"الحياة شعلة إمّا أن نحترق بنارها، أو نطفئها ونعيش في ظلام"

Wednesday, 9 August 2017

مذهب أهل السنة في الصحابة وإمامة أبي بكر الصديق

مذهب أهل السنة في الصحابة وإمامة أبي بكر الصديق

ما هو الدليل الذي يجعلك تقول بأن الإمام علي (عليه السلام) لم يكن ليصبح القائد بعد النبي محمد (عليه السلام) ؟. الحمد لله أولاً : من أصول أهل السنة والجماعة ، سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سلامة القلب من البغض والغل والحقد والكراهة ، وسلامة ألسنتهم من كل قولٍ لا يليق بهم ؛ لقول الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم } سورة الحشر/10 . وطاعةً للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفسي بيده ؛ لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مدُّ أحدهم ولا نصيفه " رواه البخاري ( 3673 ) ومسلم ( 2541 ) . ومن أصول أهل السنة قبول ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح ـ وهو صلح الحديبية ـ وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل ، لقول الله تعالى : { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} سورة الحديد/10 . ويقدمون المهاجرين على الأنصار ؛ لقول الله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة التوبة/100 . فقدم المهاجرين على الأنصار . ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر ـ وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر ـ : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " رواه البخاري ( 3007 ) ومسلم ( 2494 ) من حديث علي بن أبي طالب. ويؤمنون بأنه لا يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة ؛ كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانوا أكثر من ألف وأربع مئة ؛ لقول الله تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } الفتح/18 . ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها " رواه مسلم ( 2496 ) فكان من جملة المبايعين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين . ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة ، وثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ " رواه أبو داود ( 4649 ) والترمذي ( 3747 ) وصححه الألباني . ويُقرون بما تواتر به النقل عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر ثم عمر . فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لأَبِي ( علي ابن أبي طالب ) أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " رواه البخاري ( 3671 ) ، ويُثلثون بعثمان ، ويربعون بعلي ، رضي الله عنهم . أنظر الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية مع شرحها . ثانياً : ومن مذهب اهل السنة أن أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه . وإليك الأدلة على إمامة أبي بكر رضي الله عنه : 1ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ قَالَتْ أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ " رواه البخاري (3659 ) . 2ـ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ " رواه الترمذي (3805) وصححه الألباني . 3ـ عنَ ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنْ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " رواه البخاري (3676) قال ابن حجر في شرح هذا الحديث : " قَوْله : ( بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْر ) أَيْ فِي الْمَنَام. قَوْله : ( أَنْزِع مِنْهَا ) أَيْ أَمْلأ الْمَاء بِالدَّلْوِ . قَوْله : ( فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ ) الذنوب : الدَّلْو الْكَبِيرَة إِذَا كَانَ فِيهَا الْمَاء , وَالَّذِي يَظْهَر لِي أَنَّ ذَلِكَ إِشَارَة إِلَى مَا فُتِحَ فِي زَمَانه مِنْ الْفُتُوح الْكِبَار وَهِيَ ثَلاثَة , وَلِذَلِكَ لَمْ يَتَعَرَّض فِي ذِكْر عُمَر إِلَى عَدَد مَا نَزَعَهُ مِنْ الدِّلاء وَإِنَّمَا وَصَفَ نَزْعه بِالْعَظَمَةِ إِشَارَة إِلَى كَثْرَة مَا وَقَعَ فِي خِلافَته مِنْ الْفُتُوحَات وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيّ تَفْسِير هَذَا الْحَدِيث فِي " الأُمّ " فَقَالَ بَعْد أَنْ سَاقَهُ : وَمَعْنَى قَوْله : " وَفِي نَزْعه ضَعْف " قِصَر مُدَّته وَعَجَلَة مَوْته وَشُغْله بِالْحَرْبِ لأَهْلِ الرِّدَّةِ عَنْ الافْتِتَاح وَالازْدِيَاد الَّذِي بَلَغَهُ عُمَر فِي طُول مُدَّته , اِنْتَهَى . قَوْله : ( وَاَللَّه يَغْفِر لَهُ ) قَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا دُعَاء مِنْ الْمُتَكَلِّم , أَيْ أَنَّهُ لا مَفْهُوم لَهُ . وَقَالَ غَيْره : فِيهِ إِشَارَة إِلَى قُرْب وَفَاة أَبِي بَكْر , وَهُوَ نَظِير قَوْله تَعَالَى لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلام ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) فَإِنَّهَا إِشَارَة إِلَى قُرْب وَفَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ قِلَّة الْفُتُوح فِي زَمَانه لا صُنْع لَهُ فِيهِ , لأَنَّ سَبَبه قِصَر مُدَّته , فَمَعْنَى الْمَغْفِرَة لَهُ رَفْع الْمَلامَة عَنْهُ . قَوْله : ( فَاسْتَحَالَتْ فِي يَده غَرْبًا ) أَيْ دَلْوًا عَظِيمَة . قَوْله : ( فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا ) وَالْمُرَاد بِهِ كُلّ شَيْء بَلَغَ النِّهَايَة , قَوْله ( فَرِيَّهُ ) وَمَعْنَاهُ يَعْمَل عَمَله الْبَالِغ . " 4ـ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُون َ إِلا أَبَا بَكْرٍ " رواه مسلم (2387) . 5- أنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته عين أبا بكر الصديق إماماً للمسلمين في الصلاة ولم يرض بغيره بدلاً منه فكان استخلافه في الإمامة الصغرى تنبيهاً على استخلافه في الإمامة الكبرى . والله أعلم. الشيخ محمد صالح المنجد
المبشرون النصارى :اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي هذه كلمة أوجِّهها إلى المبشرين، وخاصة الأجانب، الذين يعملون في البلاد الإسلامية: "أيها المبشِّرون، ارفعوا أيديَكم عن المسلمين! أَولى بكم أن تحملوا أمتعتَكم وصحائفكم وتعودوا بها إلى بلادكم؛ فلم تعُد مثلُ بضاعتكم هذه صالحةً للترويج والبَيع بين المسلمين، إنكم تَعلمون أكثر من غيركم ما آلت إليه المسيحيَّة عقيدة وأخلاقًا، بل ومَظهرًا؛ فلم يعد يبقى منها - تقريبًا - سوى اسمها. فالأولى بمن تصدَّع بيته أن يُقيم بناءه أولاً، ويُصلح ما فسَد منه، قبل أن يَخرج إلى العالم يدعوه - كما تزعمون - إلى الخَلاص والإيمان! أولى بكم أن تتَّفقوا على عقيدة مسيحية واحدة، تقوم على الإيمان بالإله الواحد الأحد الذي كان آخرَ وحيٍ أنزل إلى موسى قولُه: "حيٌّ أنا إلى الأبد"؛ (تثنية 32: 40)، ولقد ألزمَكم المسيح بعقيدة موسى كما التزم هو بها، وسجَّل ذلك كتَبةُ الأناجيل، وما من سبيل لإزالة الشِّقاق بين فِرَقكم وشِيَعكم المختلفة إلا هذا: الإيمان بالإله الواحد الحيِّ الذي لا يموت، ثم الكف عن الخلط بين الله وبين المسيح كما قال بعض علمائكم، وجاء ذِكره في أول هذا الحديث، عندئذٍ - فقط - يمكن القول بأن المسيحية عقيدةٌ تؤمن بالله الواحد. أما وإن الحال على ما أنتم عليه حيث: "يَكفُر بعضُكم ببعض، ويلعن بعضُكم بعضًا" على مرِّ السنين والأيام؛ فإن عمَلكم بين المسلمين لردِّهم عن عبادة الله الواحد الأحد ودعوتهم إلى الأقانيم التي اقتحمت مسيحية المسيح الحقة الفاضلة بعد أن تسلَّلت إليها أقنومًا أقنومًا عبر تلك المجامع المختلفة والمتعاقبة - فإن هذا الوضع يذكِّرني بقول المسيح في الإنجيل: "ويلٌ لكم أيها الكتَبة والفريسيون المراؤون؛ لأنكم تطوفون البحر والبرَّ لتكسبوا دخيلاً واحدًا، ومتى حصل تصنعونه ابنًا لجهنم أكثر منكم مضاعفًا". وإن دعوتكم المسلمين إلى المسيحية لَتذكِّرني بموقف الملأ من قوم فرعون، وذلك المؤمنِ بينهم الذي كان يَكتم إيمانَه؛ فلقد أخرسَهم بحجته القويَّة قائلاً: ﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 41 - 45]. أيها المبشِّرون، لقد انكشفَت خُططكم لتنصير المسلمين، وافتضَحَت أساليبكم للعمل بينهم، وإذا كان رِقُّ الجسد شيئًا بغيضًا، فإن رِقَّ الروح أشدُّ بُغضًا وأكبرُ مَقتًا؛ إنكم تمارسون رقَّ الروح حين تقدِّمون مساعدتَكم المادية لفقراء المسلمين متمثِّلة في حفنة من الأرز - كما تفعلون في إندونيسيا - وذلك بشرط قَبولهم للمسيحية التي تَفرضونها عليهم! سبحان الله! لقد قَتلتم بهذا أول حقوق الإنسان إذ حرَمتموه حريَّة الاختيار. وأيُّ رق أفظع من هذا؟! ولقد بلغ الهوس ببعضكم أن قال منذ أكثر من 70 عامًا - حين كان الاستعمار القديم جاثمًا على صدر العالم الإسلاميِّ كله -: إن الواجب على الهيئات التبشيرية أن تنتهي من تنصير المسلمين في مدى 25 عامًا. والحمد لله، لقد انقضت نحوُ ثلاثة أمثال تلك المدَّة، وبقي الإسلام قويًّا صامدًا، بل إن السنوات الأخيرةَ قد شهدت - بفضل الله وحده - تحوُّلَ الكثير من الأوربيين والأمريكيين إلى الإسلام بسهولة، وعن اقتناع ورِضًا؛ وذلك بعد أن احتكُّوا بالعالم الإسلامي، وعرفوا شيئًا عن ذلك الدين الذي حرَصتم دائمًا على تشويهه بكلِّ ما أوتيتم من قوة. نعم، لقد كان همُّكم - كما قال برنارد شو - هو تدريبَ المسيحيين على كراهية محمَّد والقرآنِ والإسلام. ولقد انتهَزتم كل خطأ أو تصرف أحمقَ يَصدُر عن بعض مَن في العالم الإسلامي؛ سواء كانوا أفرادًا أو جماعات؛ لتقولوا: هذا هو الإسلام، رغم أنكم أول من يعلم كذِبَ هذا القول؛ لأن الإسلام شيء، والمسلمين وسلوكَهم وما هم عليه من ضَعف الآن شيءٌ آخر بعيدٌ عن الإسلام. إنكم تعلمون يقينًا أن هناك حضارةً إسلامية قامت على نصوص القرآن وتعاليم النبي وروح الإسلام، التي تدعو إلى العلم وتحرير الفكر والنظر في الكون، فانتشرَت المدارس وحلقات العلم، ونبغ العلماء في شتى فروعه؛ مثل: الطب والفلك والرِّياضيات والطبيعيات والكيمياء والصيدلة. ولا يَزال إدخالُ الصفر في الحساب واكتشاف خاصية اللوغاريتم - الذي لا يزال اسمه يشير إلى مصدره الإسلامي، وهو الخوارزمي - من أعظم الإنجازات في عالم الرِّياضيات، كما اعتَرف بذلك أولو الفضل والعلم من الأوربيين والأمريكيين. هذا على حين أنَّ الحضارة الغربية الحديثة لم تقُم لها قائمة إلا بعد أن تحرَّرت من سلطان الكنيسة - التي أحرقَت العلماء، ومنهم برونو؛ لا لشيء إلا لأنه قال: إن الأرض كروية - ثم أخذَت علوم المسلمين، واهتدت بأساليبهم في البحث والتجريب، ومن ثَم كانت هذه النهضة الأوربية الحديثة. ولا أريد أن أذكِّركم أنه بينما كانت الحضارة الإسلامية تتألق في عصر هارونَ الرشيد، كان معاصره شارلمان - سيد أوربا - مشغولاً بتَنصير الوثنيين الأوربيين بحد السيف، ويكفي أن أذكُر ما تقوله وثائقكم التبشيرية من أنَّه قتَل في يوم واحد 4500 وثنيًّا رفضوا التَّعميد والتحول للنصرانيَّة، وكانت المعاهدات بينه وبينهم تَقضي بالتنصير، وإلا فالقتل هو البديل! وبعد شارلمان سحبت الكنيسة بعضًا من طوائف الفرسان الصليبية من فلسطين - أيام الحروب الصليبية - ليُساعدوا في تنصير شعوب بحر البلطيق بحد السيف، ولقد استمروا في العمل هناك طيلة 50 عامًا نظيرَ ثمَنٍ حدَّدَته الكنيسة، وهو الاستيلاء على أراضي أولئك الوثنيِّين ثمنًا لإعطائهم المسيحيَّة. هذا، بل إن أساسيات العلوم الذرية الحديثة قد جاءتكم من العالم الإسلامي! أمَا قرأتم قول جون أونيل في كتابه "الذرَّة الجبارة" الذي أصدرَه عام 1945 م، وجاء فيه: "إن إحدى النقط المتلألئة في القرون الوسطى تأتي من العالَم الإسلامي حيث نجد ما سطَّره قلمُ عليٍّ (أبو الحسَن) - صِهر محمد - الذي كتب يَقول: إذا فلَقتَ الذرَّة - أيَّ ذرة - تجد في قلبِها شمسًا! إن هذا يدل على أنَّ بصيرته الصافية قد استطاعت أن تلمَح حقيقة النظام الشمسيِّ الحديث في الذرة". وجدير بالذكر أن عليَّ بن أبي طالب قرَّر أن كلَّ ما عنده من علم فهو "علمٌ علَّمه الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم فعلَّمنيه، ودعا لي بأن يعِيَه صدري، وتنضمَّ عليه جوانحي". لقد كانت فكرة النظام الشمسيِّ في الذرَّة متأصِّلة في التراث الإسلامي؛ فها هو فريد الدين العطار يقول بعد خمسة قرون من مقالة عليٍّ هذه: "الذرَّة فيها الشمس، وإن شقَقتَ ذرَّة وجدت فيها عالَمًا، وكل ذرات العالم في عمَل لا تعطيل فيه". لقد قامت النظرية الذريَّة الحديثة - وما ترتب عليها من تطبيقات في مجال الحرب والسِّلم على السواء - على أساس أنَّ الذرة نظامٌ شمسي، فمتى عرفَت أوربا هذه النظريَّة؟ يلخِّص العالم الطبيعي هيزنبرج الإجابةَ على هذا السؤال بقوله: "ظلَّت الذرَّة - كما كان يؤمن بها ديمقراط - ذاتَ حجم ذرات الغبار المتراقصة في حزمة ضوئيَّة، أو أقل بكثير، وبالتالي كانت المعلومات عن شكل الذرات والقُوى التي تعمل بينها قليلة؛ إنَّ ما عُرف عن تركيب الذرة كان قليلاً أو معدومًا، أما شكلها فلم يكن التَّساؤل عنه أمرًا ممكنًا، وقد ادُّخر حلُّ هذه المسألة للقرن العشرين". "ويُعتبر رذر فورد هو الذي اتخذ هذه الخطوة الهامة التي أدَّت إلى تركيب أول نموذج للذرة عام 1911 م، وهو أن الذرَّة تتركَّب من نواة ذات شحنة موجبة، وتدور حولها إلكتروناتٌ على مسافات بعيدة نسبيًّا عنها، وأن عدد الإلكترونات يساوي عددَ الشحنات الأوليَّة الموجَبة التي على النواة؛ إذ إن الذرَّة متعادلة كهربيًّا في تركيبها". إن الذرَّة بذلك نظام شمسيٌّ حيث تُماثل نواتها الشَّمس، بينما تُماثل الإلكترونات السابحة حول النواة تلك الكواكبَ السيَّارة التي تسبَح حول الشمس. ولقد ذكر العالم الألماني أوتوهان صاحب انفلاق نواة اليورانيوم قولَه: "بالتأكيد فإنَّ بعض الكتَّاب قد فكَّروا في هذه المسألة من قبل، كما أن أجزاءً من الحقيقة بالنسبة للنظريَّة الذرية الحديثة - قد ذكرت هنا أو هناك". ولما كان قُدامى الإغريق الذين تحدَّثوا في الذرة لم يَدروا شيئًا عن فكرة النظام الشمسيِّ فيها، لم يبقَ إلا التسليمُ بأن مصدرَ تلك النظريةِ هو التراثُ الإسلامي. أما بعد، فإن خير ما أذكِّر به أولئكم الذي جعلوا كلَّ همهم تخريبَ عقيدة المسلمين، وإخراجَهم من نور التوحيد إلى متاهات التعدُّد والشِّرك - هو ما يقوله القرآن الكريم فيهم وفي أمثالهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 36 - 38]. وأقولُها ثانية: أيها المبشرون، ارفعوا أيديَكم عن المسلمين، ومن كان بيتُه من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة، وإلا تحقَّقت فيه نبوءة أشعياء التي ذكَرها المسيح في الإنجيل: "تسمعون سمعًا ولا تفهمون، ومبصرين تبصرون ولا تنظرون؛ لأنَّ قلب هذا الشعب قد غلظ، وآذانهم قد ثقل سماعها، وغمضوا عيونهم؛ لئلاَّ يُبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم". وأخيرًا نختم الحديث بخير الكلام فأقول: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
 كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله: تعريف الخطبة-
افتراضي كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله: تعريف الخطبة-أولا: تعريفها في اللغة: الخُطْبَةُ: هي بضم الخاء، وهي ما يُقال على المنبر، يُقال: خَطَبَ على المنبر خُطْبَة - بضم الخاء - وخَطَابة، وأما خِطْبَة - بكسر الخاء - فهي طلب نكاح المرأة. وهي مشتقة من المخاطبة، وقيل: من الخطب، وهو الأمر العظيم؛ لأنهم كانوا لا يجعلونها إلا عنده. قال في تهذيب اللغة: "والخطبة مصدر الخطيب، وهو يخطب المرأة ويخطِبُها خِطبة وخِطِّيبى... قلت: والذي قال الليث أن الخطبة مصدر الخطيب لا يجوز إلا على وجه واحد، وهو أن الخُطبة اسم للكلام الذي يتكلم به الخطيب، فيوضع موضع المصدر، والعرب تقول: فلانٌ خِطْبُ فلانة، إذا كان يخطبها" [1]. وقال في القاموس: "... وخَطَبَ الخاطب على المِنْبَر خَطابة بالفتح، وخُطبة بالضم، وذلك الكلام خُطبة أيضًا، أو هي الكلام المنثور المُسَجَّع ونحوه، ورجل خَطِيبٌ حسن الخُطبة بالضم" [2]. - وقال في مختار الصحاح: "خاطَبَه بالسلام مُخَاطَبة وخِطَابا، وخطب على المنبر خُطْبَة - بضم الخاء - وخَطَابة، وخَطَب المرأة في النكاح خِطْبَة - بكسر الخاء - يخْطُبُ بضم الخاء فيهما، واختَطَبَ أيضًا فيهما، وخَطُبَ من باب ظَرُفَ صار خطيبًا" [3]. وقال في المصباح: "خَاطَبَه مُخَاطَبَة وخِطَابا، وهو الكلام بين متكلم وسامع، ومنه اشتقاق الخُطبَة - بضم الخاء وكسرها - باختلاف معنيين، فيُقال في الموعظة: خَطَبَ القوم وعليهم من باب قتل، خُطبة - بالضم -، وهي فُعلة بمعنى مفعولة... وجمعها خُطب، وهو خطيب القوم إذا كان هو المتكلم عنهم، وخَطَبَ المرأة إلى القوم إذا طلب أن يتزوج منهم، واختطبها، والاسم الخِطْبة - بالكسر -..... [4]. وقال في حلية الفقهاء: "وأما الخُطْبة فاشتقاقها من المُخاطبة، ولا تكون المخاطبة إلا بالكلام بين المُخاطَبين، وكذلك خِطْبَة النكاح، وقال قوم: إنما سمِّيتْ الخُطبة لأنهم كانوا لا يجعلونها إلا في الخَطْب والأمر العظيم، فلهذا سميت خُطْبة" [5]. ثانيا: تعريفها في الاصطلاح: عرَّفها بعضهم بأنها: الكلام المؤلف المُتضمِّن وعظًا وإبلاغًا [6]. ولكن هذا فيه إجمال. وأوضح منه تعريف من قال: إنها قياس مركب من مقدمات مقبولة أو مظنونة، من شخص معتقد فيه، والغرض منها ترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم ومعادهم [7]. وعرَّف بعض المعاصرين الخطابة: بأنها فنّ من فنون الكلام، يقصد به التأثير في الجمهور عن طريق السمع والبصر معا [8]. وكل هذه التعريفات ونحوها تدور حول التعريف بالخطبة عمومًا، ومعناها متقارب. وأما خطبة الجمعة بخصوصها فلم أطلع على تعريف صريح لها - فيما بين يدي من كتب الفقهاء - لعلهم تركوا ذلك لوضوحها عندهم، وقد جاء في بدائع الصنائع في معرض كلامه على أحكام خطبة الجمعة قوله: " والخطبة في المتعارف اسم لما يشتمل على تحميد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والدعاء للمسلمين، والوعظ والتذكير لهم" [9]. وهذا بيان لمعناها حسب المتعارف عليه، وليس تعريفًا دقيقًا تتوفر فيه الشروط المعتبرة عند الأصوليين. ولكن بعد تأمل ما تقدم ذكره من التعريف اللغوي والتعاريف الأخرى، وبناءً على ما ترجح في أحكامها يمكن أن أعرّفها تعريفًا تقريبيًا بأنها: ما يُلقى من الكلام المتوالي الواعظ باللغة العربية قبيل صلاة الجمعة بعد دخول وقتها بنية جهرًا قيامًا مع القدرة على عدد يتحقق بهم المقصود. [1] تهذيب اللغة الأزهري ، مادة " خطب " 7/246. [2] القاموس المحيط ، مادة "خطب" 1/65. [3] مختار الصحاح ، مادة "خطب" ص (76). [4] المصباح المنير للفيومي ، مادة " خطب " 1/173. [5] حلية الفقهاء لابن فارس ص (87). [6] تحرير ألفاظ التنبيه ، أو المسمى بـ " لغة الفقهاء " للنووي ص (84 - 85). [7] التعريفات للجرجاني ص (99). [8] الخطابة في الإسلام للدكتور مصلح سيد بيومي ص (11). [9] بدائع الصنائع1/262.
 أبي يتحكم في تصرفاتي أجاب عنها : سعد العثمان السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا في الحقيقة أعاني من مشكلة، ألا وهي الخروج من البيت، والوالد لايسمح لي بالخروج من البيت، وأنا طالب في المرحلة الجامعيَّة، ولا يشتري لي سيارة، ومستأجر لي سواق، قلت له: أرغب في الدِّراسة في الجبيل، رفض، وقال: ابق عندي، حتَّى لولم تقبلك الجامعة التي بالمنطقة، أنا مستعد أصرف عليك، المهم أن تبق بجانبي، وأنا تعبت نفسياً، لا أستطيع تحمُّله، زملائي يقولون لي: اخرج معنا، فأرفض، أو أصرفهم، أو أكذب عليهم، أرجوكم أرشدوني. الجواب: الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه... ألخِّصُ لك - أخي الفاضل - جواب استشارتك في النِّقاط الآتية: أولاً: أشكرك على ثقتك، بموقع المسلم، ومتابعتك له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاًّ لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظَّاً لمخلوق..آمين. ثانياً: أنت تذكر – أخي الحبيب - أنَّ أباك يمنعك من الخروج من المنزل، ويريدك دائماً إلى جانبه، ولا يشتري لك سيارة، ومستأجر لك سائق يوصلك إلى مكان دراستك، ولا يوافق لك على إتمام دراستك في مدينة الجبيل، وبسبب إلحاح زملائك عليك بالخروج معهم، تضر لتصريفهم ولو بالكذب، لتخرج من إحراجاتهم لك.. ثالثاً: لا تقلق " كلُّ مشكلة ولها حلٌّ " فأبوك متعلِّق بك، إمَّا لحبِّه المفرط لك، وإمَّا لحرصه الشَّديد عليك، وإمَّا لكونه بحاجة ماسَّة لخدمتك له، فإن كانت الأولى والثَّانية فحاول أن تقنعه، وتلطَّف معه، وإياك وغضبه عليك، فثمَّ شقاء الدُّنيا، وتعاسة الآخرة، وإن كانت الثَّالثة فالزم قدميه، واترك كلَّ شئ في سبيل خدمة أبيك، خاصَّة وكونه بحاجة لخدمتك له، كأن يكون مريضاً ويحتاج لخدمة ورعاية.. رابعاً: " لكلِّ إنسان مفتاح، فابحث عن مفتاح أبيك " استعن على إقناع والدك بموضوع مواصلة دراستك، بأمِّك وإخوتك الأكبر منك سنَّاً، وكذلك بأقاربك كجدِّك وأعمامك، وكذلك اعرض الأمر على أصدقاء والدك، والذين لهم تأثير على والدك، فكلُّ هؤلاء روافد لك تعينك في إقناع والدك، واستلال موافقته بكلِّ رفق وهدوء وبرٍّ. خامساً: " المهمُّ أن تُقضى حاجتك" عدم شراء سيَّارة خاصَّة لك، وإصرار والدك على ذلك، تقبَّلْه بصدر رحب، وما دمت تذهب لدراستك وتعود، فحاجتك مقضيَّة، وأنت أمير لك سائق يأخذك ويُرجعك، وأنت مرتاح من عناء قيادة السَّيَّارة، فلا تلح كثيراً على والدك في هذا الخصوص، ولكن حاول بهدوء، وفي وقت يكون فيه والدك رائق ومرتاح، يمكنك اختيار الزَّمان والمكان والحالة لتطلب منه شراء سيَّارة لك.. سادساً: " الصِّدق منجاة، والكذب مهواة " قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ( إيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرجل ليكذب، ويتحرَّى الكذب، حتَّى يكتب عند الله كذَّاباً)، فكذبك على زملائك لتصرِّفهم، فأنت ترضيهم وتغضب ربَّك، ومن أرضى النَّاس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه النَّاس، فكن واضحاً وصريحاً، قل لهم وبكلِّ فخر واعتزاز: لا أستطيع الخروج معكم، بسبب قيامي بخدمة والدي، وهو يرغب بأن أكون لجواره، واعتذر لهم بهدوء واحترام، وأنت في نعمة عظيمة، ألا وهي أنَّ لك أباً يحرص عليك، ويحافظ عليك، وهناك ممن هم في سنِّك، إمَّا أن يكون آباؤهم ميتين، أو أحياء ولكنَّهم غافلون عن تربية أبنائهم ورعايتهم. سابعاً: " ذلُّك بين يدي والديك عزٌّ " أخي الفاضل: الذلُّ في ثلاثة مواطن عزٌّ: 1- ذلُّ العبد بين يدي ربِّه. 2- وذلُّه بين يدي والديه. 3- وذلُّه بين يدي شيخه ومعلِّمه. وأنت مهما شعرت بذلٍّ وإحباط، بسبب وقوف والدك أمام رغباتك وطموحاتك وتطلُّعاتك، تعامل مع الله في طاعتك لوالدك، وسماعك لكلامه، وإطاعتك لأوامره، فإنَّك تزداد رفعة عند ربِّك، وتكبر في أعين زملائك، وجميع من يرى برَّك بأبيك وأمِّك، ولا تنس اللُّجوء إلى الله، والابتهال له بالدُّعاء، والتَّضرُّع إليه أن يعينك على البرِّ بوالديك، وأن يتقبَّل ذلك منك، وأن يسدِّدك في أقوالك وأفعالك.. متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 09-07-2012, 02:11 PM #92 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي زوجتي لا تحب أهلي ! زوجتي لا تحب أهلي ! أجاب عنها : أميمة الجابر السؤال: مشكلتي مع زوجتي تحدث كلما جاء أهلي لزيارتنا , دائماً تختلق المشاكل مع النفور منهم واستقبالهم بشكل غير لائق , وكل مره أحاول تغطيه أخطائها , راجيا من الله أن يصلحها وتغير من طبعها ,رغم أنني أحاول تلبه طلباتها ,مع أنني لا أعامل أهلها بنفس طريقتها . فقد فاجأني أهلي بالمجئ لزيارتنا ,ففي بدايه الأمر استفسرت عن سبب الزياره فنكرت عليها سؤالها , ثم بعد ذلك طلبت مني أن أعتذر لهم فقالت لي: قل لهم لا يأتوا فأنكرت عليها ذلك . وعندما دخل والدي ووالدتي المنزل عندي دخلت عليهم زوجتي وانفعلت عليهم بل منعتهم من أخذ حفيدهم , فعندما رأيت الوضع متوتراً أخذت أهلي إلي منزلهم ممسكا بأعصابي ومحاولاً تهدئة والدي , فقمت بهجرها عسي أن تعلم ما فعلته . وفي ظل ذلك الجو المشحون قامت بختان أبني دون علمي ودون استشارتي ولم أعلم بذالك إلا من عند أختها . لقد عزمت على طلاقها لكن أخشي علي ولدي من الضياع أهلي يوافقونني علي الطلاق , وأخشي التسرع خصوصاً وأنا غاضب منها. الجواب: تتغير طبائع النساء ,أحداهن تفهم بالإشارة , فتحاسب نفسها وتعتذر عن خطئها فإن لم تعتذر بالقول فتعتذر بتعديل سلوكها , وأخري تتصف بالعند عندما تجد من زوجها علامات التوبيخ فترسل إليه سلوكيات مضادة بل أكثر شراسة مما يزيد غضب الزوج منها . أما بالنسبة لزوجتك فإنني أشعر أنك مشترك معها فيما يحدث منها , وذلك أمر لابد أن تعلمه رغم مرارته عن طريق عده أمور أولها : 1- أنك كان ينبغى عليك اختيار الزوجه صاحبة الدين التى تعلم حق الوالدين وطريقه برهما , لكى تعينك على بر والديك بل تعينك من قلبها فى كل شيء يقرب إلي الله 2- قد لاحظت سلبيتك عندما انفعلت هذه الزوجه على والديك ومنعت حفيدهما منهما , فكان من الاولى ان تفسح لوالديك بيتك وتدخلهم معززين مكرمين فان وافقت كان خيرا وان لم توافق فلها العقاب. 