحافظ أبو نعيم الاصبهاني بإسناده إلى ابن عباس قال نزلت في علي والو د محبة في القلوب المؤمنة وفي تفسير الثعلبي عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا لعلي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} ولم يثبت لغيره ذلك فيكون هو الإمام. والجواب من وجوه: أحدها: انه لا بد من إقأمةالدليل على صحة المنقول إلا فالاستدلال بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق وهو من القول بلا علم ومن قفوالإنسان بما ليس له به علم ومن المحاجة بغير علم والعزوالمذكور لا يفيد الثبوت باتفاق أهل السنة والشيعة. قلت وهذا الوجة فى اجوبة الشيخ في الاغلب مكرر ولكم ان تسالوا ما الذي حداة لذلك قال الوجه الثاني: أن هذين الحديثين من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث قلت المطلوب اثبات خلاف ذلك الثالث: أن قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} عام في جميع المؤمنين فلا يجوز تخصيصها بعلي بل هي متناولة لعلي وغيره والدليل عليه أن الحسن والحسين وغيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم الشيعة داخلون في الآية فعلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها بعلي. وأما قوله: ولم يثبت مثل ذلك لغيره من الصحابة فممنوع كما تقدم فانهم خير القرون فالذين آمنوا وعملوا الصالحات فيهم أفضل منهم في سائر القرون وهم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة إليه. قلت هنا انكشف عوار شيخك قال (الرابع: أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودا وهذا وعد منه صادق. ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر وعمر فان عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما وكانوا خير القرون ولم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلو نه وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما قد ابغضهما وسبهما الرافضة والنصيرية والغالية والإسماعيلية لكن معلوم أن الذين احبوا دينك أفضل وأكثر وأن الذين ابغضوهما ابعد عن الإسلام واقل بخلاف علي فان الذين ابغضوه وقاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر وعمر بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين فشيعة علي الذين يحبونه ويبغضون عثمان انقص منهم علما ودينا وأكثر جهلا وظلما فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم وإذا قيل علي قد ادعيت فيه الاهية والنبوة قيل قد كفرته الخوارج كلها وأبغضته المر وانية وهؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية) انتهى علق سالم الخراشي في كتابة بن تيمية لم يكن ناصبيا(يرد شيخ الإسلام هنا على زعم الرافضة بأن آية : ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت سيجعل لهم الرحمن ودا ) نزلت في علي رضي الله عنه ، وأن ألله قد جعل لـه في قلوب المؤمنين مودة فبين شيخ الإسلام بأن هذا من أكاذيب الرافضة وأن المودة التي كانت للخلفاء الثلاثة أكثر من المودة التي كانت لـه في قلوب المؤمنين ، حيث خالفه ونازعه أناس مؤمنون ، بخلاف غيره فإن الذين أبغضوهم كانوا أبعد عن الإسلام من الأولين وتقرير الحقائق ليس فيه أي تنقص لعلي ، لأن الهدف دفع فرية الرافضة على غيره من أجلاء الصحابة ) التوقيع من رباعيات الكليني: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن ممن ينتحل هذا الامر ليكذب حتى أن الشيطان ليحتاج إلى كذبه. أما موقف شيخ الإسلام رحمه الله تعالى من أهل البيت فهو معروف ,, فإليكَ البيان في موقف شيخ الأمة والإسلام من أهل بيت نبينا العدنان فهل تنصوفنه ,, ؟؟ http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...CA%ED%E3%ED%E5 http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...CA%ED%E3%ED%E5 http://forum.roro44.com/182898.html http://www.aljazeeratalk.net/forum/s...ead.php?t=6806 http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=202856 أعتقد أن هذه الروابط كلها تكفي يا زميلي العزيز المنصف فهل تتأمل ,, .