3- ان هذه الزوجه تمكنت من التسلط عليك كزوج , وكثيرا ما تفعل المرأة ذلك حينما تجد اللين والضعف من زوجها فى المواقف الجادة ذلك التسلط الذى دفعها لعدم احترامك واحترام رأيك . الأخ السائل :إنك تخشى علي ولدك من الطلاق , فليس الحل ذلك , لكنك عليك ان تغير من حالك , فلا بد ان تأتي بهذه الزوجة أمام وليها وأمام أهلها و تصف تلك الصورة التي وضعتك فيها أمام والديك و تقف معها وقفة حازمة فيما فعلت إذ ليس ذلك من شيم النساء الصالحات . و لابد أن توضح لها أمامهم أنك احترمتها كثيراَ و لم تبادلها المثل في معاملتك لأهلها , بل و توضح لهم كل الأمور التي تضايقك منها . و تلزمها أمام أهلها باحترام اهلك و تقديرهم و احترام رأيك كما عليك أن تعلمها فأنت الآن راع لها , كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " فلابد من بذل الجهد على إصلاح رعيتك وعليك أن تساعدها على بعض الأشياء :1 1- أن تكون محافظة على صلواتها 2- أن تكون محافظة على حجابها 3- أن تكون محافظة على لسانها وأن تساعدها على أن تتقي الله فتبعد وتنتهي عما يسيء لخلقها , وأن تلزمها بالتحلي بخلق الصالحات لقوله صلى الله عليه وسلم " ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق , وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء " فإن استمرت علي ما هي عليه فحذرها بأنك ربما تضطر لأمر من اثنين , إما أنك ستستغني عنها لإيذاء والديك , وإما أنك ستبحث عن زوجة أخرى تعرف حق الزوج فتحترمه وتحترم أهله .. وإن عاندت مرة أخرى فهي التي حكمت على نفسها بالعقوبة , أما إن اعترفت بخطئها وقررت العودة معك على هذا كان خيرا فإنك سوف تعطيها آخر فرصة لإصلاح العلاقة بينك وبينها وأيضا إصلاح العلاقة بينها وبين أهلك وعليك أيها الزوج أن تذهب إلى والديك وتعتذر لهما عما حدث وتطلب رضاهما وتطلب منهم أيضا الدعاء بأن يصلح الله لك حياتك ويدخل إلى قلبك السعادة . متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-20-2013, 08:26 PM #93 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد أنا ليه محجبة؟ مروة النجار أنا محجبة - بعد إيماني بأمر ربنا إن الحجاب فرض على كل مسلمة - علشان الأسباب التالية: علشان انا حرة … مش من حق حد يشوف مني اللي مش عاوزاه يشوفه إلا بإرادتي … ومن حقي اختار مين اللي يشوف مني أجمل ما عندي .. واللي علشان يشوف ده ويبقى حقه وحلاله بلاله عن طيب خاطر.. لازم هو كمان يديني مشاعره واللي باقي من عمره عن طيب خاطر… علشان أنا غالية .. مينفعش أقلل من قيمة نفسي واخليها عرضة لكل العيون .. ويبقى خروجي مكشوفة ضوء أخضر لكل من هب ودب يسرق مني ولو نظرة لأي جزء مش متغطي مني .. حتى لو مكنش ده قصدي … بس مش حقدر امنعه … (كامل اعتذاري لغير المحجبات.. ولكن ده اللي حيوصل منك لضعيفي النفوس حتى لو مكنش ده قصدك.. وده اللي علشانه ربنا فرض الحجاب .. علشان ميطمعش الذي في قلبه مرض) … مع الأخذ في الاعتبار انه “كل من هب ودب ده” مش بس الشباب اللي بيعاكس البنات في الشارع .. ده يتضمن اي حد معدي شاب محترم او رجل او طفل او عجوز او امراة او فتاة .. كل دول بقى من الممكن انهم يبصوا لي … لأ ده كمان يمكن ماعجبهمش ويدوروا وشهم إعراضاً … )))) علشان أنا باحترم نفسي .. وشايفة نفسي كبيرة قدام نفسي .. ومينفعش أنزل سوق المنافسة في الأنوثة علشان أفوز في الآخر بنظرة شهوانية أو كلمة غزل رخيصة أو عرض صحوبية علشان انا جمالي مش خارجي وبس.. ومن حقي ان اللي ييجي يتجوزني .. واللي حاديله الباقي من عمري .. واللي حديله كل مشاعري .. واللي حاقاسمه أحلامي وأفكاري .. واللي حخلف منه ولادي .. وحاربيهم معاه .. مايختارنيش على مقاييس شكلية وبس .. أو تبقى هي دي العامل الأساسي في أختياره ليا … علشان كدة مش ضروري يشوفني في كامل زينتي وجمالي قبل ما يتجوزني .. الأهم انه يحب روحي ويعجب بشخصيتي .. ويرتاح معايا نفسياً.. (أصل في بنات بتأجل الحجاب لحد ما تتجوز.. على أساسا انها تكون شنكلت واحد وضمنته.. مع إن مفيش حاجة مضمونة في الزمن ده .. واللي اختارها علشان جمالها .. ممكن قوي يتجوز عليها واحدة أجمل منها.. لأنه أكيد في الأجمل منها يعني. 5. علشان أنا باخاف على أخويا في الله اللي بيشوفني في الشغل أو في الكلية أو في المواصلات أو في الشارع .. ويمكن يكون عاوز يقرب من ربنا .. وبيجاهد نفسه علشان يغض بصره.. فمرضاش لنفسي اني اكون سبب في اني افتنه.. 6. علشان أنا باشيل هم أخويا في الله اللي نفسه يتجوز ومش قادر لضعف إمكانياته المادية .. فمش ضروري يعني ازود عليه همومه… وأخيله في الرايحة والجاية .. 7. ده غير حاجة مهمة كمان …الكفن بتاع النساء.. فيه حجاب.. فاللي مش حتلبسه وهي حية بإرادتها طاعة الله.. حتلبسه كدة كدة وهي رايحة قبرها.. وطالما ربنا بيقول اننا نتستر حتى واحنا رايحين قبورنا وخلاص انتهى التكليف … ومحدش حيشوفنا تاني ولا حد حيطمع فينا .. يبقى مفيش معنى اننا نمشي مكشوفين لكل العيون واحنا أحياء نرزق.. يبقى الأولى اطيع ربنا بإرادتي وأقابله وهو راضي عني واخد أجري كامل.. ولاّ اني ملبسوش غير وانا جثة واقابل ربنا وهو غضبان عليا؟ والأسباب اللي فوق دي .. هي اللي فهمتني ليه ربنا فرض علينا الحجاب.. مش تعسير ولا تضييق .. الحجاب فعلا عزة وكرامة.. ميعرفهاش غير اللي داق طعم الستر.. ربنا يهدينا ويهدي بنات المسلمين التعديل الأخير تم بواسطة ابو وليد المهاجر ; 01-22-2013 الساعة 08:10 AM متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-20-2013, 11:09 PM #94 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي رد: مشاكلنا حلولا لها تجارب الغير الاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجد النصائح المهمة لكل فتاة عبيطة العبط فى لغتنا هو السذاجة أو قلة العقل أو الهبل أو الحمق و هذه أعراض قد تصيب بنى آدم على نوعيهم فقد يصاب بها الرجل و قد تصاب بها المرأة و لكنها حينما تصيب المرأة تصبح أمراً خطيراً يحدث لها على إثره ما لا يحمد عقباه فالفتاة العبيطة وبال على نفسها و على أهلها ، و هى و إن كانت عبيطة فإنها غير معذورة فالعبط عكس الجنون حيث أن الجنون مرض مثل سائر الأمراض يعذر به صاحبه لأنه لا يد له فيه أما العبط فهو أمر يسهل على الإنسان أن يقي منه نفسه بمزيد من التعلم و التربية و التدريب و التدين و الكلام اليوم موجه إلى الفتاة العبيطة خفيفة العقل و الدين التى تجر على نفسها المشكلات التى كانت فى غنى عنها لو أنها تمسكت بدينها و عصمت نفسها بأخلاقه القويمة و لكى أكون عملياً سوف أعدد بعض المواقف التى تقع فيها الفتاة و تستحق بها عن جدارة و استحقاق لقب ( عبيطة ) 1- حينما تفتح قلبها لأى امرأة لا تعرفها و تحكى لها أدق تفاصيل حياتها من أول مرة تلقاها فيها فتجد نفسك فى مترو الأنفاق ممكن تسمع هذا الحوار بين امرأتين لقيا بعضهما لأول مرة منذ خمس دقائق " بقالى خمس سنين متجوزة بس ما خلفتش و بينى و بينك العيب مش منى ده من جوزى اصل و هو صغير وقع على ضهره …. " 2- حينما يرتفع صوتها فى الكلام أو الضحك أمام الناس : فمن الممكن أن تكون جالساً فى مكان فتسمع صوتاً تحسبه سارينة الحريق فإذا بك تفاجئ أنه صوت امراة تضحك 3- حينما تلبس ملابس غير محتشمة ليس على سبيل قلة الأدب و لكن على سبيل الحمق و التقليد الأعمى : فقد تجد فتاة سمينة جداً ترتدى بنطالاً من الجينز الشديد الضيق مما يجعلها تبدو مثل شوال البطاطس 4- حينما تضيع عمرها و وقتها فى ما لا يفيد كالكلام فى التليفون أو المكث بالساعات أمام التليفزيون أو الكلام فى الهاتف أو بتضييع الساعات أمام المحلات و الفاترينات لأجل أن تشترى توكة بربع جنيه 5- حينما يأتيها ابن الحلال الطيب المناسب فترفض بغرض إكمال تعليمها ( بكالوريوس خدمة اجتماعية أو معهد تعاون ) لأن الشهادة سلاح فى يد المرأة ثم فى النهاية تأخذ هذا السلاح و تبله و تشرب ميته 6- حينما تعطى أذنها لكل من هب و دب حتى لبائعة الجرجير . 7- حينما تكون شخصيتها ضعيفة تترك قيادها لأى إنسان طيب أو شرير 8- حينما تكون خفيفة غير متزنة تضحك لأتفه الأمور و ترقع بالصوت لأنها رأت خصلة من شعرها على السجادة ثم تقول بعد أن تهدأ : أصل بحسبها صرصار . 9- حينما تترك الجهل يعشش فى خلايا مخها و لا تحاول تثقيف نفسها لا دينياً و لا دنيوياً فهى لا تعرف أى شيء فى أى شيء و قد يكون الحمار و لا مؤاخذة مثقفاً عنها 10- حينما يكون أكبر همها هو الزينة و اللباس 11- حينما تصدق كلام شاب يسرح بها و يفهمها أنه يحبها و خاصة إن كان زميلها فى الكلية ، فى حين أن كل شاب يأنف أن يرتبط جديا بفتاة أخذ منها معظم ما يريد فتصدق حتى من يقول لها : أنا باحبك يا انشراح و بعد أربع سنين لما أتخرج حاشتغل و أحوش و أعمل مشروع و آجى لبابا أخطبك و أنا إيدى مليانة المهم دلوقتى تعالى نروح الجنينة اللى تحت الكوبرى " 12- حينما تترك نفسها للشيطان و تتزوج عرفياً فتضيع نفسها و تحطم أهلها 13- حينما تسرح على المنتديات و تقضى فراغها بالدخول فى المواقع التى تخاطب فيها شباباً من باب تضييع الوقت ثم يحدث ما لا يحمد عقباه 14- حينما تطلب من عريسها ما ليس فى وسعه و تكلفه فوق طاقته ( كاتشين ماشين – غسالة أطباق – نجف – ستاير– خلاط مستر براون – دباديب كتير – ميكروويف– ديب فريزر - كورن فيليكس – شيش طاووك !!!!!!!! ) و ممكن يكون فى بيت أبوها معندهومش بوتاجاز أصلاً 15- حينما تعتبر نفسها نداً لزوجها و أن رأسها برأسه و أننا نعيش فى عصر المساواة و حرية المرأة إلى آخر هذا الكلام العبيط فتقول له : أنا سمعت امبارح فى البيت بيتك إن أنا زيي زيك و أنك مش أحسن منى ، و من هنا ورايح أنا حاغسل المواعين يوم و إنت تغسلها يوم 16- حينما تنقلب حياتها رأساً على عقب لما ترى حلماً عبيطاً مثلها لأنها تظن أنها شفافة و أحلامها دائمة التحقيق فتقول لزوجها مثلاً : أنا حلمت إنك بتخونى مع الشغالة لازم تطلقنى ، مع إنهم معندهومش شغالة أصلاً 17- حينما تؤكد أن كل صداع يصيبها أو دوخة ما هى إلا عمل و جن و لبس و سحر فتجبر زوجها على أن يذهب بها إلى الشيخة سمحانة أو الشيخ الزغربانى اللى سره باته 18- حينما تقيم الدنيا و لا تقعدها إذا تأخر حملها أسبوعاً كاملاً بعد زواجها (بكاء – هيستريا - تحاليل + أشعة + دكاترة + … إلخ ) 19- حينما تحكى كل شيء عن بيتها لأمها و أختها و صديقتها : بخيل و جلدة و مش راضى يشتريلى فستان بمناسبة عيد العمال 20- حينما تصاب بالغيرة العمياء و تشكك فى كل قول و فعل لزوجها : طلقنى …أنا شوفتك بعنيى بتتكلم مع الولية بتاعة العيش و بتضحكلها ليه ، مع أنها امرأة عمياء كسيحة تجاوزت الثمانين 21- حينما تتبسط لدى أقاربها الرجال من غير المحارم ( إبن خالة ماما – إبن عمى – إبن خالتى – جارنا القديم – زميلى لما كنا فى الجامعة ) متبقاش معقد كدة خليك لارج 22- حينما تهمل فى أولادها لصالح عملها ( لازم اثبت ذاتى فى الشغل ) 23- حينما تصاب بداء التطير و الخوف من الحسد إلى درجة المرض فتقول : القطة السودة عدت من قدام باب الشقة يبقى نهارنا إسود مفيش خروج النهاردة 24- حينما يكون ( من سيغنى فى فرحها ) أهم عندها من العريس نفسه ، أى واحد و خلاص ، لازم تجيبلى المطرب العاطفى ( نبيل عضمة ) يا إما كده يا إما مفيش جواز ، الواحدة متتجوزش أحسن ما يتعمل لها فرح أى كلام 25- حينما تكد و تتعب فى عملها ثم تعطى ما قبضته للحضانة و المربية 26- حينما تتزين خارج بيتها و تتعفن داخله 27- حينما ترفع صوتها على زوجها و تغضبه 28- حينما تتوقف عن تطوير نفسها و تتحجج بانشغالها بالأولاد 29- حينما تجعل البيت سيركا و لا توفر لزوجها سبل الراحة فيه 30- حينما تكون مسرفة مبذرة 31- حينما تقارن نفسها بالأغنى منها مالاً لا بالأتقى و الأعلم و الأكثر تدينا و خلقا ————– تلك ثلاثون كاملة و ازدادت واحدة و الأمر أكبر من ذلك فحصنى نفسك أيتها الفتاة من أن يصيبك هذا الداء العضال الذى أعيا من يداويه و هو داء الحمق و العبط منقول التعديل الأخير تم بواسطة ابو وليد المهاجر ; 01-20-2013 الساعة 11:12 PM متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-21-2013, 03:49 PM #95 زهور الوادى زهور الوادى غير متصل فريق قسم التاريخ فارس نشيط تاريخ التسجيل Jan 2012 المشاركات 463 افتراضي رد: مشاكلنا حلولا لها تجارب الغير الاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجد رائع جزاكم الله خيرا رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-21-2013, 06:13 PM #96 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي رد: مشاكلنا حلولا لها تجارب الغير الاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجد اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهور الوادى مشاهدة المشاركة رائع جزاكم الله خيرا بارك الله فيكم متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-21-2013, 06:17 PM #97 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي رد: مشاكلنا حلولا لها تجارب الغير الاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجد المنهج النبوي في تصحيح أخطاء الغلمان د. عامر الهوشان خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم , و وهب له العقل الذي يميز به الصحيح من السقيم , وأودع فيه من القدرات الشيء الكثير , ففي الإنسان لمة ملك ولمة شيطان رجيم , فهذا يدعوه إلى الجنة وذاك يدعوه إلى السعير , وجعله في النهاية مسؤولا عن اختياره أمام الله رب العالمين , في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون , إلا من أتى الله بقلب سليم . والإنسان كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم خطاء , أي كثير الخطأ , قال صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) المستدرك على الصحيحين . وقال أيضا صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم : ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) فالخطأ والذنب لا ينفك عنه إنسان , ولا يستثنى من الوقوع فيه أحد , إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم , فليست المشكلة في الوقوع بالخطأ , فهذا أمر يشترك فيه الناس جميعا , ولكن المشكلة تكمن في معالجة الخطأ والتوبة منه بعد ذلك , حتى لا يصبح الخطأ ديدنا وعادة يصعب الخلاص منه في المستقبل . وإذا كانت معالجة الأخطاء للكبار في غاية الأهمية والخطورة , فهي للصغار والغلمان أكثر أهمية و أشد خطرا , لأن الغلام والصغير إن لم تصحح أخطاؤه , وتوجه هفواته وزلاته , فإنه قد يظن أن هذه الأفعال سليمة ما دامت لم تصحح , و عادية لا شيء فيها ما دامت لم توجه , وعند ذلك قد يكررها حتى يصبح الخطأ فيما بعد عادة متأصلة في نفسه وحياته , يصعب علاجه وتوجيهه وتصحيحه . لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على تربية أصحابه وتوجيههم , و خاصة الغلمان منهم والصغار , فمع كثرة أعبائه صلى الله عليه وسلم ومشاغله الكثيرة , لم يترك توجيه الغلمان وتصحيح أخطائهم , لعلمه بأهمية هذا الجانب , وخطورة هذا الأمر, في إخراج جيل مؤمن قوي الإيمان , يميز الحلال من الحرام والصحيح من الخطأ , والصالح من الطالح , وبذلك فقط ينمو المجتمع ويتطور , ويصبح أنموذجا يحتذى به , كما قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ....) أسباب وقوع الغلمان في الخطأ وقبل البدء بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم بتصحيح أخطاء الغلمان وتقويم هفواتهم و زلاتهم , لا بد أولا من معرفة الأسباب التي تجعل الغلام يقع في الخطأ , فقد ذكر علماء التربية والسلوك عدة أسباب لذلك منها : 1- الجهل بالشيء وعدم العلم به ذهنيا : وهو ما يسمى الخطأ الفكري , فالغلام هنا لا يعرف أن هذا الفعل أو العمل خطأ , ولا يملك فكرة صحيحة عنه , فيتصرف من نفسه , وعند ذلك يقع في الخطأ . 2- عدم الممارسة والتدريب : وهو ما يسمى الخطأ العملي , وهنا لا يستطيع الغلام القيام بالفعل على وجه الصحة , لعدم ممارسته لهذا الفعل من قبل , ولعدم التدرب عليه , وعند ذلك يقع في الخطأ . 3- الخطأ المتعمد : وهذا أمر نادر وقليل جدا عند الغلمان , وهو أن يتعمد الغلام في فعله الخطأ مع علمه بأنه على غير الصواب , ولا بد في هذه الحالة من علاج خاص وسريع لأنها تشكل خطرا على الغلام والمجتمع بآن واحد . المنهج النبوي في تصحيح أخطاء الغلمان لقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهج فريد وعظيم في تصحيح الأخطاء التي يقع فيها أصحابه بشكل عام , يتصف باللين والرفق والرحمة , وكان لهذا المنهج أثر كبير في تقويم سلوك الصحابة الكرام و غيرهم الكثير ممن كان له شرف توجيه الرسول الله صلى الله عليه وسلم و إرشاده , وهذا واحد منهم يروي قصة تعلمه من خطئه . فقد أخرج مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي قال : ( بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ عطس رجل من القوم , فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم , فقلت : واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم , فلما رأيتهم يصمتونني سكت , فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه , فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني , قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) والأمثلة على ذلك كثيرة ليست مجال البحث هنا . وإذا كان توجيه الكبار وتقويم سلوكهم ليس بالأمر اليسير , فإن تقويم سلوك الغلمان وتصحيح أخطائهم أخطر وأصعب , لأن الغلام يحتاج في التوجيه والتقويم إلى طريقة خاصة , وأسلوب تربوي يتناسب مع مداركه العقلية والنفسية , وهذا ما انفرد به رسول الله صلى الله عليه وسلم , الذي ورث العالم أعظم الوسائل التربوية و السلوكية , التي تصلح لكل زمان ومكان . لقد اتبع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عدة وسائل في تقويم وتصحيح أخطاء الغلمان , وأهمها : 1- التعليم والتنبيه أي تصحيح الخطأ من خلال تعليم الغلام ما كان يجهله مما كان سببا في وقوعه بالخطأ , وهو ما يسمى التصحيح الفكري للخطأ , فكثيرا ما يقع الغلام في الخطأ لجهله وعدم علمه , ولا يحتاج في مثل هذه الحالة إلا إلى التعليم , وهذا ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمثلة . مثال1 : أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( كخ كخ ) ليطرحها ثم قال : ( أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة ) فقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي , أن الأنبياء وآل بيت النبوة لا يجوز لهم أن يأكلوا من تمر الصدقة , فصحح له خطأه الذي وقع فيه بسبب عدم العلم . مثال2 : وفي هذا المثال لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بالتعليم , بل أعطى الغلام الذي وقع في الخطأ بديلا مناسبا لما كان يفعله , فقد أخرج أبو داود عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقْبَةَ عَنْ أَبِي عُقْبَةَ وَكَانَ مَوْلًى مِنْ أَهْلِ فَارِسَ قَالَ : ( شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحُدًا فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَقُلْتُ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَامُ الْفَارِسِيُّ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( فَهَلَّا قُلْتَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَامُ الْأَنْصَارِيُّ ) مثال3 : وفي هذا الحديث أيضا علم الرسول صلى الله عليه وسلم الغلام المخطئ , وصحح خطأه مع إعطائه البديل المناسب , فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن رافع بن عمرو الغفاري قال : كنت أرمي نخلا للأنصار و أنا غلام , فرآني النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا غلام لم ترمي النخل ؟ فقلت : آكل قال : فلا ترم النخل و كل مما يسقط في أسفلها , ثم مسح رأسي و قال : اللهم اشبع بطنه . لقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم الغلام أولا إلى خطئه بأن أكل من شجر الغير دون إذن منهم , ثم رخص له أن يأكل ما يسقط في أسفل الشجرة , ثم دعا له بشبع البطن حتى لا يكون شرها في الأكل , وهذا من لطائف تربيته وتعليمه صلى الله عليه وسلم . 2- التصحيح العملي لخطأ الغلام فقد يكون خطأ الغلام ناجما عن قلة الخبرة العملية , وعدم التدريب الجيد المسبق على الفعل , فعندما يرى الغلام الفعل الصحيح عمليا , ويحاول بعد ذلك المحاكاة والتدريب , فإنه بذلك سيتدارك الخطأ ويصححه . أخرج ابن حبان في صحيحه وأصحاب السنن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بغلام يسلخ شاة , فقال له ( تنح حتى أريك فإني لا أراك تحسن تسلخ ) قال : فأدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يده بين الجلد واللحم فدحس بها حتى توارت إلى الإبط ثم قال صلى الله عليه و سلم : ( هكذا يا غلام فاسلخ ) ثم انطلق فصلى ولم يتوضأ ولم يمس ماء . 3- تصحيح خطأ الغلمان من خلال استثمار الأوقات المناسبة فالغلام عندما يكون في النزهة والطريق , أو عندما يجلس على مائدة الطعام , فإنه ينطلق على سجيته وطبعه دون تكلف أو تصنع , فإذا بدرت منه هفوة أو خطأ , فما على المربي والمعلم إلا أن يصحح ويقوم , فهذه الأوقات مناسبة لذلك . مثال الطريق : فقد ورد في صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره , و له غلام حبشي مملوك يقال له أنجشة , يحدو لهم ويسوق بهم ( أي بالنساء وفيهن أم سليم ), فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ويحك يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير) فقد استثمر الرسول صلى الله عليه وسلم الطريق والسفر لتصحيح الخطأ والتوجيه , لأنه أدعى للقبول في نفس الغلام . مثال الطعام : أخرج البخاري ومسلم عن أبي سلمى قال : كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت يدي تطيش في الصحفة , فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) . فما زالت تلك طعمتي بعد , أي : صفة أكلي وطريقتي فيه بعد توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم وتصحيح الخطأ . وهناك وقت آخر يصلح لتصحيح خطأ الغلام وتقويمه , ألا وهو وقت المرض , حيث تلين قلوب الكبار , فكيف بالغلمان والصغار , فلا بد للمربي أن يغتنم هذا الوقت لتصحيح الخطأ وتوجيه النصح والإرشاد المناسب . أخرج البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه و سلم فمرض , فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم يعوده , فقعد عند رأسه فقال له ( أسلم ) . فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم (صلى الله عليه و سلم) فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقول ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) 4- تصحيح الخطأ بشد الأذن وهو أسلوب نبوي رائع في تصحيح أخطاء الغلمان , وذلك بمداعبة جسدية تتمثل بشد الأذن بشكل لطيف وخفيف , تحمل في طياتها المداعبة والمعاتبة والتأديب , للفت انتباه الغلام بأن ما قام به خطأ يستوجب الاقلاع عنه وعدم تكراره . فقد ورد بإسناد صحيح أن عبد الله بن بسر المازني قال: بعثتني أمي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بقطف من عنب فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه فلما جئت به أخذ بأذني وقال: يا غدر. وقد ورد حديث آخر لتصحيح خطأ الغلام بشد الأذن أو الأخذ بالرأس أو التحويل , فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال : ( بت عند خالتي ميمونة, فلما كان بعض الليل قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي, فأتى شنا معلقا فتوضأ وضوءا خفيفا ثم قام فصلى, فقمت فتوضأت و صنعت مثل الذي صنع, ثم قمت عن يساره فحولني عن يمينه , فصلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ , ثم أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة فخرج فصلى )وفيه تصحيح لخطأ الغلام الذي التحق بالنبي صلى الله عليه وسلم , وصلى خلفه واقفا عن يساره , فصحح له ذلك وجعله يقف عن يمينه لا عن يساره. 5- تصحيح الخطأ بالتلميح من خلال الثناء والمدح فقد كان من عادة الرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في تصحيح الأخطاء , أن يبدأ أولا بمدح الغلام والثناء عليه , ليظهر محاسنه وفضائله , وأن الخطأ الذي وقع فيه , لا ينقص من فضله و مكانته , ثم يبادر بعد ذلك لتصحيح الخطأ وتقويمه , خاصة عندما يكون الموضوع متعلقا بالنوافل والسنن , لا بالفرائض والواجبات . أخرج البخاري في صحيحه عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال : ( كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه و سلم إذا رأى رؤيا يقصها على رسول الله صلى الله عليه و سلم وكنت غلاما شابا , وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم , فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي الى النار, فإذا هي مطوية كطي البئر, وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار قال: فلقينا ملك آخر قال لي: لم ترع . فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) . فكان بعد ( أي عبد الله )لا ينام من الليل إلا قليلا . 6- تصحيح الخطأ من خلال غض الطرف عنه فما دام الخطأ مما يقع فيه الغلمان عادة في هذه الفترة من حياتهم , كحبهم للعب مع أقرانهم حبا شديدا , وربما يكون أحيانا على حساب عملهم أو خدمتهم لأهاليهم , أو غير ذلك من الواجبات المترتبة عليهم , فالأفضل في مثل هذه الحالات التغاضي و التغافل عن مثل هذه الأخطاء , لأنها حالة طبيعية للغلام بحكم تكوينه النفسي والجسدي في مثل هذه الفترة من حياته , وهذا ما تعلمناه من خلال طريقة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع بعض الأخطاء التي ظهرت من بعض الغلمان , وكيفية معالجته صلى الله عليه وسلم لمثل هذه الأخطاء . عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَتَوَانَيْتُ عَنْهُ أَوْ ضَيَّعْتُهُ فَلَامَنِي , فَإِنْ لَامَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا قَالَ : دَعُوهُ فَلَوْ قُدِّرَ أَوْ قَالَ لَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ كَانَ ) فكثرة اللوم والعتاب على أخطاء الغلام في مثل هذا السن غير مفيدة ولا مثمرة , بل ربما تكون لها نتائج سلبية . وفي حديث آخر له نفس الدلالة والمعنى , كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه يبتعد عن اللوم والمعاتبة للغلام إذا أخطأ , قال أنس رضي الله عنه : ( خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا ) وفي رواية ( وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ ) وفي حديث ثالث غضت أم أنس رضي الله عنهما الطرف عن خطئ ابنها أنس عندما تأخر عن وقته المعتاد , لأنه كان في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم , قال أنس رضي الله عنه : ( خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما , حتى إذا رأيت أني قد فرغت من خدمتي قلت : يقيل رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت إلى صبيان يلعبون , قال : فجئت أنظر إلى لعبهم قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم على الصبيان وهم يلعبون , فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعثني إلى حاجة له فذهبت فيها , وجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم في فيء حتى أتيته واحتبست عن أمي عن الإتيان الذي كنت آتيها فيه , فلما أتيتها قالت : ما حبسك ؟ قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في حاجة له , قالت : وما هي ؟ قلت : هو سر لرسول الله صلى الله عليه و سلم , قالت : فاحفظ على رسول الله صلى الله عليه و سلم سره) 7- تصحيح خطأ الغلام بالمداعبة كثيرا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب المداعبة مع الصحابة الكرام , ولعل مداعبته للغلمان كانت هي الأكثر , بسبب ميلهم لهذا الأسلوب وحبهم له , ورغبة منه صلى الله عليه وسلم في التودد إليهم وتعليمهم وإرشادهم وتصحيح أخطائهم من خلال ذلك . قال أنَس رضي الله عنه : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَذْهَبُ وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ... ) وفي الحديث اشارة ملفتة في تصحيح الأخطاء من خلال أسلوب المداعبة مع الغلام المخطئ , حيث كان من عادته صلى الله عليه وسلم استخدام أسلوب تصغير اسم الغلام تعبيرا منه عن المداعبة والتودد له , وتصحيح منه للخطأ بهذا الأسلوب اللطيف والمحبب . 8- تصحيح خطأ الغلام بالحوار والإقناع فقد يرتكب الغلام والشاب الصغير الخطأ عمدا تحت ضغط شهواته وأهوائه , ولا سبيل لتصحيح مثل هذا الخطأ إلا بأسلوب الحوار والنقاش الهادئ , كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم , في الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده , مع ذلك الفتى الشاب الذي جاءه يقول : يا رسول الله ائذن لي بالزنا؟! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه , فقال : أدنه فدنا منه قريبا , قال فجلس, قال أتحبه لأمك؟! قال : لا والله جعلني الله فداءك, قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم , قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم , قال : أفتحبه لأختك ؟! قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم , قال : أفتحبه لعمتك ؟!قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم , قال : أفتحبه لخالتك ؟! قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم , قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ( قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح . إن تصحيح أخطاء الغلمان وتوجيههم , ليس عملا انتقاميا ولا عدائيا , وإنما هو عمل تربوي وتعليمي , هدفه الأول والأخير الارتقاء بهذا الجيل الجديد , إلى المستوى الأخلاقي الإسلامي الرفيع , الذي يجعل من هؤلاء الغلمان في المستقبل القريب , نواة تقدم الأمة وازدهارها , وإعادة عزها ومجدها , في القريب العاجل إن شاء الله تعالى متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-21-2013, 08:37 PM #98 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي رد: مشاكلنا حلولا لها تجارب الغير الاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجد ماسنجريات بدرية العسكر لكل اختراع سلبيات وايجابيات, و مع دخول تكنولوجيا المعلومات أصبح الانترنت عالم يجمع بين المسلم والكافر, والمثقف والجاهل, والرجل والمرأة, عالم ملئ بالأمور الحلال والحرام, ومع دخول هذه التقنية أصبح الماسنجر وسيلة للتواصل و الحوار و تقريب البعيد, لكنه قد يكون سبب للطلاق أو دخول البيوت من دون إذن أصحابها و الضحك على عقول الفتيات. فماذا عن تلك الفتاه البريئة هل هي مجهزة بسدود منيعة تحميها من الوقوع في مخاطر الماسنجر, وكيف لها أن تستفيد من هذه الخدمة وتجعلها خدمة مفيدة بدون أن تترك ضرر عليها, وهل ألتزمت بقواعد الحوار الواجبة عليها عند استخدام هذه التقنية؟ هناك العديد من الفتيات أدمن على الماسنجر, هذا الكائن الافتراضي الذي شغل بال الناس, فمنهن من تقضي طيلة يومها على الماسنجر وتكوين العلاقات التي يمكن أن تتحول إلى الواقع ويمكن لا, تتحدث مع أصدقاء وهميين و في الأخير تصل إلى مرحلة الإدمان, و سيئات الإدمان على الماسنجر بالطبع أخطر بكثير من ايجابياته:أضرار نفسية , وصحية , واجتماعية وغيرها. نحن بداية نريد أن نتحدث عن أخلاقيات تعامل الفتاه مع الماسنجر, وكيفية التعامل الصحيح مع هذه التقنية. أولاً: أعلمي إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر هو خلوة محققة بلا ريب فكلاهما مستتر عن أعين الناس لا يشغل قلبه غير صاحبه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) ثانياً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر يجعل النفس تسول لأحدهما أن يطيل الحديث مع صاحبه أو يجاريه بما يخرجهما عن حد الأدب والعصمة, ولن يردعهما رادع إلا أن يعصمهما الله تعالى. ثالثاً:غالبا يكون اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر في أوقات الريبة كوقت السحر ومنتصف الليل وأوقات راحة الناس ونومهم, لكن الله سبحانه وتعالى يراهم. رابعاً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر لا يمكن أن ينقطع أبدا حتى يحذف أحدهما بريد صاحبه، فيبقى أثر المحادثة الأولى بينهما حيث يرى أحدهما صاحبه أمام عينيه كل وقت وحين ، ولو أراد العودة للحديث معه لعاد دونما تردد. خامساً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر يمكن الرجل أن يعرف الشيء الكثير عن المرأة فمن ذلك معرفة وقت دخولها للنت، وعدد ساعات مكوثها عليه، و ينبني على هذا معرفة وقت نومها واستيقاظها، ومعرفة حالتها المادية، بل ويمكن معرفة إن كانت طالبة أم لا بانقطاعها وقت الدراسة. سادساً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر يمكن الرجل من أن ينتحل شخصية طالب العلم أو العالم, ويستدرج الفتاة عن طريق ذلك. أن لقاءات الماسنجر باب خطير جدا إذا وقعت بين الجنسين، فسدا للذريعة لا بد من غلق هذا الباب وعدم فتحه مطلقا، إلا عند الحاجة الماسة جداً مع مراعاة أنها مقدرة بقدرها . هل طالتني أضراره: الأخت (شذى الأزهار) تقول "بالنسبة للماسنجر نقيمه على أساس صاحبه, ولله الحمد استفدت منه ولم يطلني الضرر ولن يطلني مادمت استخدمه باحترام وأدب, لم أضيف أي شاب لدي ولا يشرفني أن أضع نفسي بهـذا المستوى المنحط, ولله الحمد لم أتحاور بما يغضب ربي إن شاء الله" وتقول الأخت (ملاك نجد) " الماسنجر وفر خدمة اتصال بجميع خواصها, وبالنسبة لي الماسنجر فادني كثير اجتماعيا وثقافياً". الأخت (lara ) تقول " لقد راسلت شاباًّ في أحد المنتديات ولم أقصد التسلية، بل كنت أحتاج معرفة اسم كتاب كي أتعلم، ومع الأيام أشكو إليه مشاكلي وهو يساندني نفسيا ويدفعني للأمام، ولم نتجاوز الحدود، أهلي بعيدون عني، الشاب أعتبره مثل أخي، ومستحيل أن أتجاوز حدودي، فأنا - ولله الحمد - خلوقة والكل يشهد، سؤالي هل ما أفعله حرام؟" وتمت الإجابة عليها في موقع الشبكة الإسلامية(islam web ) والجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،فإن مواظبة الفتاة على الصلاة يغنيها عن مساعدة الناس، كما أرجو أن تقتربي من أهلك، ولا تجعلي بينك وبينهم حواجز وهمية، واعلمي أنهم أحرص الناس على مصالحك، وعليك أن تبحثي عن الصديقات الصالحات، ولا ننصحك بحكاية مشاكلك للآخرين، واعلمي أن لكل إنسان مشاكله، ولكن الناس يقضون حوائجهم بالكتمان، ويرفعون أكف الضراعة للواحد الديان.وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على أن فيك خير، كما يدل على أنك تشعرين بأن تواصلك مع ذلك الشاب لا يخلو من الخطورة، فإن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك. وإذا أردت أن يكون ما يحصل حلال فأرجو أن تحولوا هذه العلاقة إلى رسمية ومعلنة، حتى تبتعدوا عن الشبهات، وسمعة الفتاة غالية، وقلب المؤمنة ينبغي أن يكون عامرا بخشية الله ومراقبته، وإذا كانت العلاقة الآن ليس فيها مخالفات فمن الذي يضمن استمرارها على ذلك، والشيطان هو الثالث، كما أن الفتاة سريعة التأثر بالكلام، وقد تدفع سعادتها ثمناً للتهاون في مثل هذه الأمور ,وهذه وصيتي لك بتقوى الله، مع ضرورة أن تحاولي ترميم علاقتك مع أسرتك، وحاولي استيضاح ما يصعب عليك من المعلمات والزميلات، وأكثري من التوجه إلى رب الأرض والسماوات. والأخت (النخيل ) تقول " أنا فتاة عمري 19 عاما، وأخي عمره 14 عاما، وأختي عمرها 16 عاما، وهم في سن المراهقة، وبيتنا ملتزم ومحافظ ونشأنا على ذلك، ونحن نستخدم الإنترنت، وتعرفون ما فيه من السلبيات والإيجابيات، وكثيراً ما أسمع عن مخاطر الإنترنت وأخاف أن يقع إخوتي في صيد المواقع الإباحية ومن باب حبي لهم وخوفي عليهم أصبحت أمنعهم من استخدام الإنترنت، وإذا أجبروني وأخبروا والدي فإنني أجلس معهم أو أراقبهم أو ربما أقفل على الكمبيوتر في غرفة وأصرفهم للنظر في أشياء أخرى مثل الدراسة ومشاهدة التلفاز والجلوس مع الأسرة، وقد أصبحت هذه الحالة عندي عقدة تحولت إلى غيرة وخوف عليهم. علما أن أمي تثق في إخواني ولا تراقبهم، وأبي مشغول ولا يريد هذه الأشياء، وأنا الكبرى من البنين والبنات، ولذلك فإنني أحرص عليهم وأحبهم، فكيف أتصرف؟ وتمت الإجابة عليها في موقع الشبكة الإسلامية(islam web ) والجواب: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} ، فأنت بحمد الله تتمسكين بكتاب الله عز وجل وتبذلين جهدك لتقرني العلم بالعمل {وَأَقَامُوا الصَّلاةَ} وتريدين بعد ذلك الإصلاح لنفسك والإصلاح لإخوتك ورعايتهم. إنك تتعاملين مع إخوتك تعامل الأم الناصحة، تعامل الفتاة المؤمنة التي تحرص على أن تحافظ على أخيها وتحافظ على أختها. وقد أحسنت إحسانًا عظيمًا بوضع ضوابط في التعامل مع شبكة المعلومات بالنسبة لأختك وأخيك، فهذا هو الأسلوب الحسن وهو أن يكون هنالك قدر من الضبط في هذا الأمر حتى لا يفتح الباب فيقع الشاب في البلاء ويدخل إلى المواضع الإباحية التي لا تفسد الدين فقط ولا الخلق فقط بل وتهدر المروءة. وأما عن تعاملك مع أخيك وأختك فهذا تعامل حسن ولكن ينبغي أن يكون هناك قدر من التفهم للأسباب الداعية إلى ذلك، وبأسلوب رفيق حسن،فهذا الذي تقومين به هو خير ما فعلته، وينبغي أن يكون هناك أسلوب الإرشاد وأسلوب التوجيه. فبهذا تصلين إلى أن تنوري أخاك وأختك من جهة وتصلين أيضًا إلى تقوية الجانب الإيماني لديهما، وهذه من الخطوات العظيمة التي ينبغي أن تحرصي على السعي فيها، وهي أن تحاولي زرع الرقيب عليهم من جهة أنفسهم، فما أسهل أن يخلو الإنسان ويرتكب ما يريد من هذه الأمور حتى ولو خارج البيت ولكن إذا زُرع في نفسه تقوى الله وزرع في نفسه مراقبته جل وعلا فإنه حينئذ يكون أبعد الناس عن الوقوع الحرام، ولذلك لما سئل بعض الصالحين سؤالاً حسنًا فقيل له: بمَ يستعان على غض البصر عن الحرام؟ فأجاب وأحسن فقال: (بعلمك أن نظر الله إليك أسرع من المنظور إليه)، بل هو مقام الإحسان الذي قال فيه صلوات الله وسلامه عليه: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). فبهذا المعنى يحصل المقصود بإذن الله عز وجل، وينبغي أيضًا أن يكون لك جلوس مع الوالدة الكريمة ومحادثة في هذا الشأن وبيان للمخاطر المترتبة على ذلك بأسلوب لطيف هينٍ يصل إلى قلبها ليحصل التفريق بين الرعاية الواجبة التي أمر الله تعالى بها من الحفظ والصيانة وبين الثقة، فهما أمران لا ينتفيان، ولذلك خرجا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. و تقول الأستاذة ريم أبو عيد، الكاتبة والأديبة المصرية: في تصوُّري: أن الإنترنت أصبح النافذة الرئيسة للإطلال على العالم، والفتياتُ في رأيي مثلهم في استخدام (النت) مثل الشباب، وربما تَكثُر أعداد الفتيات على الشبكة العنكبوتية؛ بسبب أنها قد تكون المتنفَّس الوحيد أمامَهُنَّ؛ للتواصل مع الآخرين، وللمشاركة بالرأي في المنتديات، وما شابه من مواقع تفاعليه". ثم تُضيف أ. ريم أبو عيد: كيف نُرشد الفتيات عند الولوج للنت؟ بقولها: "الوسطية مطلوبة في كل الأمور؛ حتى لا يختل ميزان حياة الإنسان، ففي رأيي: أنه يجب تخصيص عدد ساعات محددة في اليوم لاستخدام الإنترنت؛ حتى لا يؤثر الاستخدام المفرط لها على صحة الإنسان النفسية والعصبية؛ فكما أكدت الدراسات: أن الاستخدام المفرط للإنترنت يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للإنسان، كما أنه قد يؤثر على حياة الفرد الاجتماعية كذلك، ويجعله بمعزل عنها؛ إذا أفرط في استخدامها". وتستطرد أ. أبو عيد، موضحة الإيجابيات والسلبيات للإنترنت، فتقول: "كلمة الإدمان - في حد ذاتها، وفي كل الأمور - سلبية، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون إيجابية، وإدمان الفتيات للنت: هو مؤشر على وجود خلل ما في المنظومة الاجتماعية، بمعنى: أننا يمكن أن نطلق عليه "صافرة إنذار"، بأن هناك مشكلة، لا بد من العمل على حلها سريعًا؛ فالفتيات في بعض المجتمعات لا يجدن مساحة كافية؛ للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والعمل، والترفيه؛ لذا يلجأن إلى الإنترنت، كحل للهروب من واقع تَمَّ فَرْضه عليهن من المجتمع. وتؤكد أ. أبو عيد: أن هناك أخطارًا على الفتيات؛ من جراء استخدام النت؛ فتقول: "إذا أسيء استخدامها فإن هناك - بالطبع - خطرًا كبيرًا، ولكنني لست مع الرأي الذي ينادي بمنع الفتيات من استخدام (النت) على الإطلاق؛ لأن المنع من استخدام تقنية ما ليس حلاًّ لإساءة استخدامها من البعض، ولكن يجب تعليم الفتيات كيفية استخدامها؛ بحيث يحققن أقصى إفادة ممكنة منها، دون أن يتعرضن لتلك الأخطار". وتقول الأستاذة منيرة آل سليمان "إن كان هناك من إدمان على الماسنجر بالنسبة للفتاة فلأنه يعتبر نافذتها على العالم الخارجي ، وسهولة تواصلها مع الأخريات نظرا لقلة زياراتها وكثرة مكوثها في البيت. أما السلبيات وطغيانها على الايجابيات فهو حكم غير قابل للتعميم فحين يكون ايجابيا لدى فتاة ما يكاد يكون كارثيا لدى أخرى. و تضيف أن إضافة الفتاة لفتيات لا تعرفهن في الماسنجر وتمليكهن أسرارها هو بكل تأكيد سيكون ضارا ووبالا عليها فهي كمن تنشر غسيلها على حبال الجيران !! ثم ما أدراها أن من تحادثها فتاة ؟ قد تكون رجلا مريضا يحب الخداع" . متابعة للمجازر الحادثة ضد المسلمين فى افريقيا الوسطى (صور فيديوهات تقارير) سلسلة الآداب في السنة(آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، إلخ)متجددة تابعونا **من روائع وصايا الآباء للأبناء********متجددة إن شاء الله كيف تخاطب الآخرين وتؤثِّر فيهم؟! صفات وآداب الخطيب ونصائح مهمة للخطابةالمفوهة___ متجددة إن شاء الله مجموعة كبيرة من الفتاوى والبحوث الفقهية لكبار العلماء عن احكام الحج ادخل من فضلك اخى الحاج هنا تجميع لكل ما يخص مسلمى بورما من اخبار عن المذابح والماسى نرجوا من الكل المشاركة السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف)لكى نتعلم من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكل من ينتظر مولود جديد ويحتار فى اختيار اسم له اُدخل هنا فنحن نساعدك فى اختيار الاسم سلسلة القيم الخلقية للاسرة المسلمة وبناء المجتمع المسلم تابعوا معنا مشاكلنا وحلولا لها تجارب الغير والاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجدد توفى والد الأخ أبو البراء "رافع اللواء" نسألكم الدعاء رد مع اقتباس رد مع اقتباس 01-21-2013, 11:59 PM #99 ابو وليد المهاجر ابو وليد المهاجر غير متصل مُـتـابـع عام تاريخ التسجيل Feb 2009 الدولة مصر المشاركات 88,755 افتراضي رد: مشاكلنا حلولا لها تجارب الغير الاستفادة منها بيوت المسلمين وما يحصل فيها نقاشاتكم وحوارتكم متجد بعد علاقة أخرى... شخص متزوج يريد الزواج بي! أجاب عنها : سميحة محمود السؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة كنت على علاقة مع رجل تقريبا لمدة سنة وتركنا بعضنا حينما أخبرته بأنه تقدم لي رجل من نفس قريته لخطبتي لأني والله العظيم أخبرته لأني كنت أريده بالحلال لكن هو صرح لي أنه لا يستطيع الزواج بي بسبب معرفته السابقة بي, الرجل الذي تقدم لي عمره 42سنة متزوج وله 17 سنة زواج ولم تنجب زوجته أبناء وتقدم لي الآن أنا محتارة من جميع الجهات: هل أوافق وفارق العمر تقريبا 15سنة وهل أستطيع أن أعيش بسلام بدون خوف وخصوصا هذا الرجل من نفس قرية الذي كنت معه على معرفة رغم أنه قال لي بالحرف الواحد (لا تظني أني سأخرب عليك حياتك والله أني فرحت لك وأتمنى تتزوجين اليوم قبل بكرة) وحلف لي أنه لا يعرفه ومرة أخرى قالي لي أعرفه فلم اعرف ماذا أفعل؟ هل أوافق هل أرفض هل أترك الموضوع برمته هل أستعيض الله خيرا والله أني في حيرة.. أرجوكم الرد علي وجزكم الله خيرا ... الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد. مرحبا بكِ وسط أهلكِ وأحبابكِ، ونشكر لكِ ثقتكِ وندعوكِ دوما للاتصال بنا وتصفح موقعنا ونسأل الله أن يدبر لكِ أمركِ، ويصلح لكِ شأنكِ، ويكتب لكِ السعادة ويعينكِ علي طاعته. ابنتي الحبيبة.. ذكرتِ في رسالتكِ أنكِ (كنت على علاقة مع رجل تقريبا لمدة سنة) ثم تركتيه بعد أن تقدم لكِ رجل من نفس قريته، أي أن الذي كنتِ تعرفينه ليس من قريتكِ؛ فكيف إذن عرفتيه؟ وكيف كان التواصل بينكما الذي استمر عاما كاملا؟ أغلب ظني أنكِ تعرفت عليه عن طريق الإنترنت، والتواصل أيضا كان عبر نفس وسيلة الاتصال. ومع الأسف الشديد أجد الكثيرات من الفتيات يقعن فيما وقعتِ فيه، فالبداية كما يذكرن تكون مجرد مشاركات عامة علي الإنترنت، ثم يحدث تعارف بين فتي وفتاة، ثم تواصل، ثم وعد بالزواج، وربما تنتهي العلاقة بمأساة وفضيحة، ومن كانت أفضل حظا تنتهي بمجرد افتراق وكل طرف يذهب إلي حال سبيله، بعد أن تكون الفتاة قد خُدعت بأوهام الحب والزواج وأكون في انتظار اليوم الموعود الذي يطرق فيه الشاب بابها طالبا يدها.. وهيهات.. هيهات أن يحدث هذا، فالشاب الذي يريد الزواج يبحث عن صاحبة الدين والأخلاق التي ترفض الحديث وإقامة أي علاقة مع شاب لأنه سيأتمنها علي عرضه وشرفه، وتكون هي الأم الصالحة التي تربي أولاده، فكيف يختار ويأتمن من فرطت وتهاونت وأقامت علاقة مع أجنبي عنها لمدة عام كامل؟!! وهو صادق وصريح عندما قال لكِ ودون خجل: (أنه لا يستطيع الزواج بي بسبب معرفته السابقة بي). بل حتي في حالة إتمام زواج بعد مثل هذه المعرفة سيكون الشك والريبة مسيطرا علي قلبه ولسان حاله يقول له كل يوم: كما أقامت علاقة معك، ما المانع أن تقيم علاقات أخري مع آخرين غيرك؟!! أليس كذلك؟؟ لهذا نصيحتي لكِ -ابنتي المؤمنة- أن تقطعي صلتكِ بهذا الرجل تماما، وطي هذه الصفحة تماما من حياتكِ، بل جاهدي نفسكِ عن نسيانها، سواء تم زواجكِ من الرجل المتقدم لكِ أو لم يتم، واحذري أن يتواصل معكِ أو يحاول أن يعرف أخباركِ بحجة الاطمئنان عليكِ، فمثل هذا لن ينسحب بسهولة، ودون وضع ضغوط عليكِ لابتزازكِ، فاحذري من التواصل معه علي أي شكل، وإن كنت تحادثيه عبر الإنترنت، فاغلقي جهاز الكمبيوتر تماما في هذه الفترة، أو ضعيه في مكان واضح أمام أعين أسرتكِ حتي تتحسبي للعيون من حولكِ، وعين الله – سبحانه وتعالي – هي الرقيبة عليكِ في سركِ وجهركِ، فاحذري أن تجعلي الله أهون الناظرين إليكِ. ابنتي الكريمة.. لابد أن تعترفي بينكِ وبين نفسكِ أن ما فعلت معصية لله تستوجب التوبة، فاقصدي الله في توبة صادقة نصوحة وأكثري من الاستغفار، واحمدي الله كثيرا أن الأمور لم تتطور إلي ما لا يحمد عقباه، وتقربي إلي الله بالمحافظة علي الصلوات في أوقاتها، وقراءة القرآن الكريم؛ وحبذا لو تلتحقي بدار لتحفيظ القرآن، تتعرفي من خلالها علي الفتيات الصالحات، وليكن لكِ نصيب في صيام النوافل، وقيام الليل والدعاء في الثلث الأخير من الليل . ابنتي الفاضلة... جميل منكِ أن تستشيري في أمر الزواج الذي يترتب عليه أسرة وحياة وأبناء، والاستشارة منهج نبوي حث عليه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، ولهذا سنحلل هذا الأمر سويا حتي نصل إلي نتيجة مرضية بإذن الله تعالي بعيدا عن أمر الرجل الذي ذكرتِ أنكِ تعرفينه والذي اتفقنا علي قطع الصلة به وحذفه تماما من ذاكرتكِ، وثقي أنه لن يفعل شيئا سوي أنه سيبحث عن غيركِ للتسامر وإضاعة الوقت.. بالنسبة للرجل المتقدم للزواج منكِ والذي يكبرك بـ 15 عاما، والذي أشرتِ أنه متزوج ولكنه لم ينجب، لم تذكري يا عزيزتي أي معلومات عنه سوي عمره وأنه متزوج وزوجته لم تنجب؛ فهل هو رجل ملتزم دينيا؛ بمعني أنه محافظ علي العبادات ويتحري الحلال ويبتعد عن الحرام؟ هل هو صاحب أخلاق جيدة بمعني أنه كريم، سمح، طيب المعشر، هين لين وليس فظا غليظا؟ هل هو قادر ماديا حتى يؤسس لكِ بيتا مستقلا عن بيت زوجته، وسيوفر لك كل ما تحتاجه الحياة الزوجية الكريمة المحترمة وسيكون لك الزوج والسند وما إلي ذلك من مقومات الرجولة الحقة ؟ هل هو سيبقي علي زوجته أم سوف يطلقها؟ بالطبع الأخلاق والمروءة تدعوه أن يبقي علي زوجته الأولي من باب الوفاء (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وليس من حقكِ أن تطالبيه بأن يترك زوجته الأولي لأن هذا ظلم لها. وإن أبقي علي زوجته الأولي، فإنه غالبا في مثل تلك الزيجات، تبدأ الزوجة الأولي في الغيرة من الثانية حتى وإن كانت موافقة في البداية، ثم يعقب الغيرة وضع الخطط والمكائد للإطاحة بالزوجة الثانية، وخاصة أن الأولي صاحبة العشرة وإن لم يكن لها منه أبناء، فالزوج يحفظ لها الود والوداد، وهي صاحبة مكانة في قلب أهل الزوج، فربما هذا يجعل كفتها هي الراجحة، وأحيانا لا يستطيع الزوج أن يصمد أمام هذا التيار العاتي خصوصا إن تأخر حمل الزوجة الثانية، وقتها لابد له من التضحية، والتضحية دائما ستكون بمن أضعف شكيمة، وقتها ستكونين أنتي الضحية. معني ذلك أن تدرسي هذا الوضع جيدا قبل أي قرار، وأنت وأسرتكِ أدرى بشخصية هذا الرجل والظروف المحيطة به، فالصورة لابد أن تكون واضحة أمامكم حتي تأخذوا القرار الصحيح، فالصورة إما تكون دافعا لترجيح كفته للارتباط بكِ، أو تكون دافعا قويا للرفض وإنهاء هذه الزيجة. وفي الختام: أسأل الله أن يختار لك الصالح في أموركِ كلها ويوفقكِ لما فيه الخير.. كل الخير. ونحن في انتظار جديد أخباركِ.

Monday, 31 July 2017

سوريا (واقع وأحداث)

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: السنة فطرة الله: لقد وصف الله تعالى أهل اليمن وبلدتهم بأنها بلدة طيبة، فقال سبحانه: ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ [سبأ:15]، كما أخبر تعالى أن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، فقال: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً﴾ [الأعراف:58]، ومعلوم أن هذا الوصف يقتضي الاستمرار والديمومة والبقاء عبر الزمان، ويقتضي اتساع المكان واستيعابه، وهذا يقتضي أن اليمن بلد سنة، وهو كذلك منذ بزوغ فجر الإسلام، وإن قطعت بعض محافظاته في بعض حقب التاريخ عن انتسابها إلى السنة، لكن السنة لم تخل من هذه المحافظات، ولو كان على جهة الأقلية أحياناً، لكن ثلاثة أرباع أهل اليمن على السنة، ويتسع فيها أهل السنة ليشمل ذلك المحافظات الجنوبية بلا استثناء، ويشمل ذلك المحافظات الشمالية إلا القليل منها. وكما هو معروف أن السنة ليست مذهباً من المذاهب، وإنما هي امتداد طبيعي للإسلام، والسنة هي الإسلام التي تمثل نقاءه وصفاءه وجوهره، ولهذا فأهل السنة في اليمن -والحمد لله- كُثر، وهم الأغلبية المطلقة، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة بل هو الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً، لكنهم يحتاجون إلى اجتماع كلمتهم، وتوحد صفوفهم، ومعرفة الخطر المحدق بهم من المذاهب الأخرى الهدامة كالرافضة والباطنية وغيرهم. ومعلوم أنه داخل اليمن طائفتان، هما: التشيع والباطنية، وانقرضت الباطنية انقراضاً شبه كلي من اليمن إلا بلداناً صغيرة بقي فيها هذا المذهب، وتوجد فيها أقلية لا تكاد تذكر محصورة منكمشة منقبضة على نفسها، أما التشيع فبحكم غلبة دولة الأئمة الذين حكموا اليمن فإن الشيعة بقي لهم شأو ووجود، خصوصاً في بعض محافظات الشمال العليا، ولكن الشيعة التي نقصد بها في اليمن ليست هي الرافضة الإثنى عشرية، وإنما هم الزيدية الذين هم أقرب فرق الشيعة إلى السنة، وكان بينهم وبين أهل السنة تعايش وتوافق إلى حد كبير، ولم تُعرف ما يعرف بالحروب الطائفية، ومحاولة استئصال الآخر، وبعد حدوث الثورة التي مر عليها ثمان وأربعون سنة انتشرت السنة انتشاراً كبيراً بحكم توحد المنهج الدراسي، وبحكم السماح لها. والسنة لأنها الفطرة، ولأنها الدين الصافي النقي إذا فسح لها المجال قبلها الناس، وانقادوا لها، وأحبوها، أما بالنسبة لغيرها من المذاهب فهي تحتاج إلى مقومات أخرى: تحتاج إلى قوة، تحتاج إلى مادة، تحتاج إلى إغراءات. كما هو الحال في مذهب التشيع، أما السنة فهي فطرة الله يقبلها كل إنسان الصغير والكبير، والشيخ والطفل، ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم:30]. دور العلماء البارز في نشر العقيدة الصحيحة: أما عن دور العلماء والدعاة في نشر الإسلام والعقيدة الصحيحة في اليمن، فالعلماء لهم دور بارز في نشر هذه العقيدة الصحيحة الصافية، وخصوصاً من بعد حصول الثورة في اليمن، وانتشار وتوحد المناهج الدراسية، والسماح للدعاة بالانتشار في بلاد الزيدية انتشرت السنة.. انتشرت في صعدة التي تعد عاصمة التشيع وقصبته في اليمن، وهي موطن الهادي يحيى بن الحسين الرسي.. انتشرت في محافظة صنعاء، انتشرت في محافظة ذمار التي كانت تسمى بكرسي الزيدية.. انتشرت في بقية المحافظات الأخرى كحجة والمحويت وغيرها ممن كان للزيدية فيها تواجد كبير. انتشرت السنة بحكم قبول الفطر لها، ولأنها تعتمد على الدليل الصافي النقي، ولأنها بعيدة عن الخرافة كل البعد.. بل هي ضد لها، انتشرت السنة وكان للعلماء دور بارز، وخصوصاً من خريجي الجامعات الإسلامية الذين كانوا في المدينة النبوية وغيرها، والذين كانوا في معهد دار الحديث في مكة، وكذلك العلماء الذين كانوا هنا في اليمن كان لهم دور بارز، وخصوصاً الذين تتلمذوا على كتب الإمام الشوكاني، وكتب الإمام الصنعاني، وكتب محمد بن الوزير، وغيرهم من علماء اليمن المشهورين. هذه المدرسة كان لها ولطلابها دور بارز في نشر العقيدة الصحيحة السلفية النقية، والخرافة بحكم وجود التشيع في اليمن الأعلى، والتصوف في اليمن الأسفل كانت موجودة ومعشعشة، وبحكم غلبة الجهل، وبحكم قلة العلماء أيضاً كان للخرافة وجود كبير، فعندما جاءت السنة، وجاءت الدعوة الصحيحة -بحمد الله تعالى- تبددت تلك الخرافات وانقرضت، ولم يبق بلد إلا وعمته السنة؛ لأن الخرافة والبدعة والجهل كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، إذا جاء نور الله وجاء الحق زهق الباطل، واتضح لكل ذي عينين. والعلماء لهم دور بارز في توضيح هذه العقيدة من خلال ما وجد من إنشاء المراكز والمواقع في الشبكة العنكبوتية، وإنشاء مراكز متخصصة لنشر كتب السنة، ونشر الكتب التي تفضح الرفض، من خلال المناظرات، من خلال المنشورات، من خلال المقابلات، من خلال الندوات، من خلال الزيارات، فلهم دور بارز -والحمد لله على ذلك- ونرجو أن تكون الجهود أكثر تكثيفاً مما هي عليه. مصادمة مذهب الرفض للفطر السوية ولدين الإسلام: مذهب الرافضة مذهب خبيث لا تتقبله الفطر السليمة، وهذا المذهب لا يعشعش، ولا يفرخ، ولا يجد له مكاناً ووجوداً إلا في بيئة جاهلة تسودها الخرافة والجهل، ليس فيها نور العلم، ولذلك نلحظ أنه لم يتغلغل إلا في البلدان الأعجمية، الذين هم أبعد الناس معرفة بلسان العرب، ولغة العرب، وفهم العرب، وصفاء عقلية العرب؛ فعشعشت فيهم خرافة الرافضة. وهذا المذهب الخبيث الذي يقوم على التشكيك بكتاب الله المعصوم، ويقوم كذلك على الطعن بنقلة هذا الكتاب العظيم، وهم الصحابة الذين هم عدول الأمة، والذين هم تربية النبي صلى الله عليه وسلم، والذين هم يمثلون جوهر الإسلام النقي، ومدرسة النبي صلى الله عليه وسلم الصافية النقية، والذين يطعنون في أمهات المؤمنين، والذين من مذهبهم وأصولهم المتعة التي تعني الفاحشة، وإشاعتها بين المؤمنين، وغير ذلك من المبادئ الخبيثة التي يرتكز عليها مذهب الرافضة، فاليمن ليس بلداً صالحاً لهذه البذرة الخبيثة، كما سبق أن ذكرنا أن الله سبحانه وتعالى وصف اليمن بأنه: ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ [سبأ:15]، وقال: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً﴾ [الأعراف:58]، فالمذهب الرافضي مذهب خبيث، ولا يمكن أن يجد له قبولاً في اليمن، نعم وجد على حد القائل: لكل ساقطة في الأرض لاقطة *** وكل كاسدة يوماً لها سوق وجد من يعتنق مذهب الرفض في اليمن، وهؤلاء دُخل عليهم أولاً من قَبيل أو طريق التشيع الموجود في اليمن، وهو الذي يمثل المذهب الزيدي، فبحكم هذا التوافق أو التقارب في المسمى، وبحكم النسب الهاشمي الذي دائماً يجعل ذريعة للوصول إلى التشيع، ولباساً يلبس به التشيع، وبحكم كذلك بيئة الخرافة والجهل الذي يوجد فيهما السحر، وتعشعش الخرافة؛ اعتنق البعض مذهب الرافضة، والبعض أيضاً من قبيل الإغراء.. أغروا بالمادة ممن جعلهم يبعثون بأبنائهم وفلذات أكبادهم إلى المدارس الرافضية في قُم والعراق وغيرها، فجاءوا وقد خصبت فيهم هذه الفكرة والنبتة الخبيثة فبدءوا ينشرون الرفض، ولكن -والحمد لله- تصدى لهم أهل الحق من علماء السنة، وطلاب العلم، فلم يعد هناك بلد ليس فيه أهل السنة، صحيح أن البلد الذي كان فيها المذهب الزيدي معشعشاً هو أكثر الضحايا أمام الرافضة، ولكن مع ذلك يوجد من عقلاء الزيدية وعلمائهم من حذروا من هذا الفكر، وتصدوا له بقوة كما تصدى له أهل السنة، ووجد البعض نفسه ضحية لهذا المذهب بحكم الإغراء، بحكم البعثات، بحكم المادة، بحكم الإشاعة والدعاية التي يمتلكها هؤلاء الروافض، ولكنها تتبخر -إن شاء الله عز وجل- مع مرور الأيام وانتشار الحق وزهوق الباطل. واجب العلماء في مواجهة الرفض: العلماء في اليمن الحقيقة -كما سبق أن ذكرت- لهم دور بارز في الدفاع عن ثوابت أهل السنة من خلال إنشاء المراكز الشرعية، وإنشاء المواقع الإلكترونية، والندوات التي أقاموها، والكتب التي نشروها، والمطويات، والزيارات والنزلات.. إلى غير ذلك، ولو وجد في اليمن إعلام حر وقنوات حرة تهتم بهذا الأمر لكان الخير أكثر وأعم، ولكن نحن محاصرون في اليمن بإعلام رسمي يمسي ويصبح وهو يسبح بحمد السلطة والثناء عليها، وإعلام آخر ضعيف ولكنه متحيز لطائفة أخرى أو لتحزب آخر لا اهتمام له بهذا الباب، ولذلك لو وجد لأهل اليمن قناة، ولو وجد لهم منبر حر واسع لتصدوا من خلاله لكل فتنة توجد في اليمن، سواء كانت فتنة طائفية مذهبية، أو كانت غير ذلك من الفتن، لكن أهل السنة الحقيقة أنهم محاصرون من خلال القنوات والمنابر لا يستطيعون أن يتحدثوا إلا في نطاق محصور، وهذا يحتم عليهم أن يسعوا لإيجاد قناة، وأن يسعوا لتكثيف المواقع الإلكترونية، وإيجاد مراكز بحثية وقوية وكبيرة، وتكتل كبير وقوي، وأن يسعوا كذلك لتوحيد الصفوف في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، من أجل أن يكون لهم كيان قوي يمثلهم، ويتحدث باسمهم، ويبين حقائق هذه المذاهب المزيفة الوافدة التي ليس لها جذور، وليس لها أصول، وليس لها قبول في المجتمع اليمني. نسأل الله تعالى أن يجمع الكلمة، ويوحد الصف، ويؤلف بين القلوب، ونسأله تعالى أن يعلي راية الحق وأهله، وأن يدحض راية الباطل وحزبه، وأن يجعلنا من عباده المخلصين، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الكاتب: عبد الله بن غالب الحميري المصدر: منبر علماء اليمن

Wednesday, 26 April 2017

الظلم ظلمات يوم القيامة

17 الظلم ظلمات يوم القيامة صورة المطوية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها. إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم]. وعن جابر أن رسول الله قال: { اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم]. والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة. وهو ثلاثة أنواع: النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]. النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33]. النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته: غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه]. مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { مطل الغني ظلم } [متفق عليه]. منع أجر الأجير: عن أبي هريرة عن النبي قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } [رواه البخاري]. وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ). الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } [رداه مسلم]. السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { ... والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } [رواه البخاري ومسلم]. عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله ، فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } [متفق عليه]. حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام. شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس قال: ذكر رسول الله الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه]. وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى. فيا أيها الظالم لغيره: اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله : { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال: لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]. وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]. وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك. وتذكر أيها الظالم: قول الرسول : { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة عن النبي قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم]. ولكن أبشر أيها الظالم: فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط: 1- الإقلاع عن الذنب. 2- الندم على ما فات. 3- العزم على أن لا يعود. 4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الظلم ظلمات يوم القيامة

الظلم ظلمات يوم القيامة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها. إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم]. وعن جابر أن رسول الله قال: { اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم]. والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة. وهو ثلاثة أنواع: النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]. النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33]. النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته: غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه]. مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { مطل الغني ظلم } [متفق عليه]. منع أجر الأجير: عن أبي هريرة عن النبي قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } [رواه البخاري]. وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ). الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } [رداه مسلم]. السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { ... والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } [رواه البخاري ومسلم]. عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله ، فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } [متفق عليه]. حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام. شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس قال: ذكر رسول الله الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه]. وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى. فيا أيها الظالم لغيره: اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله : { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال: لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]. وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]. وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك. وتذكر أيها الظالم: قول الرسول : { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة عن النبي قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم]. ولكن أبشر أيها الظالم: فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط: 1- الإقلاع عن الذنب. 2- الندم على ما فات. 3- العزم على أن لا يعود. 4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأم.. مكانتها ودورها

أغسطس 2002 الأم.. مكانتها ودورها سعود بن إبراهيم الشريم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد: جندية مجهولة فعلى البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند، وهي حارسة حيث لا حرس، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه، وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟! أم الإنسان – عباد الله – هي أصله وعماده الذي يتكئ عليه، ويرد إليه وَاللهُ جَعَلَ لَكُم من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل:72]. وكون الشيء أصلاً وعماداً دليل بارز بجلائه على المكانة وعلو الشأن وقوة المرجعية، ألا ترون أن أم البشر حواء، وأم القوم رئيسُهم، وأم الكتاب الفاتحة، وأم القرى مكة، وفي ثنايا العلوم كتاب الأم للشافعي رحمه الله؟! لماذا الحديث عن الأم؟ من خلال هذه المقدمة الوجيزة عن الأم، ربما يدور بخلد سائل ما سؤال مفاده: أيوجد ثمَّ مشكلة تستدعي الحديث عن مخلوقة ليست هي بدعاً من البشر؟ أم أن الحديث عنها نوع تسلية وقتل للأوقات؟ أم أن الأمر ليس هذا ولا ذاك؟. والجواب الذي لا مراء فيه: أن الأمر ليس هذا ولا ذاك، بل إن الأمر أبعد من هذا وأجلّ، إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا نتحدث عنها على أنها قرينةُ الأب، لها شأن في المجتمع المكوَّن من البيوتات، والبيوتات المكونة من الأسر، والأسر المكونة منها ومن بَعْلِها وأولادها، هي نصف البشرية، ويخرج من بين ترائبها نصف آخر، فكأنها بذلك أمةٌ بتمامها، بل هي تلد الأمة الكاملة، إضافة إلى ما أولاه الإسلام من رعاية لحق الأم، ووضع مكانتها موضع الاعتبار، فلها مقام في الحضانة، ولها مقام في الرضاع، وقولوا مثل ذلك في النفقة والبرِّ وكذا الإرث. فالحديث عن الأم إذاً يحتل حيزاً كبيراً من تفكير الناس، فكان لزاماً على كل من يهيئ نفسه لخوض مثل هذا الطرح أن يكون فكره مشغولاً بها، يفرح لاستقامة أمرها، ويأسى لعوجه، ويتضرس جاهداً في الأطروحات المتسللة لواذاً؛ ليميز الخبيث من الطيب، فلا هو يسمع للمتشائمين القانطين، ولا هو في الوقت نفسه يلهث وراء المتهورين. والمرتكز الجامع في هذه القضية، والذي سيكون ضحية التضارب والمآرب، هي أمي وأمك وأم خالد وزيد، وحينئذ يجني الأولاد على أمهاتهم، ويقطعون أصلاً وأُسًّا قرره رسول الله لرجل حين جاء يسأله: { من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك } [خرجاه في الصحيحين]. وسلام الله على نبيه عيسى حين قال: وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً [مريم:32]. ماذا يحدث لو غاب دور الأم؟! إن الارتفاع بشأن الأم في أوساط الناس وفق الحدود والمعالم التي حددها الشارع الحكيم لهو من دواعي رفعة البيت المسلم، كما أن المحاولات الخبيثة في خلخلة وظيفتها التي فطرها الله عليها من حيث تشعر هي أو لا تشعر، سببٌ ولا شك في فساد الاجتماع، وضياع الأجناس، وانثلام العروة، فأزاحت الأم عن نفسها مسؤولية النسل ورعايته، فأصبحت لنفسها لا لرعيتها، ومن ثم قد تُسائل هي نفسها عن السبب، وما السبب إلا ما بيَّناه آنفاً، ولعمرُ الله كم قد تحقر الأم نفسها، أو يغيب عن وعيها مكانتها وسلطانها، ولو رفعت ببصرها قليلاً في ديوان من دواوين سنة المصطفى لوجدت قول النبي : { والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده } [رواه البخاري]، ومعلوم أن الرعاية لا توكل إلا لذي قدرة وسلطان على رعيته، ومن هنا عُلم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. لقد أصبح دور الأم ضعيفاً في تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة؛ بسبب جهلها، أو غلبة المفاهيم الدخيلة عليها، فانحرفت مع التيارات المناوئة لما فُطِرت عليه، فخرج كثير من الأمهات من بيوتهن، وقلَّ تدينُهن وقربُهن من الله، فحصل الإهمال وضاع العيال، ولربما سلّمت فلذات كبدها إلى أيدي خادمة غير مسلمة !! وإن كان ثم مسلمة فجهلها أضعاف جهل الأم، فكانت كالمستجير من الرَّمْضاء بالنار، والمعلوم المقرر أنه ليس لبشر أمان. أماه … لا تنخدعي ! لقد انقاد كثير من الأمهات وراء صيحات أهل الكفر، فأُعجبت ببريق ما عندهم، وظهر النَّهم عندهن، حتى إنك لتحسه من إحداهن، فتراها كلما تقدمت في السن والإنجاب ازدادت في التشبب، ولا تزال تبتدئ من حيث انتهى أهل الكفر أنفسهم. إذاً الأم هناك تعيش تعيسة مُهَانة، لا أمل لها في ولد ولا بنت، ولربما لم تشعر بقيمة الأمومة والبنوة إلا بكلب تقتنيه، أو سِنَّور يحل في قلبها محل ابن آدم، وذلك كله ليس بمانع هذا الحيوان من أن يكون يوماً ما وريثها الوحيد دون أولادها، وأولادها في غفلة سادرين، ينتظرون خبر وفاتها بفارغ الصبر، لينعموا بما تخلفه من تركة أو عقار، وإن كانت الأم فقيرة الحال ففي دور العجزة والرعاية بالمسنين متسع لها ولمثيلاتها. إن الذين يزدرون وظيفة ربة البيت التي هي الأم،هم جُهَّال بخطورة هذا المنصب وآثاره العميقة في حاضر الأمم ومستقبلها المشرق، بل إن أعباء هذا المنصب لا تقل مشقة ومكانة عن أحمال الرجال خارج بيوتهم، وإن القدرات الخاصة التي توجد لدى بعض الأمهات لا تبرِّر لهن إلغاء هذا المنصب، الذي لا يليق إلا لهن، ولا يلِقْن إلا له. فطرة اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلقِ اللهِ [الروم:30]. أكمل الأمهات !! ليس أكمل الأمهات تلك الأم التي امتلأت في عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية،في حين أن القلب خواء مما ينفع بيتها أو يفيده، إن مثل هذه الأم تحل بما تعلمت مشاكل وتخلق مشاكل أخرى، لا ليس نضح الأم كمثل هذا، إنما الأم هي تلك المصونة العفيفة، التي أضاءت قلبها بنور الإيمان والطاعة، والاتباع للكتاب والسنة، والتي هي لبعلها وولدها كالإلهام والقوة في إدخال السرور، والنقص من الآلام، ولم تكن الأم قط أعظم من الأب إلا بشيء واحد هو خلقها ودينها، الذي تجعل به زوجها وولدها خيراً وأعظم منها، وقديماً قيل: وراء كل رجل عظيم امرأة. فالمرأة – أيها الناس – إما زوجة حانية، أو أم مربية، أو هي في طريقها إلى هذا المصير النبيل بعد أن تشبّ عن الطوق. دورك يا أمَّاه !! إن تصور الأم قاعدةً في البيت لا شغل لها جهلٌ مُركَّب بمعنى الأسرة الحية، كما أن تصورها محلاً لإجادة الطهي والخدمة فحسب ضربٌ من السلوك المعوج الذي عرفته الأم الكافرة إبَّان إفلاسها الأخلاقي والأسرى، والذي أثبت من خلاله أن الأم العاطلة خير من الأم الفاسدة الخرَّاجة الولاَّجة، وأن الأمهات المحتبسات في المخادع والبيوت أشرف من اللواتي يتكشَّفن لكل عين، ولا يرددْن يد لامس أو نظرة لاحظ. ونحن - معاشر المسلمين - لا نريد في حياتنا من خلال الواقع المرير أن نوازن بين شرين، لنختار أحدهما أو أخفهما، كلا بل إننا نريد أن نحقق ما طالبنا الإسلام به، من إقامة أسرة مستقيمة يشترك الجنسان معاً في بنائها، وحمل تبعاتها على ما يرضي الله ورسوله، ليتحقق فينا قول الباري جل وعلا: وَالذِينَ ءامَنُوا وَاتبَعَتهُم ذُريتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنَا بِهِم ذُريتَهُم وَمَا أَلَتنَاهُم من عَمَلِهِم من شيء كُل امرئ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ [الطور:21]. يقول وكيع بن الجراح: قالت أم سفيان المحدِّث لولدها سفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلتتبعني. هذه هي أم أمير المؤمنين في الحديث. وقبل ذلك حذيفة بن اليمان تسأله أمه: يا بني، ما عهدُك بالنبي ؟ قال: من ثلاثة أيام، فنالت منه وأنَّبته قائلة: كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام؟. وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم رضي الله عنها أنها آمنت برسول الله ؛ قالت: فجاء أبوأنس – وكان غائباً – فقال: أَصَبَوتِ؟ قالت: ما صبوت، ولكن آمنت بهذا الرجل. قالت: فجعلت تلقِّن أنساً وتشير إليه: قل لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمداً رسول الله، ففعل، قال: فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول: لا أفسده، فلما كبر أتت به النبي وقالت له: هذا أنس غلامك، فقبَّله النبي . لقد قامت الأم بدورها الريادي في التربية والتوجيه، متمثلاً في شخصيات وسلف هذه الأمة لا تعد حصراً، إيمان بالله، وحسنُ تربية، ولا تفسدُ على زوجها إصلاحَ بيتها، تطلعه على كل ما من شأنه إصلاح البيت المسلم، بيتها دار الحضانة الأسمى، لا دور الحضانة المنتشرة في آفاق المسلمين، والتي ينبغي ألاَّ تُقبل إلا في الضرورات الملجئة. في الخنساء عبرة وعظة أيتها الأم المسلمة.. أيها الأب المسلم: في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفهم خير وعبرة، والخنساء رضي الله عنها عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان جاهليتها، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابْنُ أبٍ واحد وأم واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فُضحت أخوالكم. فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قُتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. هذه هي الخنساء فأين جملة من رائدات نهضة الأمومة منها؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلاتُ عن واجب الأمومة منها؟ إن جملة منهن – ولاشك – أقصر باعاً وأنزل رتبةً من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أُمًّا لأربعة، ولو تورطت بهم يوماً ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل، وكفى بالأم إثماً أن تضيِّع من تعول. وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها على رجال كثير مع أنوثتها وقصورها عن الرجل، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، والخنساء، لَفضُلتْ النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر. فالصالِحاتُ قانِتاتٌ حَـافِظَاتٌ للغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ [النساء:34]. فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبَّة، وعلينا جميعاً أن نعلم أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول: يا لَيتَني مِت قَبلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسياً منسِياً [مريم:23]. ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله تعالى: المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا [الكهف:46]، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها. تقول عائشة رضي الله عنها: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال: { إن الله قد أوجب لها الجنة – أو أعتقها من النار } [رواه مسلم]. الله أكبر.. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة !!. لا للعقوق ألا فليتق الأولاد الله، وليقدِّروا للأم حقَّها وبرَّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم قبل أن تحل بهم عقوبة الله وقارعته، ففي الصحيحين يقول النبي : { إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات }، وعند أحمد وابن ماجة أن النبي صلى الله عيله وسلم قال: { إن الله يوصيكم في أمهاتكم } قالها ثلاثاً، وعند الترمذي في جامعه عن النبي قال: { إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء… وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه }. ولا بطلقة واحدة ألا لا يعجبنَّ أحدٌ ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرُّها طريق إلى الجنة. جاء عند البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد: "أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث: أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول: إني لها بعيرها المذلَّل *** إن أُذعرت ركابها لم أُذعر الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة!". ليس هكذا تُكرم الأم!! ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أنه ينبغي التنبيه إلى مكانة الأم. وواجب الأولاد والمجتمع تجاهها لا يعني خرق حدود الشريعة أو تجاوزها، إذ تلك حدود الله فلا تعتدوها، فالأم لا تُطاع في معصية الله، ولا يُقدَّم قولها على قول الله ورسوله، ولا ينبغي أن يُتشبَّه بأهل الكفر في طقوسهم ومراسيمهم مع الأم، والتي هي ليست من نهج الإسلام في شيء،حيث يعملون لها يوماً في السنة هو يوم البر بها، يقدمون لها فيه شيئاً من الزهور أو الطيب ونحو ذلك، يسمونه عيد الأم، وهذا من البدع المنكرة التي يكتنفها آفتان: أولاهما: تقليد أهل الكفر: ورسول الله نهانا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، ومن أبى فقد قال عنه : { ومن تشبه بقوم فهو منهم }، حتى لقد قال اليهود عنه: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه [رواه مسلم]. وثاني الأمرين: هو إحداث عيد واحتفال لا يُعرف في أعياد المسلمين: وما للمسلمين إلا عيدان: عيد فطر، وعيد أضحى، وما عدا ذلك من أعياد للأم واحتفالات، أو أعياد للميلاد أو للبلوغ أو للكهولة أو للشيخوخة، كل ذلك مما أُحدث في الدين، وحرّمه علماء الملة. فكل احتفال أو عيد لم يدل الشرع عليه فهو بدعة محدثة، ورضي الله عن ابن عباس حين قال: { ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن }. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.